الضرب على الوجه

ت + ت - الحجم الطبيعي

عادة ما يسألني أولياء الأمور سؤالاً شائعاً: «ما الطريقة المثلى لمعاقبة الأبناء؟»، ودائماً ما تكون إجابتي المباشرة والمختصرة: «إياكم وضرب أبنائكم على الوجه..»، ثم أشرح لهم الطريقة المثلى لمعاقبة الأبناء.

وحيث أنني من وجهة نظري الشخصية، أؤكد أهمية هذا الموضوع لمخاطره العديدة التي لا يعرفها الكثير من الآباء والأمهات، فالضرب على الوجه لا تقتصر نتيجته على بكاء الابن أو البنت وحسب، بل يجب أن يعرف الآباء والأمهات إن نتيجة الضرب على الوجه، قد تؤدي إلى ألم نفسي، بالإضافة إلى الألم الجسدي الذي يصيب المخ والجهاز العصبي.

وقد أثبت العلماء أن الضرب على الوجه له مخاطر كبيرة، وربما نعجب إذا علمنا أن نبينا قد نهى بشدة عن ذلك.

في دراسة جديدة، يؤكد الباحثون الأميركيون أن الضرب المتكرر على الرأس والوجه، يمكن أن يسبب أمراضاً عصبية مثل مرض الزهايمر الذي يفقد المخ وظائفه. وأظهرت عمليات التشريح لجثث 12 لاعباً رياضياً توفوا بأمراض في المخ أو أمراض عصبية، نمطاً واضحاً للضرر الواقع على الجهاز العصبي.

وتقول الدكتورة آن مكيي من كلية الطب بجامعة بوسطن في تقرير: «إن هذا أول دليل لعلم الأمراض على أن الصدمات المتكررة للرأس التي تحدث في الرياضة الصدامية (مثل الملاكمة وكرة القدم)، يمكن أن يكون لها علاقة بالإصابة بمرض العصب المحرك».

الجدير ذكره، أن الضرب على الوجه والرأس في زمن الجاهلية كان شائعاً، ويعد أمراً عادياً، حيث يعاقب الرجل خادمه أو عبده بضربه على رأسه. ولكن رسولنا الكريم و نبينا الرحيم محمد صلى الله عليه وسلم، نهى عن مثل هذه العادة لما فيها من أضرار، وخاصة عند تكرارها، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه) [السلسلة الصحيحة]. هذا الحديث يمثل أيضاً معجزة نبوية تشهد على صدق رسالته. ومن المخاطر التي تصيب الأبناء نتيجة الضرب على الوجه؛ النسيان والخوف والرهبة، وقد تؤدي إلى التبول اللاإرادي والعشا الليلي (ضعف الإبصار ليلاً)، بالإضافة إلى فقد شخصيته داخل وخارج المنزل، وقد يصل به الأمر إلى الاكتئاب والميل إلى العزلة. وفيما بعد قد يتسبب الضرب على الوجه في تغير سلوك الابن إلى العدائية والكراهية لكل من حوله.

Email