ما بعد «المدواخ»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لطالما سمعنا الكثير والكثير عما يقال عن ظاهرة تدخين الطلبة وما تتسع إليه من ممارسات وسلوكيات وتطورات لا حصر لها في السوء والخطورة والتهور والانحراف، فلا عجب أن نلحظ في مدارسنا «شلليات» أفرزتها مجموعات المدخنين أو المخالفين لأنظمة ولوائح المدرسة، فالسوء يقود إلى السوء دائماً، والخطأ لا يورث إلا خطأ.المشكلة تكمن في وسائل التدخين التي يتبعها اليوم أبناء هذا الجيل،.

لا تنحصر في السيجارة أو «المدواخ»، وإنما تتعدى ذلك إلى «البان» و«النسوار» و«تشيني كيني» وغيرها، وتلك مواد تبغية لا تخلو من الخطورة أو القلق إطلاقاً، وهي تشكل ثقلاً إدمانياً غير منطقي، ويقبل عليها الطلبة دون رقيب أو حسيب.في مجتمعاتنا المدرسية ندرك جميعاً واقع فئة من الطلبة يدمنون المخالفات في كثير من الأمور الدراسية، في التأخر الصباحي والمشاجرات والغش والتدخين.

وغير ذلك من الأمور التي لا نريدها أن تستمر في حياة أبنائنا الطلبة، لذا ينبغي علينا جميعاً أن ننصت إلى أنفسنا لوهلة، وأن نتشاور بوضوح للوصول إلى وسيلة علاجية تقي هذه الشريحة الطلابية من براثن الخطر والمحظور.لا أقول إن هذه الفئة من الطلبة، تشكل الغالبية من المجتمع الطلابي أو النسبة الأكبر، أو حتى نسبة كبيرة، وإنما هي بكل تأكيد تعد القلة القليلة في المدرسة.

لكن المهم في الأمر أن شخصاً غير سوي، ربما يكون قادراً في ظرف من الظروف، وفي وقت من الأوقات، على التأثير السلبي في عشرات الأشخاص الآخرين، وحتماً ستكون المشكلة أشد فتكاً طالما أن هؤلاء الأشخاص هم من الطلبة الذين لم يبلغوا بعد مرحلة النضوج والثقة والقدرة على فرز الأمور واختيار الصواب منها وترك الخطأ والمحظور إلى غير رجعة.

لهذه الأسباب مجتمعة، لا بد أن ندرك أن التصدي لمشكلة التدخين وتوابعها، صار لزاماً على كل المعنيين بشؤون التربية والتعليم، من معلمين ومديرين ومستشارين وتربويين وأولياء أمور وسواهم. نحتاج إلى لائحة سلوك صارمة ترمي بثقلها على هذه الفئة من الطلبة وتسير نحو بيئة مدرسية خالية من الشوائب والمخالفات، ونحتاج إلى سلطات غير قابلة للنقاش تكون بيد المدير في النقل والتأديب،.

والفصل إن استدعى الأمر، ونحتاج إلى مشرفين ومعلمين يتركون كراسيهم في الفسحة والاستراحة وقبل وبعد الدوام للتأكد من سلامة البيئة المدرسية من مثل هذه النماذج والممارسات، ونحتاج إلى رهبة تأديبية وتربوية يعيدها إلى الأذهان مديرو ومعلمو المدارس، حتى يتمكنوا من وضع حاجز صلب أمام هذه الممارسات.أهم من كل ما سبق، نحن حقاً بحاجة إلى أسرة تدرك معنى الأبوة والأمومة من منطلق التربية الإسلامية الواثقة. فاعلموا جميعاً أن الله سيحاسبنا على ما تركنا أبناءنا عليه، (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته).

Email