الناجحون والفاشلون.. أيامهم متساوية قدرها 24 ساعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ زمن سأل رجل ستانلي ماركوس، خبير تجارة التوزيع الأسطوري والرئيس الناجح لمجموعة «نيمان ماركوس »: ما العامل المشترك بين الناس الأغنياء، الأقوياء والمشاهير الذين تعرفهم؟ أجاب: « كلهم لديهم أيام تتكون من 24 ساعة» ثم شرح رأيه بالقول: لقد توسع العالم في كل الاتجاهات تقريباً.

لكن ما زال لدينا يوم بأربع وعشرين ساعة، ويتلقى أنجح الناس وأفشلهم، الحصة نفسها من الساعات كل يوم».. إن الفرق بين أن تكون ناجحاً أو لا تكون، يعتمد على كيفية استعمالك لحصتك اليومية من الساعات الأربع والعشرين. لقد كانت إدارة الوقت مهمة دائماً، لكنها اليوم حاسمة أكثر من ذي قبل.

 

عند الحديث عن الوقت يتبادر إلى ذهن المرء أن تنظيم الوقت معناه أن نجعل حياتنا كلها جادة، لا وقت للراحة فيها. وهذا المفهوم خاطئ بالطبع، لأن الوقت منظم أصلاً. فالدقيقة مقسمة إلى 60 ثانية، والساعة تساوي 60 دقيقة، واليوم يساوي 24 ساعة وهكذا. إذاً الوقت مقسم ومنظم تنظيماً جيداً، ولا يمكننا أن نتحكم بالوقت فنجعل من اليوم مثلاً 36 ساعة، بدلاً من 24. فالوقت من أندر الموارد، فهو لا يعوض، ولا تستطيع تخزين الوقت أو شراؤه! لذلك فإن الوقت هو الحياة وهو إدارة الذات.

وبما أن الطلبة يعيشون فترة حاسمة في حياتهم العلمية، فهم بحاجة أكثر من غيرهم إلى تنظيم وقتهم من أجل تحقيق النجاح المنشود، فاستخدام مهارات إدارة الوقت وتنظيمه مفتاح النجاح في الدراسة، ويلاحظ الكثيرون أن الشكوى من ضيق الوقت وصعوبة تنظيمه تكون واضحة أكثر لدى بعض الطلبة الذين لا يدركون أهمية الوقت وكيفية استغلاله، بما يعود عليهم بالفائدة.

فتنظيم الوقت يساعد بشكل كبير، على الشعور بالتحسن بشكل عام في حياتنا، والقيام بالأنشطة المختلفة التي نرغب فيها مثل قضاء وقت في الدراسة، وآخر مع العائلة وكذلك تخصيص وقت للراحة والترفيه عن النفس، إلى جانب أنه يساعدنا على إنجاز الأهداف والطموحات الشخصية والأكاديمية والمهنية، والتخفيف من الضغوط، سواء في الدراسة أو العمل أو ضغوط الحياة المختلفة.

ومن ناحية النجاح الأكاديمي فإن تنظيم الوقت يساهم بفعالية في رفع مستوى التحصيل الدراسي للطالب الذي بإمكانه أن يخصص وقتاً كافياً لكل مادة دراسية ومتطلباتها والعمل على إنجازها بنجاح، والاستذكار وإنجاز الواجبات الدراسية وإيجاد وقت لممارسة الهوايات والتطوير الذاتي، وأخيراً أداء الواجبات والأنشطة الفصلية بأوقاتها المحددة، بعيداً عن الضغوط النفسية.

 

العوامل التي تسهم في هدر الوقت:

1 الانشغال بوسائل الترفيه لفترات زمنية طويلة (المحادثة الهاتفية ومشاهدة التلفاز وألعاب الفيديو والراديو والإنترنت والرحلات).

 

2 الإكثار من الأنشطة الاجتماعية والعائلية (زيارات الأصدقاء والأقارب) خلال الأسبوع.

 

3 كثرة تشتت الانتباه أثناء الاستذكار (الزملاء أو الهاتف أو الضجيج).

 

4 اللجوء إلى النوم كوسيلة للهرب من إنجاز الأعمال وكثرة التأجيل لأوقات أخرى.

 

5 عدم وضوح الأهداف التعليمية والمهنية.

 

العوامل التي تسهم في توفير الوقت:

1 تجنب إعادة كتابة الملاحظات والملخصات أثناء الاستذكار.

 

2 تنظيم بيئة الاستذكار وذلك بالاحتفاظ بملاحظات المادة العلمية في ملف واحد.

 

3 ادخار وقت القراءة بتحسين استراتيجيات القراءة وتركيز الانتباه إلى ما تقرأ.

 

4 ادخار وقت التفكير، بحمل مفكرة صغيرة لتدوين الأفكار والأحداث.

 

5 الموازنة بين الأعمال المهمة والأقل الأهمية، وذلك بإعداد قائمة للمهام وترتيبها حسب الأهمية.

 

6 التخلص من عملية تأجيل المهام والالتزام بإتمام الأعمال في وقتها، كما هي مدرجة في جدول خاص يعد للمهام المطلوب إنجازها والزمن الذي يجب أن تنجز فيه. أمور تساعدك على تنظيم وقتك

 

 

 

 

 

 

هذه النقاط هي أمور أو أفعال، تساعدك على تنظيم وقتك، فحاول أن تطبقها قبل الشروع في تنظيم وقتك، وهي:

وجود خطة، فعندما تخطط لحياتك مسبقاً، وتضع لها الأهداف الواضحة يصبح تنظيم الوقت سهلاً وميسراً، والعكس صحيح، إذا لم تخطط لحياتك فإن مهمتك في تنظيم الوقت ستصبح صعبة.

لا بد من تدوين أفكارك وخططك وأهدافك على الورق، وغير ذلك يعتبر مجرد أفكار عابرة ستنساها بسرعة، إلا إذا كنت صاحب ذاكرة خارقة، فضلاً عن أن ذلك سيساعدك على إدخال تعديلات وإضافات وحذف بعض الأمور من خطتك.

بعد الانتهاء من الخطة، توقع أنك ستحتاج إلى إدخال تعديلات كثيرة عليها، لا تقلق ولا ترمِ بالخطة فذلك شيء طبيعي.

الفشل أو الإخفاق شيء طبيعي في حياتنا، لا تيأس، وكما قيل: أتعلم من أخطائي أكثر مما أتعلم من نجاحي.

يجب أن تعود نفسك على المقارنة بين الأولويات، لأن الفرص والواجبات قد تأتيك في الوقت نفسه، فأيهما ستختار؟ باختصار اختر ما تراه مفيداً لك في مستقبلك، وفي الوقت نفسه غير مضر لغيرك.

اقرأ خطتك وأهدافك في كل فرصة من يومك.

استعن بالتقنيات الحديثة لاغتنام الفرص وتحقيق النجاح، وكذلك لتنظيم وقتك، كالإنترنت والحاسوب وغيره.

تنظيمك لمكتبك، وغرفتك، وسيارتك، وكل ما يتعلق بك، سيساعدك أكثر على عدم إضاعة الوقت، ويظهرك بمظهر جميل، فاحرص على تنظيم كل شيء من حولك.

الخطط والجداول ليست هي التي تجعلنا منظمين أو ناجحين، فكن مرناً أثناء تنفيذ الخطط.

ركز، ولا تشتت ذهنك في أكثر من اتجاه، وهذه النصيحة إن طبقت ستجد الكثير من الوقت لعمل الأمور الأخرى الأكثر أهمية وإلحاحاً.

اعلم أن النجاح ليس بمقدار الأعمال التي تنجزها، بل بمدى تأثير هذه الأعمال بشكل إيجابي على المحيطين بك.

Email