أمل القحطاني: 59% من مدارسنا ضمن عالم الموهبة «الحقيقي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

 العمل في مجال الموهبة والتفوق، كان إلى وقت قريب، يتم اجتهادياً، وبشكل غير مدروس، ولا تحكمه أسس علمية، سواء في عمليات الكشف عنه أو تنميته. ولعل الإشكالية الكبرى التي كنا نعاني منها، وتسقط أمامها كل محاولات تبني الموهبة واستثمارها، أننا لا نمتلك معايير، أو أدوات للقياس، في ظل شح واضح، أو انعدام وجود الكوادر المؤهلة، والقادرة على اكتشاف الموهبة والتعامل معها.

وفي غضون فترة زمنية قصيرة، ومع وجود حشد كبير من المسؤولين عن رعاية الموهوبين في الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج العربية، لاقت تجربة دولة الإمارات في رعاية الموهوبين، إشادة كبيرة من الجميع، بل إنهم ذهبوا إلى المطالبة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، لتعميم تجربتها على الدول الأخرى.

عن الموهبة والتفوق وهذه التجربة الغنية، وحصادها ومستقبلها كانت هذه المحطة مع أمل محمد القحطاني رئيس مبادرة الموهبة والتفوق بوزارة التربية والتعليم..

 بداية؛ ما نصيب الموهبة والتفوق، في إطار مبادرات إدارة التربية الخاصة الحالية؟

هناك ضمن مبادرات الإدارة حالياً، مبادرات عدة نذكر منها: تطوير مهارات الطلبة الموهوبين والمتفوقين، في 250 مدرسة، إذ بلغ مجموع مدارس الموهبة 59% من إجمالي المدارس في عالم الموهبة الحقيقي، خاصة بعد تطبيق معايير اكتشاف وتبني هذه المواهب..

وتدريب العاملين في الميدان التربوي في مجالي الإعاقة والموهبة بواقع 200 متدرب سنوياً لكل فرع، وإعداد متخصصين في مجال الإعاقة والموهبة، ولدينا 160 مختصاً في دبلوم الموهبة، والتوحد، وصعوبات التعلم، والإعاقة البصرية، والنطق واللغة. وجاري العمل حالياً على إعداد نظام عمل للموهوبين.

 وماذا عن تجربة دولة الإمارات في رعاية الموهوبين والمتفوقين؟

التجربة الإماراتية في رعاية الموهوبين والمتفوقين، من التجارب الحديثة في المنطقة العربية، في هذا المجال، وعلى الرغم من حداثتها، إلا أنها انطلقت بقوة وبخطى ثابتة، من خلال الرعاية التي تقدمها وزارة التربية والتعليم، إذ وضعت مجموعة من المبادرات الاستراتيجية، تضمنت مبادرة رعاية الفئات الخاصة..

في المدارس المنطلقة من مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية بين الطلبة، باتباع سياسة تطوير البرامج التي تُقَدم للطلبة الموهوبين والمتفوقين، للوصول بهم إلى المخرجات المرجوة: طلبة يتمتعون بمعرفة واسعة، ومبدعون وبارعون في شتى المواد الدراسية كاللغات والعلوم، وراغبون في التعلم المستمر، ومساهمون في تقدم الدولة وازدهارها.

لديكم مبادرة رائدة لتطوير مهارات الطلبة الموهوبين والمتفوقين، هل لك أن تحدثينا عنها؟

تسعى هذه المبادرة إلى رعاية الفئات الخاصة في المدارس، من خلال هدف استراتيجي يعنى بتوحيد المعايير، وتوفير فرص التعليم للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، لتحقيق مستوى عال من تكافؤ الفرص. ويتم قياس ذلك بعدد المدارس التي تطبق برامج الموهبة..

وبهدف توفير فرص التعليم المتكافئة للطلبة الموهوبين والمتفوقين، وبما يتناسب واحتياجاتهم، فضلاً عن تطوير مجالات النمو المعرفي والانفعالي والاجتماعي، والاستفادة من التجربة، في مجال الموهبة والتفوق، تمهيداً لتعميمها مستقبلاً.

 كيف انطلقت هذه المبادرة، وما مراحل نموها؟

انطلقت مبادرة تطوير مهارات الطلبة الموهوبين والمتفوقين، اعتباراً من العام الدراسي 2008/2009م، إذ بلغ عدد المدارس التي طُبقت فيها، آنذاك 10 مدارس، وفي العام 2009/2010م، زاد عدد هذه المدارس إلى 20 مدرسة، وفي العام الذي يليه وصل العدد إلى 50 مدرسة، وشهد العام 2011/2012م قفزة نوعية في عدد المدارس التي تطبق مبادرة الموهبة، إذ بلغ 100 مدرسة، وحافظنا على هذا العدد في العام 2012/2013م، مع الحرص على تجويد العمل والمنتج.

 ما أهم الكتب والمراجع المستخدمة في المدارس التي تُطبق الموهبة؟

لدينا 5 أجزاء من الدليل التربوي في تدريب الطلبة على المهارات الحياتية والحلول الإبداعية، و10 أجزاء من منهج مهارات التفكير. هناك أيضاً برنامج: TRIZ وRISK. فضلاً عن كتب تطوير مفهوم الذات، والدليل العملي لبرامج الموهبة والتفوق، ونموذج الإثراء المدرسي الشامل.

مقترح لجعل 3 مارس يوماً خليجياً للموهبة والإبداع

 كيف يتم تأهيل الكوادر المتخصصة في مجال الموهبة والتفوق؟

يتم ذلك من خلال طرح برنامج الدبلوم المهني لرعاية الموهوبين بالتعاون مع جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للتميز، إذ بلغ عدد المنتسبين لهذا الدبلوم في العام الحالي 2013م، 20 منتسباً. إضافة إلى تسهيل وتوفير الفرص للعاملين في مجال الموهبة والتفوق، في الحصول على شهادات معتمدة في التدريب على برامج التفكير المختلفة.

وتأهيل كوادر وطنية متخصصة في تصميم وتقييم الحقائب التدريبية، وقد تم منح إجازة عالمية في تصميم الحقائب التدريبية لـ 20 شخصا. ثم تأهيل مقيمين لبرامج الموهبة المختلفة. وتأهيل مدربي اختبارات إبداع وذكاء. والعمل على تأهيل مدربين في إرشاد الموهوبين.

 ما أهم النتائج التي حققتها عملية تأهيل الكوادر المتخصصة في المجالات المختلفة؟

بلغ عدد المتدربين من الهيئة الإدارية والتعليمية من العام 2009 إلى العام 2012م، 400 متدرب. فيما بلغ عدد المتدربين من الهيئات الإدارية والتعليمية في العام الحالي 2013م، 684 متدرباً خضعوا جميعهم للدورات والورش التدريبية التي عقدت في المناطق التعليمية بدبي والإمارات الشمالية.

وبلغ عدد الطلبة الذين تم تنفيذ برامج موهبة لهم، في العام 2012م ممن ليس لديهم إعاقة 3354 طالباً، و8185 طالباً في العام الحالي 2013م. فيما بلغ عدد الطلبة الموهوبين من ذوي الإعاقة المنضمين للمبادرة 43 طالباً في العام 2012م، و79 طالباً في العام الحالي 2013.

 بالنسبة للتحديات التي تواجهكم في مجال الموهبة، كيف استطعتم التغلب عليها؟

من أهم هذه التحديات أن الميزانية المخصصة للتربية الخاصة غير كافية، ويُمكن التغلب عليها من خلال الخطط البديلة. علاوة على ندرة المتخصصين في مجالات التربية الخاصة، وهو تحدٍ آخر ..

وقد تمكنا من التغلب عليه بتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية. كما نستطيع مواجهة تحدي عدم توافر التخصصات في الجامعات المحلية، بالمزيد من التنسيق مع الجامعات. وهناك أيضاً تحدي عدم دقة الإحصائيات، وفي المقابل يتم التعامل مع المدارس إلكترونياً. وفيما يتعلق بتحدي قلة الوعي الكافي، فيتم التغلب عليه من خلال برنامج توعية للمعنيين.

 وماذا عن التحديات الفنية التخصصية التي قد تؤثر في اكتشاف الموهبة؟

لدينا تحدٍ تخصصي في عدم وجود أدوات للكشف عن الموهبة وتشخيصها، واستطعنا التغلب على هذه الإشكالية بشراء اختبارات، وإنشاء بطارية اختبارات خاصة بالاكتشاف المبكر والتدريب عليها.

هناك أيضاً إشكالية تكمن في عدم وجود معلم تربية خاصة في كل مدرسة، ويتم مواجهة ذلك من خلال الدبلوم المهني. وبالنسبة لصعوبة تقييم ومتابعة العمل في مدارس مبادرة الموهبة، نستطيع التغلب عليها عن طريق الاستبانة الخاصة بتقييم برامج الموهبة والتفوق، لمتابعة العمل من قبل لجان الرقابة.

 كيف تتم عملية تطوير العمل في المبادرة؟

من خلال الاطلاع على تجارب الدول الأخرى في مجال رعاية الموهوبين. كما تسعى الإدارة إلى تطوير موظفيها عبر المشاركات الداخلية والخارجية. وتأهيل الكوادر الوطنية في التخصصات والبرامج المختلفة. إلى جانب التعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي لتنفيذ بعض برامج الموهبة الخاصة بتخصصات معينة.

 وما الذي تخططون له مستقبلاً؟

نسعى إلى الانتهاء من بطارية الاختبارات الخاصة بالكشف المبكر للطلبة الموهوبين. وتطبيق برنامج رياضي.. موسيقي وفني، للموهوبين في العام 2014م. واستحداث بطارية مقاييس لرياض الأطفال، وإجراء دراسة ميدانية في العام 2015م. كما نخطط لأن يشهد العام 2016م، إنتاج مناهج إماراتية للموهوبين، فضلاً عن برامج الاختراع.

 قدمتم مقترحاً للدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج، بتخصيص «يوم خليجي للموهوبين»، ماذا عنه، وما التصور المقترح لتنفيذ الفكرة؟

نعم قدمنا مقترحاً لتسمية يوم خليجي للموهبة والإبداع، على أن يتم الاحتفال به كل عام في بلد معين من الدول الأعضاء بمكتب التربية، وقد تم إقراره يوم 3 من شهر مارس. ويُعتمد من قبل مجلس مكتب التربية العربي، ويعمم على دول مجلس الخليج العربي.

والتصور المقترح في ذلك، أن يتم تخصيص لجنة تنظيم ومتابعة للأنشطة المقدمة للموهوبين على مدار العام في الدول الأعضاء، وتنظيم لقاءات دورية ومنتظمة للجان، بهدف مناقشة وطرح ما تم تقديمه للموهوبين على مدار العام. وعمل لقاءات للموهوبين على مستوى الخليج، لتبادل الخبرات بين معلمي الموهوبين والطلبة أنفسهم. على أن تتاح الفرصة في هذا اليوم لمشاركة كل المواهب البارزة في الخليج.

حل المشكلات

 بالنسبة للكادر التعليمي والإداري الذي يتولى مباشرة مهام الموهبة في المدارس، قالت أمل القحطاني: يتم تدريب المعلمين على البرامج المختلفة، على أيدي متخصصين من داخل الدولة وخارجها، إلى جانب توفير البرامج التدريبية، ومنها: برامج التفكير الإبداعي والتفكير الناقد. وتصميم الوحدات الإثرائية. وبرنامج حل المشكلات.

والتعلم القائم على المشاريع. والكشف والتعرف على الطلبة الموهوبين. وبرنامج «تريز» لتعليم التفكير. والبحث العلمي. وتطوير مفهوم الذات. وآليات تطبيق برامج الموهوبين.

Email