فضيلة العقل

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما اكتسبَ أحدٌ أفضلَ من عقلٍ يَهديهِ إلى هدى ويردُّه عن ردى».

وقيل إنهم سألوا مجنوناً يوماً عن المجانين قائلين لهُ: أَتعدَّ المجانين؟ فقال: هذا يطولُ، ولكنَّ الأسهلَ أن أعدَّ العُقلاء!

وقال حكيم: جالِسِ العقلاء أعداءً كانوا أم أصدقاء، فالعقل يقعُ على العقل.

وقال الشاعر:

ألم ترَ أنَّ العقل زينٌ لأهلهِ وأنَّ تمامَ العقلِ طولُ التجاربِ

 

لو أردنا الوقوف على بعض ما يتضمنه حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، من معانٍ ودلالات؛ سنختار منها ذلك الاختزال الكبير الذي انطوى عليه سياق الحديث عن فضيلة العقل. فقد جاء جامعاً في حدود نصف السطر. فالحديث يدلل على القول بفضيلة العقل وأرجحيته على نِعمٍ كثيرة، ليس بالوقوف على تلك البصيرة التي يمنحنا إياها (الهدى)، والتي تقودنا إلى الهداية، بل إلى منحه إيانا من الوقوع في مهاوي الهلاك (الردى). فهو إذاً نعمة عظيمة تمنع وتهب في آن معاً.

فروق لغوية (الفرق بين سَمِعَ وأنصَتَ)

ربما ظنّ كثير منا أن الفعلين: سمعَ وأنصتَ مترادفان، وأنّ لا فرق بينهما. لكن العربية فرّقتْ بينهما. فالفعل سَمِعَ إنما يكون بسماعِ المرء بأذنهِ الصوتَ، سواء أكان بطريقة إرادية أرادها، أم بطريقة غير إرادية، عن طريق اقتحام الصوت أذنه وإن لم يُرد ذلك. والإنصاتُ إلى جانب ذلك دالٌ على مشاركة جوارحِ المرء لأذنيه، أي العقل والوجدان. في حين أن السماع قد يقف عند حدود الأذن ولا يتعداه إلى العقل أو الوجدان.

فوائد لغوية استعمل العرب أسماء للدلالة على الأوقات، منها:

البُلْج: وهو آخر الليل أو وقت انبلاج السَحَر.

الضُّحى: وهو الزمن الممتد من طلوع الشمس إلى ارتفاع النهار.

الهاجرة: وهو الزمن الممتد من زوال الشمس إلى قُرب حلول العصر.

الطَّفَل: وهو قُرب حلول المَغيب.

مغزى مثل (وَجَدَ تَمرةَ الغُراب)

من جميل أمثال العرب، ذلك المثل الدال على دقة ملاحظتهم وتتبعهم لطبائع الحيوان والطيور والطبيعة الصامتة، فضلاً عن السلوك الإنساني. وهذا المثل يُضربُ عادة لكل من عثر على ما يريد ويتمنى من خير أو غنى أو سعادة أو أمنية ما. وذلك لأنهم عرفوا بخبرتهم الحياتية ما عرفوه عن الغراب، من أنه ينتقي أجودَ تمرة ليأكلها، وليس كسواه من الطيور!

Email