التعليم يقضي على بطالة الشبــاب فـــي منطقة الخليج

ت + ت - الحجم الطبيعي

ناقش تقرير لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية صدر مؤخراً، واقع العلاقة بين قطاعات التعليم والتوظيف والدخل المادي. وأظهر أن الأعمار بين 15 و29 عاماً تضررت كثيراً من تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية لما أحدثته من معدلات بطالة تقدر بـ 16% في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.

وفي معرض تعليقه على هذا التقرير، قال مارك أندروز مدير المؤهلات لمؤسسة «بيرسون» الشرق الأوسط، عملاق خدمات التعليم العالمي، إن للتعليم دوراً كبيراً في تصحيح معدلات البطالة في المنطقة، مشيراً إلى أن التقرير يظهر مدى تأثير التعليم على قطاع التوظيف وما لعبته الأزمة الاقتصادية العالمية في هذا الصدد.

 أوضح مارك أندروز: وفقاً لبحث أجرته «بيرسون» في الإمارات وقطر والسعودية، يدرس الفرق بين تعليم الفرد وفرص حصوله على عمل جيد بأجر مناسب، فإن العديد من المتقدمين لفرص الأعمال لا يمتلكون المهارات المطلوبة.

يأتي هذا في وقت وصلت فيه معدلات البطالة في المنطقة إلى مستويات قياسية. ويمكننا الاستنتاج من ذلك بأن تجهيز الشباب الباحثين عن فرص عمل بصورة أفضل يمكن أن يخفض معدلات البطالة.وكانت بيرسون قد أطلقت مشروعاً طموحاً أسمته «ذا ليرنينغ كيرف»، يساعد على تحسين أداء قطاع التعليم في الدول.

ويجعله متوافقاً مع متطلبات قطاع الأعمال. كما يساعد هذا المشروع الحكومات ومزودي خدمات التعليم على إيجاد قرارات أكثر صواباً في توجيه استثماراتهم بشكل ناجع نحو الفرد والمجتمع وعلى نطاق أوسع. وأشادت دراسة «ذا ليرنينغ كيرف» بوعي المؤسسات التعليمية في منطقة الخليج، بأهمية بناء قطاع تعليمي يحقق نتائج إيجابية على المدى الطويل.

غير أن القطاعات التعليمية الخليجية تشهد بعض التحديات التي ينبغي تذليلها للسير قدماً في تقدم القطاع التعليمي مثل بعض المزايا الشخصية من عمر الفرد إلى ارتفاع دخله. وأوضح مارك أندروز أنه لا يوجد حل وحيد يساعد على إيجاد مخرجات أفضل لقطاع الأعمال، ولكن التعليم الذي يتلقاه الفرد يدعم بشكل رئيسي فرصه في التوظيف. وقال: أظهرت بعض محادثاتنا مع أصحاب الأعمال وبعض البحوث الإحصائية لنا أيضاً.

وجود فجوة واسعة بين أعداد الشباب الخريجين من حاملي المؤهلات المهنية واحتياجات أصحاب العمل في عدد من القطاعات بما في ذلك الضيافة والسياحة والعمارة وتجارة التجزئة والاتصالات السلكية واللاسلكية.

ويعود ذلك إلى النظرة السلبية إلى التعليم المهني في هذه المنطقة. ومع ذلك، إذا كنا نسعى إلى الحد من بطالة الشباب هنا فإن هذا التصور يحتاج إلى إحداث تغيير، إذ إن الكثير من المؤهلات المهنية يمكن أن تؤدي إلى فرص أعمال مجزية وآمنة.

 مؤهلات قوية

 وجد تقرير منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أن المؤهلات المهنية القوية تلعب دوراً محورياً في تعزيز فرص العمل للفرد. ووجدت الدراسة أن البلدان التي تحتوي على متوسط أعلى من عدد خريجي برامج التدريب المهني كانت قادرة على تقليص معدلات البطالة بين هذه الفئة العمرية إلى أقل من 8%، وشهدت البلدان التي تحتوي على فئات عمرية شبابية أقل من 25٪ تناقصاً في معدلات البطالة وصلت إلى 12%.

Email