اللغة الإنجليزية.. مليار طالب حول العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبعاً لهيمنة اللغة الإنجليزية في شتى مناحي الحياة، يزداد عدد الراغبين في تعلمها يوماً بعد يوم. إذ يبلغ عدد الطلبة الذين يتعلمون اللغة الإنجليزية في جميع أنحاء العالم نحو مليار طالب. ولا توجد دولة في العالم لا تدرس اللغة الإنجليزية في مدارسها أو جامعاتها.لا شك أن اللغة الإنجليزية هي أكثر اللغات انتشاراً في العالم. حيث إن شخصاً من بين كل أربعة أشخاص في العالم يستطيع التواصل باللغة الإنجليزية. فاللغة الإنجليزية هي اللغة الرئيسة في التجمعات السياسية الدولية.

وهي اللغة الرسمية لـ 85% من المنظمات العالمية، ولغة الكثير من المؤتمرات الدولية، ولغة التداول الأولى في المجالات التكنولوجية والتجارية والمصرفية والسياحية، كما أنها لغة غالبية الأبحاث العلمية والمراجع والمصطلحات والاقتصاد والمال والأعمال، وغالبية الصحف المشهورة وبرامج التلفزيون والأفلام وشركات الطيران والشركات متعددة الجنسيات والعمالة الأجنبية، فضلاً عن كونها لغة 90% من المادة الموجودة على الإنترنت.

ونظراً لهيمنة «الإنجليزية» على العديد من مظاهر الحياة، ينادي الكثيرون بضرورة سن المؤسسات التعليمية، القوانين الملزمة التي تكفل تعليمها للأطفال في سن مبكرة. مشيرين إلى أن هذه القوانين لن تجد اعتراضاً من قبل أولياء الأمور الذين لديهم رغبة قوية في تسليح أبنائهم بهذه اللغة، باعتبارها لغة الحياة، إذ أصبح شغلهم الشاغل بدء تعليم أطفالهم اللغة الإنجليزية، من مرحلة رياض الأطفال، معتقدين أن الأطفال في سن الرابعة والخامسة يتقبلون اللغة أكثر من الأطفال الكبار في سن العاشرة فما فوق.

ويمكن للأطفال في هذا السن أيضاً أن يتعلموا اللغة الإنجليزية دون مجهود، ودون أن يواجهوا صعوبات في تعلمها عندما يكبرون. ومع التطورات التي حدثت في علم النفس وعلم النفس التعليمي، أجريت الكثير من الدراسات في أنحاء عديدة من العالم، لمعرفة الأنسب في كل ذلك. وعلى الرغم من الأبحاث المستمرة إلا أنها لم تتوصل إلى إجابة حاسمة عن التساؤل الخاص بالسن الأفضل لتعلم اللغة الأجنبية.

مـــــــع

  - 1تمكن ستيرن وواينرب (1978) من فحص نتائج الأبحاث والبرامج التربوية في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكندا، إذ تبين أن تلك البرامج لم تنجح في تبديد الشكوك حول فعالية تعليم اللغات الأجنبية في سن مبكرة، واتضح أنه يمكن تدريس اللغة الأجنبية في أي سن. فاختيار السن الذي يبدأ فيه الطالب تعلم اللغة الأجنبية يعتمد على المدة الزمنية المطلوب أن يصل فيها الطالب إلى مستوى معين من الإتقان (الإجادة)، وعلى مقدار الأهمية المعطاة لدراسة اللغة الأجنبية في المنهج المدرسي، والمصادر التعليمية والبشرية المتوفرة.

2- نقل آندرسون (1973) عن منتسوري أن الطفل دون سن الثالثة قادر على تكوين آليات اللغة، ويمكن له أن يتحدث أي عدد من اللغات إذا كانت مستخدمة في بيئته عند الولادة. ونقل عن وايت مدير مشروع الروضة بجامعة هارفارد وغيره من الملاحظين والطلبة، أن السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل هي أفضل فترة للتعلم.

3- في دراسة أجرتها فيلكه (1976) في جامعة زغرب على مجموعة من الطلبة في سن التاسعة، و60 طالباً آخرين تتراوح أعمارهم بين 17- 19 عاماً، درسوا المادة العلمية نفسها، باستخدام طريقة التدريس نفسها، والمدة الزمنية نفسها، وهي تسع ساعات. أظهرت نتائج الاختبار أن الطلبة الأصغر سناً تفوقوا على الطلبة الأكبر سناً، في دقة النطق وتعلم النظام الصوتي للغة الإنجليزية.

 ضد

1- من الدراسات التي أثبتت أن الأطفال الأكبر سناً أقدر على تعلم اللغة الأجنبية من الأطفال الأصغر سناً، دراسة أجراها سينوز (2002) على 60 طالباً في المرحلة الثانوية، كانت لغتهم الأم إما الباسك أو اللغة الإسبانية. والباسك هي لغة المقررات، فيما عدا اللغة الإسبانية والإنجليزية. حيث درس جميع الطلبة اللغة الإنجليزية مدة ست سنوات..

ولكن بدأ نصفهم دراسة اللغة الإنجليزية في الصف الثالث الابتدائي، في حين بدأ نصفهم الآخر دراستها في الصف السادس الابتدائي. وفي نهاية المدة أظهرت نتائج الاختبارات أن مستوى إتقان الأطفال الأكبر سناً للغة الإنجليزية كان أعلى من الأطفال الأصغر سناً.

2- في دراسة أجرتها تشانغ (1986) على مجموعة من الأطفال السنغافوريين والصينيين والملاويين والهنود تتراوح أعمارهم بين 3.5 إلى 6 سنوات، التحقوا بستة مراكز للطفولة المبكرة. أظهرت نتائج اختبارات اللغة الإنجليزية واللغة الصينية والملاوية والتاميلية كلغة أجنبية، أن الأطفال وجدوا صعوبة في تعلم اللغة الإنجليزية مع لغة أجنبية ثانية في آن واحد. واختلف مقدار الصعوبة حسب درجة التعرض للغات والخلفية الاقتصادية الاجتماعية للأطفال.

3- أجرى السويدي اكستراند (1975) دراسة على 2200 طفل من المهاجرين، ينتمون إلى 36 جنسية، كانوا موزعين على 9 صفوف في المدارس الشاملة. وطبق اكستراند اختبارات على الطلبة واستبانات على المدرسين، لدراسة العلاقة بين السن وعدد من المهارات اللغوية الوظيفية في اللغة السويدية كلغة ثانية، والذكاء. وأظهرت نتائج الدراسة علاقة ارتباطية موجبة بين اللغة والسن، أي أن القدرة على تعلم اللغة الثانية تتزايد مع السن خلال الفترة بين سن 7-17 عاماً.

Email