الكريستال التشيكي جمال ووضوح يكسر الضوء

صناعة يدوية عمرها مئات السنين

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تمنح شفافية الزجاج الجناح التشيكي في القرية العالمية بريقا خاصا يتصل بعراقته وجودته، عبر أكثر من ثلاث مئة سنة، فاسم جمهورية التشيك أصبح ملازما للكريستال، ولاسيما مقاطعة بوهيميا الذي يعرف باسمها.دانييلا تعمل داخل الجناح ـ تزور دبي للمرة الأولى ـ تؤكد على أن الكريستال التشيكي لا يزال في غالبيته يصنع يدويا، وتفرق بين الكريستال الذي ينقش أو يحفر يدويا والكريستال الذي يصب آليا، كما تفرق بين الكريستال الذي يصنع يدويا وينقش يدويا أيضا وهو الأغلى ثمنا والأندر وعادة يكون موقعا باسم فنانين حرفيين معروفين في تشيكيا.

وتقارن دانييلا بين شمعدانين من الكريستال تعرضهما في المحل، الأول صنع آليا ويبلغ ثمنه 120 درهما والثاني صنع آليا ولكنه نقش أو نحت يدويا ويبلغ ثمنه 160 درهما ويمكن التفريق بواسطة اللمس بين الاثنين، وتحمل وعاء من الكريستال تزدحم فيه النقشات لافتة إلى انه من المستحيل أن يكون هذا الوعاء إلا يدوي الصنع كما أن النقوش عليه قديمة وشهيرة يعود تاريخها إلى 100 سنة،وأغلى قطع الكريستال التي تعرض هي من الثريات ويتراوح ثمنها بين 4000 و 5000 درهم و«هو ليس بالباهظ لان ثمة ثريات أغلى بكثير».

و يعود تاريخ صناعة ثريات الكريستال إلى عام 1724، عندما حصل صانع الزجاج يوزف بالمه، من مدينة براخين، على إذن رسمي من الملك لصناعة الثريات،ففتح مصنعاً في قرية صغيرة،وما لبثت أن انتشرت هذه الصناعة، فزينت ثريات بالمه الكريستال قصور الملك الفرنسي لويس الخامس عشر، وقيصرة النمسا ماري تريز والقيصرة الروسية إليزابيث.

وأصبحت ثريات الكريستال التشيكية رمزا للذوق الرفيع والغنى، وفي نفس مقام المجوهرات،وصار بريق ثريات الكريستال يزيد من مقام القلاع، وينير البرلمانات صالات الحفلات،و الجامعات،و مساكن الرؤساء والمعابد في كل العالم،وهي معلقة على سبيل المثال في لاسكال بميلان،وفي الأوبرا الملكية بروما،وفي فيرساي أو في بيتيربورغ وفي فندق قصر الإمارات، وقصور العائلة المالكة البريطانية.

يعود الحرفي برميسيل فسيلوس إلى دبي للمرة الرابعة حاملا معه معداته اليدوية للحفر على الكريستال،ويعمل بالنحت على الكريستال منذ 35 سنة وهو متعلق بهذه الصناعة وفق فلسفة خاصة به تبقيه على قيد الحياة، يوضح أن قطع الكريستال الذي احضرها ليست من صنعه إنما ما يقوم به هو النقش عليها،وتظهر مهارته في الحفر على الكريستال الرقيق فالأمر يتطلب دقة لا توفرها إلا المهارة والخبرة،ويشير إلى أن معظم الذين يشترون أعماله هم يابانيون وقد يبلغ ثمن القطعة التي يزخرفها نحو 2000 درهم أو أكثر.

يقول منظم الجناح التشيكي في القرية العالمية إن عدد منصات عرض الكريستال هذه السنة زاد عددها، وتتميز بمشاركة شركة «بريسوزا» لصناعة الكريستال التي تشتهر بصناعة ثريات الكريستال،كما يوجد كريستال «هوتني» الذي يحوي على 30 بالمئة من الرصاص ورغم ذلك هو ملون ،

ويشير إلى صعوبة تلوين الكريستال خصوصا إذا احتوى على مادة الرصاص الذي لا يمتزج مع أي مادة باستثناء الذهب والفضة،ويذكر أن الكريستال التشيكي الأصلي كان بدون رصاص. ويتميز نقاؤه بكسر الضوء،ووضوح وجمال السطوح المصقولة. وتعرض إحدى المنصات قطع كريستال موقعة باسم الفنان بيتر وأخرى لياروسلاف سلوبودا.كما يعرض الكريستال المشكل بأشكال الأزهار والورود وهو يدوي الصنع والأقل ثمنا من بين مختلف المعروضات الكريستالية إذ يتراوح ثمنها بين 50 و60 درهما.

ويشكو معظم العارضين من انتشار الكريستال التشيكي المزيف في الأسواق ومعظمه مصنع في الصين،ويقول المنظم إن الكثير من التجار في هذه المنطقة لا يعرفون معنى الصناعة اليدوية وأهميتها،ويضيف يأتي تاجر ويطلب مستوعبو شحن من الكريستال التشيكي المصنوع يدويا، نضحك ونحاول إفهامه أن الأمر يتطلب نحو سنة أو أكثر لتأمين البضاعة». وتصدرالتشيك الكريستال تحت عنوان «بوهيميا» وهي المقاطعة الشمالية في البلاد التي تنتشر فيها صناعته. وتحت هذا العنوان تدرج أسماء المصنعين المختلفة. واكبر مستورد للكريستال التشيكي هي الولايات المتحدة الأميركية.

القرية العالمية ـ كارول ياغي:

Email