د. محمد بلال: نتائج اختبارات اللياقة البدنية.. لم يرسب أحد

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أنهت وزارة التربية والتعليم منذ أيام، تنفيذ المرحلة الأولى من اختبارات اللياقة الصحية والبدنية، لمعلمي ومعلمات التربية الرياضية بالمدارس، الأمر الذي يُعيد إلى الواجهة مجدداً، موضوع الرياضة المدرسية، ودورها في تعزيز تطوير التعليم، والمساهمة في مواجهة الأمراض العصرية التي يعاني منها بعض الطلبة، مثل السمنة والسكري وقلة الحركة.الدكتور محمد إبراهيم بلال، موجه أول التربية الرياضية بوزارة التربية والتعليم، يضع يده على كثير من الأمور المتعلقة بالصحة، واللياقة البدنية للمعلم والطالب، من خلال هذا اللقاء.

 انتهت منذ أيام، المرحلة الأولى من اختبارات اللياقة البدنية لمعلمي التربية الرياضية، ما أهميتها، وما علاقتها بالطالب تحديداً؟

تسعى إدارة التربية الرياضية، بوزارة التربية والتعليم من خلال هذه الاختبارات، إلى رفع اللياقة البدنية والصحية لمعلمي ومعلمات التربية الرياضية، في إطار مبادرات استراتيجية تطوير التعليم، من أجل الوصول إلى طالب سليم صحياً ومعافى بدنياً ومتميز ذهنياً ومعرفياً.

وقادر على ممارسة حياته في بيته ومدرسته ومجتمعه المحيط به بشكل طبيعي، وخالٍ من أية أمراض، خاصة تلك التي ترتبط بأمراض قلة الحركة، مثل السمنة والسكري. ومن الطبيعي أن تكون البداية من المعلم ذاته، فهذه الاختبارات تساهم في رفع كفاءته وقدرته على القيام بمهام عمله التي تستلزم الأداء البدني العالي والمهاري لمختلف الرياضات.

فطبيعة عمل معلم التربية الرياضية، تختلف عن معلمي المواد الأخرى، فإلى جانب تعرضه لعوامل المناخ والرطوبة، والعمل في ظروف أكثر صعوبة من الآخرين، تتنوع المهام المكلف بها من تدريس وتدريب وإشراف وتكوين وإعداد الفرق لخوض المنافسات، والمشاركة في فعاليات مؤسسات المجتمع المحلي.

البعض يُطالب بتوحيد هذه الاختبارات في اختبار واحد، تخوفاً من هدر وقت المعلمين والتأثير على جدول حصصهم؟

التخوف من أن إجراء مثل هذه الاختبارات، قد يُعيق معلمي ومعلمات المادة عن حصصهم، أو متابعة النشاط الرياضي للطلبة في المدارس، لا مبرر له، إذ أن الهدف من إقامتها مرتين، هو الوصول إلى مؤشرات متتابعة، عن مستوى المعلم البدني والصحي على مدار العام الدراسي، بما ينعكس على إنجازاته في الحصة وأمام طلابه. وبالتالي فهي لا تعيق المعلم عن القيام بمهامه، لأنها تتم خلال يوم واحد، وحسب جدول زمني، يتم تنفيذه خارج الدوام المدرسي.

هل أدت نتائج الاختبارات السابقة، إلى إقصاء بعض المعلمين بدعوى عدم اكتمال اللياقة؟

الهدف الأسمى لقطاع البيئة والأنشطة الطلابية بالوزارة، وإدارة التربية الرياضية، من إجراء هذه الاختبارات، هو التحقق من أن المعلمين يتمتعون بالصحة واللياقة البدنية وقت تنفيذ الاختبارات، وخلال مدة وجودهم في الخدمة، ومن اكتسابهم القوام اللائق صحياً، حتى تعود الفائدة على المعلم أولاً.

ومن ثم تنتقل بالتبعية إلى الطالب. فالهدف إذاً، ليس إقصاء أحد أو إنهاء خدمته، وعليه لم يتم إقصاء أي أحد من معلمي التربية الرياضية، خلال الاختبارات السابقة، فالكل نجح في الاختبارات، ولم يحقق أحد منهم، الحد الأقصى لمؤشر السمنة.

يُلاحظ أولياء أمور طلبة، زيادة في أوزان بعض معلمي التربية الرياضية في المدارس، ما رأيكم؟

هناك معايير غير واضحة لدى بعض أولياء الأمور، في ما يتعلق بطبيعة مهام معلم التربية الرياضية، وحـــــــدود تمتعه باللياقة، وبالتالي في إصدار الأحكام عليه. فهذا ظلم بيّن. فيما يعتقد البعض الآخر، أن هناك أموراً، ربما تدخل ضمن مهام مادة التربية الرياضية، في حين تكون تابعة لتخصصات أخرى، مثل: الوجبات الصحية، والعادات الغذائية، وعلاقتها بالسمنة، والسكري لدى الطلبة. ك

ما أن البناء الجسماني الجيد للمعلم ومدى تمتعه باللياقة البدنية، التي تؤهله لمزاولة مهامه بشكل طبيعي، لا يُمكن معرفتها بالعين المجردة، إذ يتم قياسها بواسطة المتخصصيــــــــن والمعنيين بتحديد معاييرها وفق طبيعة كل جسم وحسب المرحلة العمرية.

د. بلال: الرياضة أسلوب حياة.. وليست لهواً أو إضاعــة للوقت

 بالنسبة للطلبة المصابين بأمراض البدانة والسمنة، ما دور معلم التربية الرياضية في تصحيح هذه الأوضاع؟

يتم تنفيذ بعض البرامج المرتبطة بمكافحة أمراض السمنة والسكري وقلة الحركة لدى الطلبة، وذلك ضمن المهام الموكلة لمعلمي التربية الرياضية، بالتعاون مع الصحة المدرسية ووزارة الصحة. وبالتالي تقوم إدارات المدارس بمتابعة مستمرة للطلبة المصابين بالسمنة صحياً، والتواصل مع أولياء أمورهم في هذا الصدد.

وذلك من خلال تصميم برامج تدريبية مقننة خاصة بالتمرينات، وأساليب التغذية السليمة، ومدى تقدم وضع الطالب الصحي، مع متابعته بشكل دوري، للتعرف على مدى التقدم الناتج عن تطبيق تلك البرامج. ويحرص معلم التربية الرياضية على إشراك هذه الفئة من الطلبة في المنافسات والأنشطة الرياضية المدرسية، بما يتناسب مع حالتهم المرضية، وبما لا يؤثر على حالتهم النفسية والمعنوية.

كيف نستطيع بـ «الرياضة» الوصول إلى طالب معافى صحياً وبدنياً؟

التزام الطالب ومداومته على حصص التربية الرياضية، والمشاركة في الأنشطة هدف أساسي. وهناك مسابقات رياضية تنظمها إدارة التربية الرياضية، تمثل فرصة لتحقيق معدلات عالية صحياً وبدنياً. إذاً لابد من الاهتمام بالطالب من داخل المدرسة، واكتشاف ما لديه من قدرات ومواهب تؤهله للمشاركة في الأنشطة الرياضية. وأود أن أنبه أولياء الأمور والطلبة والإدارات المدرسية إلى ضرورة الاهتمام بحصص التربية الرياضية، فهي مادة أساسية، ولها منهج محدد، وعليهم أيضاً تحفيز أبنائهم وتشجيعهم على مزاولة الرياضة داخل المدرسة وخارجها.

ما برامج الإدارة، لتعزيز دور التربية الرياضية في المدارس؟

تسعى وزارة التربية والتعليم إلى توفير أساليب وفنيات تدريس تتناسب مع الاحتياجات الفعلية للطالب حسب المرحلة السنية، وإيجاد مواقف تعليمية تتناسب مع طبيعة النشاط الممارس ومع خصائص الطلبة، وتطبيق الأسس السليمة في انتقاء الطلبة الذين لديهم استعداد جيد لممارسة النشاط البدني والمهاري، وعقد ورش عمل لمعلمي ومعلمات التربية الرياضية، للتدريب على تطبيق المحاور الفنية للمنهاج،.

والارتقاء بقدراتهم وكفاءاتهم المهنية، وزيادة المشاركة الطلابية في الأنشطة البدنية والرياضية، وتطبيق أساليب مختلفة في تقييم أداء الطلبة في الأنشطة الرياضية والبرامج الصحية، وتنظيم لقاءات دورية بين المعلمين والطلبة، لاستثارة ميولهم ودوافعهم تجاه ممارسة النشاط الرياضي، واستخدام الأفكار الإبداعية في الأنشطة التي تنمي عناصر اللياقة البدنية المرتبطة بالمهارة والصحة.

وبالنسبة لإحجام بعض الطلبة، وخاصة الفتيات، عن المشاركة في حصص التربية الرياضية والمسابقات الرياضية، ما الحل؟

إحجام بعض الطلبة، وخاصة الفتيات عن المشاركة في النشاط الرياضي بشكل عام، وحصص التربية الرياضية بشكل خاص، يرجع إلى عوامل عدة، منها: العامل الاجتماعي، والنفسي، والصحي، والثقافي، والمادي. ولكي يتم تقليل إحجام الفتيات عن المشاركة في النشاط الرياضي، تعمل الوزارة على زيادة الاهتمام بنشر الوعي بالثقافة الرياضية في المجتمع لدى أولياء الأمور، وتعزيز سبل التعاون بين المدرسة.

ومجالس أولياء الآباء والأمهات، والتركيز لدى شرائح المجتمع على أن الرياضة يجب أن تكون هدفاً وطنياً، مثل التعليم والصحة، فهي أسلوب حياة، وليست كما يراها البعض، مجرد لهو ولعب، وتضييع للوقت. وهنا تأتي أهمية دور الإعلام في توضيح الصورة لدى أولياء الأمور، وتعريفهم بأهمية ممارسة النشاط الرياضي لأبنائنا الطلبة، وتأثيره الإيجابي، على النواحي الصحية والنفسية والذهنية لديهم.

هناك رأي يُطالب معلمي التربية الرياضية بالتركيز على العناصر المرتبطة بصحة الطالب، وليس بالأداء الرياضي المرتبط بالإنجاز، ما رأيكم؟

هناك ارتباط وثيق الصلة، بين عناصر اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة، وتلك المرتبطة بالإنجاز في الأداء الرياضي، فكل منهما يكمل الآخر، ولا يُمكن أن ينفصل عنه. فهي منظومة عمل متكاملة، تحقق أهداف إدارة التربية الرياضية لتطوير الرياضة المدرسية. فالدرس وحدة صغيرة في برامج التربية الرياضية المدرسية، ويُمثل عنصراً مهماً في تحقيق النمو الشامل والمتزن للمتعلم من جميع الجوانب:

البدنية والمعرفية والنفسية والاجتماعية، كما يسهم إيجابياً في كيفية تعلم المتعلم، واستثمار وقت فراغه. وقد صُممت دروس التربية الرياضية بغرض تعزيز المهارات للوصول إلى مستويات عليا في الأنشطة البدنية، وبالتالي تحسين اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة، وتكوين اتجاهات إيجابية نحو ممارسة النشاط البدني. فالقاعدة الذهبية تقول: الممارسة تأتي أولاً، ثم المنافسة ثانياً.

 ضمان صدق النتائج

أوضح الدكتور محمد بلال أن اختبارات اللياقة البدنية، مقننة علمياً ومنهجياً، وتقيس عناصر اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة، تحت إشراف كامل من اختصاصيي اللياقة البدنية، وموجهي التربية الرياضية، لضمان الحيادية والشفافية وصدق النتائج. وأوضح أنها تشمل جميع معلمي ومعلمات التربية الرياضية التابعين للمدارس الحكومية بوزارة التربية والتعليم، ويتم إجراؤها بشكل دوري، وبمعدل مرتين لكل عام دراسي، في شهري يناير ومايو، وفق جدول زمني يحدد اليوم والمكان المخصصين لاختبارات المعلمين والمعلمات.

Email