الرحلات المدرسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبدو الرحلات والزيارات الميدانية التي تنظمها المدارس للطلبة، ذات أهمية وبعد تربوي كبيرين، في صقل المهارات وتعزيز المسؤولية الاجتماعية في الحاضر وعلى المدى البعيد، من ناحية تحديد الاتجاهات المستقبلية وحب العمل الاجتماعي والتطوعي.

في النشاط المدرسي اللاصفي، تبقى الرحلات المدرسية واحدة من البرامج المهمة التي تعمل على تغيير المناخ المدرسي والروتين اليومي وتقريب ما يستقيه المتعلمون على مقاعد الدراسة من علوم ومعارف مختلفة، وربطها بواقعهم الميداني الحي، وحفزهم وتشجيعهم وتنمية قدراتهم ومهاراتهم المتعددة، باعتبارهاً نشاطاً جماعياً، تنظمه المؤسسة التعليمية في صورة زيارات أو رحلات أو جولات أو حضور لندوات ومؤتمرات وورش وغيرها.

فهي إلى جانب قدرتها على تطوير قدرات المتعلمين العقلية وتنمية مهاراتهم الفنية والعلمية والاجتماعية؛ تساعد أيضاً على تكوين عادات واتجاهات اجتماعية سائدة، تنطلق بهم إلى آفاق فكرية وجسمانية أكثر نضجاً ومرونة.

على الرغم من اتفاق الجميع على هذه الأهمية والأبعاد التربوية لتلك الاتجاهات، إلا أن حصر الرحلات في نطاق ضيق مثل المدن الترفيهية، ومراكز التسوق وتكرارها، يؤدي إلى نتائج ضعيفة تكون معها الفوائد محدودة. فلابد للزيارات والرحلات المقامة للطلاب والطالبات أن تسير بتوازن،.

فلا ينصب الاتجاه على جهة دون الأخرى. ولابد من التنوع في وجهات الرحلات. فهناك رحلات تربوية، ورحلات علمية، ورحلات ترفيهية. وكما أن الرحلات العلمية مهمة للطلاب والطالبات، لتوسيع مداركهم وأفقهم، كذلك للرحلات الترفيهية دور في تجديد النشاط والحيوية لديهم.

التخبط وسوء التخطيط، واختيار الأماكن الترفيهية وحسب في الرحلات، أمور دعت الكثير من أولياء الأمور، إلى توجيه الاتهام إلى المدارس على أنها تسعى فقط للكسب المادي، بعد أن أصبحت تمثل عبئاً مادياً على رب الأسرة، خاصة وأن بعض هذه الرحلات يكلف أكثر من 100 درهم، بالرغم من أنها في الغالب لا تتناسب مع الفئة العمرية للطلبة. لذا فهم يطالبون أن تنظم الرحلات بشكل مدروس،.

وألا تتم بشكل عشوائي دون خطة واضحة من إدارات المدارس، وأن ترتبط بالمواد الدراسية، بحيث تحدد الأهداف من كل مادة، وتنسيقها مع المادة العلمية، لتتحقق الجوانب المعرفية والوجدانية، بزيارة الأماكن التي تتناسب مع المادة النظرية.

Email