سلطان مطر بن دلموك:

ارتفاع الرسوم الدراسية أثقل مهمتنا في مساعدة المحتاجين

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هي باب من أبواب الخير، شأنها شأن العديد من المؤسسات التي أوجدتها الدولة لرعاية فئات ضاقت بهم ظروف الحياة، فانتشلتهم من جوف الضياع ومنحتهم بصيصاً من أمل، لتضعهم على طريق واضح المعالم، تقدم لهم ما تجود به أيادي العطاء، لتسد به رمقهم..

وإن كان متواضعاً. إنها جمعية الشارقة الخيرية التي تتعدد مهامها وأدوارها الخيرية والمجتمعية، وأوجه الدعم الذي تقدمه، وتتسع شريحة المعوزين الذين تكفلهم، لتشمل فئة تعدها أساس نهضة الأمم، ألا وهي «طالب العلم». «العلم اليوم» التقت سلطان مطر بن دلموك المدير التنفيذي بالإنابة للجمعية، ليوجز لنا جانباً من الأعمال السامية التي تؤديها الجمعية، وتحديداً ما يختص بالطلبة. وتالياً نص الحوار:

 بداية، حدثنا عن رؤية الجمعية والأدوار والأهداف التي تضطلع بها في مجال الخير؟

تستند رؤية الجمعية على تأمين الاحتياجات الإنسانية الضرورية والمساعدة في تحقيق أعمال البر داخل الدولة وخارجها. وتسعى الجمعية إلى توحيد جهودها في مجال العمل الخيري، من خلال إيصال المساعدات والتبرعات بأنواعها، ومكافحة الفقر والمرض وكفالة الأيتام، وإنجاز مشاريع تتعلق في بناء المساجد ودور الأيتام والمدارس والمراكز الصحية..

فضلاً عن المشاريع الاستثمارية الوقفية وحفر الآبار، وإغاثة المنكوبين بسرعة فائقة. أضف إلى ذلك، توزيع الأضاحي وكسوة العيد ومشاريع إفطار الصائم، بالتعاون مع الجمعيات والهيئات العاملة في المجال ذاته داخل الدولة وخارجها.

وتهدف الجمعية إلى تحقيق غايات عديدة منها، كفالة الأسر المحتاجة بعد دراسة شاملة، وكفالة الأيتام والفقراء عبر رعايتهم مادياً واجتماعياً وثقافياً، وأيضاً تقديم العون والرعاية الصحية للأسر المتضررة من القحط والجفاف والمجاعة. إلى جانب تقديم العون في حالات الكوارث المفاجئة كالزلازل والفيضانات والحروب داخل الدولة وخارجها، وتنفيذ مشروع إفطار الصائم وزكاة الفطر والأضاحي وتوزيعها على المستحقين. وأخيراً، الإسهام في دعم الطلبة المعسرين مادياً، عبر المساعدة في دفع الأقساط الدراسية عنهم.

ما مدى حرصكم على مساعدة طلبة العلم المتعثرين مادياً؟

يمثل الطلبة، أحد أهم الشرائح المجتمعية التي تستحوذ على اهتمام الجمعية، ومنبع ذلك الاعتبارات التي تحيط بهذه الفئة، كون التعليم هو مفتاح الانخراط في المجتمع عبر حصول الفرد على شهادة جامعية، تخوله الالتحاق في وظيفة، لكي يستطيع تكوين أسرة وإعالتها مستقبلاً، لا سيما وأن هذه الفئة من الطلبة تكون من أصحاب الدخل المحدود..

ويظل التعليم هاجسها وحلمها الذي لطالما سعت إلى تحقيقه. كما أن التعليم هو أساس نهضة الشعوب ورقيها على جميع الصعد، عبر إيجاد مجتمع متعلم ومثقف، ولذلك تحرص الجمعية على مد يد العون إلى هذه الفئة، سواء كانوا طلبة مدارس أو جامعيين.

أي فئة تدعمونها أكثر، طلبة المدارس أم الجامعيين، ولماذا؟

في الواقع، نولي طلبة المدارس الأهمية القصوى، ونقدم لهم دعماً مادياً في حدود إمكانات الجمعية، وتصل نسبة المسجلين لدينا إلى أكثر من الضعف قياساً بالطلبة الجامعيين، ومرد ذلك إلى أن طلبة المدارس هم اللبنة الأساسية، وتوفير المساعدة لهم، تمكنهم من الاستمرار على سكة التعليم، خاصة وأن المدرسة هي فترة مهمة وحرجة في حياة الطالب، وينبغي خلالها دعمه في شتى السبل المتاحة، للاستمرار في تحصيله العلمي.

هل الدعم الذي يتلقاه الطلبة المتعثرون يرقى إلى مستوى الطموح ويعد كافياً؟

لا أخفي عليك، فإن أعداد الطلبة الذين يتقدمون إلى الجمعية طلباً للمساعدة في تنامٍ مستمر، الأمر الذي يشكل عبئاً مادياً كبيراً على مقدرات الجمعية التي تعتمد في مساعداتها على تبرعات أهل الخير.

ومما زاد المشكلة تعقيداً، زيادة الرسوم في المدارس الخاصة بشكل كبير في الفترة الأخيرة، بما لا يتماشى إطلاقاً مع المساعدات التي تقدم للطلبة، ونحن نسعى بشكل حثيث لقبول جميع الطلبات المقدمة لدينا في حال وجدناها تستحق. ناهيك عن وجود تنسيق متواصل مع الجمعيات والمؤسسات الخيرية لرعاية هؤلاء الطلبة وتقديم العون لهم، بيد أن الدعم الذي يتلقاه الطالب سنوياً لا يغطي التكاليف الكبيرة المستحقة عليه، وإنما يساعده في جزء بسيط.

40 % من الطلبة الحاصلين على مساعدات متفوقـون دراسياً

كم عدد الطلبة الذين يتلقون الدعم من جمعية الشارقة الخيرية، وما نسبة الزيادة السنوية في أعداد المحتاجين؟

هذا العام زاد عدد الطلبة الذين يتلقون المساعدات بواقع 108 طلاب وطالبات في التعليم العام، بينما وصل عددهم في التعليم الجامعي إلى 90 طالباً وطالبة. أما في العام الماضي فقد بلغ عدد طلبة المدارس الحاصلين على مساعدات 1067 طالباً وطالبة، في حين وصل عدد الجامعيين إلى 317 طالباً وطالبة. وتقدر نسبة الزيادة السنوية في أعداد الطلبة بشكل عام ممن يتقدمون إلى الجمعية للحصول على المساعدات، بنحو 30%.

ما نسبة الطلبة المتفوقين دراسياً والذين يندرجون تحت مظلتكم؟

تصل نسبة الطلبة المتفوقين الذين نقدم لهم الدعم المادي نحو 40% من إجمالي عدد الطلبة الذين يتلقون مساعدات، وهذا الأمر يشجعنا دائماً ويحفزنا بشكل أكبر، نحو الاهتمام بهذه الفئة، وتقديم الدعم لها قدر الإمكان، لمساندة طموح الطلبة في مسيرتهم التعليمية.

هل ثمة استثناءات للطلبة المتفوقين دراسياً من ناحية منحهم قدراً أكبر من الدعم؟

بكل تأكيد، يحصلون على اهتمام ودعم أكبر من أقرانهم الطلبة الآخرين، كون هذه الفئة تستحق الدعم والرعاية المضاعفة، نظراً لحالة التفوق دراسياً وحفاظاً على هذا الواقع الإيجابي في حياتهم، على أمل بلوغهم مرحلة التعليم الجامعي وتحقيق طموحات أكبر.

هل هناك جهات تساندكم في دعم الطلبة مادياً، وما دور المدارس الخاصة في هذا السياق؟

البعض القليل من المدارس الخاصة يسهم في جزء بسيط لدعم الطلبة المتعثرين مادياً من ذوي الدخل المحدود، بالتنسيق المباشر مع الجمعية، والواقع لا يلبي الطموح، فالأمر يتطلب مزيداً من الدعم من أطياف المجتمع كافة، وفي المقدمة المدارس الخاصة.

ونتمنى على هذه المدارس أن تقدم الدعم المادي والتخفيضات في الرسوم للطلبة المتعثرين، وعلى تلك المدارس التي لا تهتم بهذا الأمر، وهي كثيرة، أن تلقي بالاً لهذه القضية وتتفاعل اجتماعياً مع أوضاع الطلبة، تحقيقاً للهدف الذي نسعى نحوه جميعاً، وهو إيجاد جيل متعلم ومثقف.

هل ثمة مشاريع قائمة حالياً تسعون من خلالها نحو دعم الطلبة مادياً؟

نحاول حالياً الترويج لمشروع طالب العلم، عبر شتى السبل المتاحة سواء الإعلامية أو عن طريق «البروشورات» والملصقات و«الكوبونات» التي تحث أفراد المجتمع ومؤسساته، نحو دعم هذه الفئة بما يعود بالمنفعة وتحقيق مآربنا المتمثلة في مساعدة الطلبة بجزء من الرسوم المدرسية والجامعية.

وثمة لجنة «تراحم» انبثقت بالتنسيق والتعاون مع منطقة الشارقة التعليمية وأعضاء منتدبين، وتعمل هذه اللجنة على تسهيل دراسة الطلبة في المدارس الخاصة، عبر توفير المتطلبات اللازمة للالتحاق بها.

ماذا عن طلبة الجامعة، وهل يوجد باب محدد لتقديم المساعدة لهم؟

أنشأنا صندوق طالب العلم في جامعة الشارقة، ويتم التنسيق مع الجامعة في هذا الشأن عبر لجنة مشتركة لتقديم التسهيلات والدعم اللازمين للطلبة المستحقين الذين يقدمون مستندات تثبت أحقيتهم للمساعدة.

في الآونة الأخيرة تعرضت المدارس الخاصة إلى ضغط كبير لاسيما مع وجود أعداد كبيرة من الطلبة السوريين الذين قدموا إلى الدولة، ما دوركم في هذا الشأن؟

أجل، هناك تنسيق مباشر مع منطقة الشارقة التعليمية والمدارس الخاصة، بقصد تسهيل انتظام الطلبة وقبولهم في هذه المدارس، وتقديم الدعم المادي لنسبة كبيرة منهم، محتاجة مادياً، كما أنهم يتحصلون على الدعم من أبواب أخرى متنوعة.

هل تعتمدون فقط على التبرعات كمورد أساس لتغطية نفقات الطلبة؟

كما أسلفت سابقاً، فإن ما نستقبله من تبرعات لا يسد احتياجات الطلبة الفعلية، وبالتالي فإننا في كثير من الأحيان نلجأ إلى موارد أخرى تابعة للجمعية، لتغطية هذه المتطلبات المتزايدة.

ما المبالغ التي أنفقت على الطلبة في الفترة الأخيرة؟

في غضون الأربع سنوات الماضية تم إنفاق نحو 32 مليون درهم على الطلبة الملتحقين في التعليم المدرسي، وعلى طلبة الجامعات.

آلية جديدة

أوضح سلطان بن دلموك أن جمعية الشارقة الخيرية، وضعت آلية جديدة، تم العمل بها العام الدراسي الحالي 2013/2014، إذ جرى إعطاء الأولوية في قبول الطلبات للأسر الفقيرة والمقيمة في الشارقة، على الرغم من قبول الطلبات الخاصة من خارج الإمارة إذا توافرت الشروط.

وأضاف إن هذه الشروط تتمثل في أن يكون للطالب ملف سابق في الجمعية، وألا يزيد متوسط دخل الفرد عن 500 درهم شهرياً، وأن لا تقل قيمة الرسوم المطلوبة عن ضعف الدخل الشهري، فيما عدا ذلك، لا يتم فتح ملف إلا بعد موافقة خطية من مدير الفرع، واعتماد المدير التنفيذي في الجمعية.

Email