للدلال الزائد عواقب..

ت + ت - الحجم الطبيعي

«الدلع» أو الدلال الزائد للأطفال من قبل الآباء، يمثل إحدى أكبر المشكلات التي تؤرق الأسر، فالطفل عندما يطلب شراء لعبة أو جهاز ما بإلحاح شديد، إن رفضت الأسرة تنفيذ طلبه، تراه يسرع إلى سلاحه الفتاك؛ البكاء، فتبادر الأسرة على الفور إلى تلبية طلبه. لسان حال الأطباء والاختصاصيين النفسيين المتعاملين مع الأطفال، يؤكد أن الكثير من الإزعاج أفضل من القليل من الدلال. فهم يرون أن مسألة التدليل سهلة وبسيطة، لكن عواقبها وخيمة، ليس على الطفل فقط، بل على كل المحيطين به، وعلى رأسهم الوالدان.

نعم التدليل الزائد يفسد مستقبل الطفل. لذا يحذر رجال التربية الأسرة من العواطف الجياشة التي تجعل الطفل عاجزاً عن الارتباط بأقرانه، لأنه يشعر بتشبع شديد من عاطفة الأسرة، فلا يميل إلى الآخرين، وهو ما ينمي في داخله الوحدة والانطواء. كما تسيطر على الطفل المدلل الأنانية وحب السيطرة على إخوته والعنف في تصرفاته معهم، لإحساسه بالتميز عنهم، فضلاً عن أنه لا يستطيع الاعتماد على نفسه أو مواجهة متاعب الحياة ومصاعبها.

وللتخلص من هذه الآفة، ينصح التربويون أن يعتدل الأهل في تربية طفلهم وألا يبالغوا في حمايته وتدليله، أو إهماله كذلك على حد سواء. وعليهم أن يعوا أنهم عندما يمنعون عنه بعض حاجياته، فليس معنى ذلك حرمانه، بل تنشئته تنشئة صحيحة، حتى يخرج الطفل للمجتمع قادراً على مواجهة الحياة. فليس كل شيء ميسراً وليست كل الرغبات متاحة، وإن محاولة إرضائه وتلبية طلباته على الفور، فإن ذلك قد يسعده ويسعد الأم في الوقت نفسه، لكن هذه السعادة لن تدوم حينما تتعارض رغباته لاحقاً مع الممنوعات. فالدلال المبالغ فيه وإن كان مدفوعاً بالحب والعواطف الطيبة، إلا أنه كثيراً ما ينقلب إلى عكس المراد.

دراسة حديثة أكدت أن الإفراط في تدليل الطفل ينطوي على مخاطر كثيرة ربما تكون أشد خطورة من ضربه، خاصة إن كان الطفل وحيداً. وأشارت الدراسة إلى أن الطفل الوحيد غالباً ما يكون أنانياً، يستمتع بالسيطرة على كل من حوله إلى درجة يصبح فيها ديكتاتوراً.

Email