لكل مقام مقال

من أقوالهم: قيل: لا تحدّث بالحكمة عند السفهاء فيكذبوك، ولا بالباطل عند الحكماء فيمقتوك. وقيل من حدّث لمن لا يستمع لحديثه، كان كمن قدم طعامه لأهل القبور.

وقيل: المشورةُ راحةٌ لك، وتعبٌ على غيرك. وقالوا: مَن أكثر من المشورة لم يعدم عند الصواب مادحاً وعند الخطأ عاذراً.

وقيل لحكيم: أيسرّك أنك جاهل ولك مئة ألف درهم؟ قال: لا، قيل: لمَ؟ قال: لأن يُسرَ الجاهل شين، وعُسرَ العاقل زين، وما افتقر رجلٌ صحَّ عقلهُ.

 

فوائد لغوية

يستعمل العامة في بعض مجتمعاتنا العربية الفعل (هَجَّ) للدلالة على معنى ترك امرؤ مكانه الذي يقيم فيه إلى آخر من غير رجعة. ويظن كثير منا أن اللفظ عامي غير فصيح. ولكن ورد في اللغة هجّت النار: أي أسرعت في الاشتعال. ومثلها هجب، نقول: هجبَ هجباً أي أسرع في مشيه. لذا فقول العامة هجّ فلان بمعنى فرّ مسرعاً لا يلوي على شيء مأخوذ من الإسراع.

 

فروق لغوية

الفرق بين الصنم والوثن: أن الصنم ما كان مصوّراً (على هيئة) من صفر أو ذهب أو غير ذلك. أما الوثن: فما كان غير مصوّر.

 

الفرق بين الصَّغار والذُّل: أن الصغار هو الاعتراف بالذل والإقرار به وإظهار صغر الإنسان، وخلافه الكِبر وهو إظهار عظم الشأن. ولا يشترط أن يعترف الذليل بالذل.

 

مغزى مثل

(الحرب سجال)

يقال هذا المثل في معرض التذكير بأن ما يحققه طرف من نتيجة ليس الحدث النهائي، وأنه سيتغير يوماً إلى غيره، فالحياة جولات، لأن تغير الحال هو قانون الحياة.

والسَّجْل: بتشديد السين المفتوحة وتسكين الجيم، هو الدلو في حال وجود الماء فيه، لأنه لا يسمى كذلك إن كان فارغاً.

ومنه جاءت المساجلة وهي أن تصنع ما يصنعه صاحبك من سقي أو جري. وقد قال أبو سفيان بعد هزيمة المسلمين في معركة بدر: يا ابن الخطاب، إنه يوم الصمت، يوماً بيوم بدر، وإنّ الأيام دول، وإن الحرب سجال. فقال عمر رضي الله عنه: ولا سواء قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النار.