مدح الأمل وذم التعلل بالأماني

مواقف

قال بعض الحكماء: إياكم وطول الأمل، فإنَّ مَن ألهاهُ أملهُ أخزاهُ عمله.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: لا يزالُ الكبير شاباً في اثنين، حبّ المال وطول الأمل.

وقال الطغرائي في دور الأمل في حياتنا:

أُعلّلُ النفسَ بالآمالِ أَرقبُها ما أضيقَ العيشَ لولا فُسحةُ الأملِ

 من طرائف العرب

سأل الشاعر الفرزدق عتبة مولى عثمان بن عفان: يا عتبة متى تذهب إلى الآخرة؟ فقال عتبة: وما حاجتك إلى الآخرة؟ قال الفرزدق: عندي رسالة لوالدي أريد أن أعهد بها إليك. فقال عتبة: والله ليس طريقي إلى جهنم فاعهد بها إلى غيري من أصحاب النار.

 فوائد لغوية

نسمع بعضَ أفراد مجتمعنا يقولون: عُرِف جارُنا بالحَدْبِ (بدال ساكنة) على الفقراء والمساكين. وهو لفظ غير سليم، إذ الصواب أن يقال: عُرِفَ جارُنا بالحَدَبِ (بفتح الدال) على الفقراء والمساكين. وتعني عُرف بالعطفِ عليهم. والحَدَبُ هنا مأخوذةٌ من خروج الظهر ودخول البطن والصدر، ثم استعير المعنى المجازي منها.

مغزى مثل

(كَما تَدِينُ تُدانُ)

يُراد بالمثل القول: إنك كما تَفعل يُفعل بك. والدين هنا بمعنى الجزاء أو الحساب. قال تعالى في سورة الفاتحة: (مالكِ يومِ الدِّينِ). والأصل في الدين الانقياد، يقال: دانوا لسيِّدهم إذا انقادوا له. وأصل المثل يعود ليزيد بن الصِّعق الذي أخذ ملكٌ من ملوك غسان ابنته في غيابه، بعد أن كان لا يبلغه عن امرأة جمال إلا أخذها. فلما عاد الأب قصد الملك وأنشدَ بين يديه قائلاً:

يا أيُّها الملكُ المُقِيتُ أما ترى ليلاً وَصُبحاً كيفَ يختلفانِ

هل تستطيعُ الشَّمسَ أن تُؤتى بها ليلاً وهل لكَ بالمليكِ يَدانِ

فاعْلمْ وأَيْقِن أنَّ مُلْكَكَ زائلٌ واعلم بأنَّ كما تَدينُ تُدانُ

والمُقيتُ (بالضم) هنا تعني المُقتدر.