الخشية من الله

ت + ت - الحجم الطبيعي

مواقف

يُروى أن يهودياً وقف لعبد الملك بن مروان، فقال: يا أمير المؤمنين إنّ بعض خاصّتكَ ظلمني فانصفْني منه وأذقني حلاوة العدل، فلم ينتبه له، فوقف له ثانياً، فلم يلتفت إليه، فوقف له مرة ثالثة، وقال: يا أمير المؤمنين إنّا نجدُ في التوراةِ المنزّلةِ على كليمِ اللهِ موسى صلوات الله وسلامهِ عليه: إنّ الإمامَ لا يكون شريكاً في ظُلمِ أحدٍ حتى يرفع إليه، فإذا رُفعَ إليه ذلك ولم يُزله، فقد شاركه في الظُلم والجور. فلما سمعَ عبد الملك كلامه فزِعَ وبعث في الحال إلى مَن ظَلَمهُ، فعزلَهُ وأخذَ لليهودي حقَهُ منه.

قصة مثل

(الخَيلُ أعرفُ بفُرسانِها)

يُضربُ المثلُ للدلالة على العِلم بالأمر أو معرفة أقدار الناس. ومعنى المثل أن الخيل حين تُختبر فإنها تعرف فرسانها المَهَرةَ من سواهم من الأدعياء الذين لا يحسنون الفروسية، إذ تعرف الخيل فرسانها من أكفالهم وهم يمتطونها.

فروق لغوية

الفرق بينَ ظَلَمَ وظَلِمَ: ظَلَمَ يَظلِمُ.. وظَلِمَ يَظْلَم أنّ ظَلَمَ يظلِمُ «بكسر لام المضارع» والذي منه الاسم الظُلم بضم الظاء، هو عدِلَ من العدل الذي لا نقص فيه. قال تعالى: «إن اللهَ لا يَظْلِمُ الناسَ شيئاً» سورة يونس. أما ظَلِمَ يظْلَم «بفتح لام المضارع» الدال على الظُلمة والظلام، فهو ضد النور. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الظُّلْمُ ظلماتُ يوم القيامةِ».

يخطئ كثير منا حين يستخدم لفظة (المتوفِّي) بكسر الفاء وتشديدها، على صيغة اسم الفاعل، في حين أن الصواب أن يقال (المتوفَّى) بفتح الفاء وتشديدها على صيغة اسم المفعول. وذلك لأن الإنسان لا يوفّي نفسه الأجل بل إن الله هو الذي يوفيه أجله. قال تعالى: «الله يتوفّى الأنفسَ حين موتِها» الزُمر.

من الشعر

قال المتنبي:

إذا كنتَ ذا رأيٍ فكن ذا عزيمةٍ فإنَّ فساد الرأي أن تترددا

يعطي الناس للرأي الوجيه ولصاحبه الحكيم أهمية كبيرة، متخذين منه مقياساً لتفضيل واحد على آخر. ومن هنا حفل تاريخنا بالإشادة بالعلماء والحكماء من أصحاب الفكر. لكن شاعرنا المتنبي يعيد النظر في هذا المقياس حين يلفتنا إلى أمر آخر لم نتنبه له، وهو الفعل والتنفيذ، ذلك أننا لو قررنا رأياً أو أعجبنا بحكمة، فإن معيار نجاحنا فيهما أن نأخذ بهما وأن نبادر إلى العمل بهما، فلا قيمة لنظرية لا يتم تجريبها أو فكر لا نعمل به. إن الوقوف عند الفكر والنظريات دون تطبيقهما أو العمل بهما أشبه ما يكون بالفصام، لذا فإن فساد الرأي وبطلان الفكر يكون حين نتردد في إنزال الفكر منزلة التطبيق. وهي الحكمة التي حملها بيت المتنبي، كما هو شأنه في كثير من أشعاره.

Email