جامعات غير معترف بها

ت + ت - الحجم الطبيعي

الفترة التي تعقب ظهور النتائج تبقى من أحرج الأوقات، سواء بالنسبة للطلبة وحتى لأولياء أمورهم. ففي هذه الفترة ينشط كثير من المؤسسات التعليمية (الجامعات والكليات) في التسويق لنفسها داخل الدولة أو خارجها، عبر وسائل الإعلام وشبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، فينساق طلبة كثر للالتحاق بها، ويدفعون الأموال للتسجيل، أملاً في الحصول على شهادة في نهاية الدراسة تفتتح أمامهم أبواب المستقبل، والالتحاق بوظيفة مرموقة.

لكن بعد فترة وبعد الانتظام في الدراسة لمدة قد تصل لأربع سنوات، وتسلم شهادة التخرج، يتضح أن هذه الجامعات والمعاهد غير معتمدة، وأن شهاداتها غير معترف بها، ولا يمكن حتى معادلة شهاداتها بأي شهادات مماثلة.

تورُّط الطلبة في جامعات غير معترف بها، قضية قديمة متجددة في الوقت نفسه، ولو فتح باب النقاش فيها ستجد الكثير من قصص المعاناة. وعلى الرغم من التحذيرات التي تطالعنا بها وسائل الإعلام، في مثل هذا التوقيت سنوياً، إلا أن مطب الوقوع في شرك مثل هذه الجامعات لا يزال مستمراً.

ولي أمر كان ابنه قد تعرض لمطب شهادة غير معترف بها، طرح العديد من التساؤلات في حوار شخصي معه، بعد أن رفضت العديد من المؤسسات تعيين ابنه قبل تصديق شهادته، وهو الأمر الذي لم يتم. ومن ثم فهو يسأل: إذا كانت الجامعة غير معترف بها، فلماذا تنتشر إعلاناتها في وسائل الإعلام؟

 ولماذا لا تتفق وزارة التعليم العالي مع وسائل الإعلام بأن يتعين على أي جامعة أو كلية قبل نشرها أي إعلان، الحصول على تصريح رسمي من الوزارة، أو كتابة ملاحظة أسفل الإعلان تؤكد أن هذه الجامعة غير معترف بها داخل الدولة.

التروي ثم التروي هو ما ننصح به الطلبة وأولياء الأمور في حال اختيار جامعة أو كلية غير حكومية، والتواصل مع وزارة التعليم العالي، خاصة عند اختيار جامعة في الخارج. فالوزارة أعدت قوائم بمؤسسات التعليم العالي الموصى بها خارج الدولة، وذلك لإرشاد الطلبة إلى المؤسسات التي تتميز بمستواها الأكاديمي، لتجنب الالتحاق بمؤسسات ذات مستويات متدنية أو بتلك المتساهلة في منح المؤهلات والشهادات في تخصصات كثيرة.

Email