طلبة يتأرجحون على عتبة نهاية الفصل

ت + ت - الحجم الطبيعي

عند اقتراب خط النهاية تشد الخيل الأصيلة، تستجمع قواها وتُضاعف عزمها لتحقق مراكز أولى، وكذلك يفعل كل من ابتغى لنفسه «الرقم 1» أو مقعداً في المقدمة، الحال ربما ينطبق على بعض الطلبة في نهاية العام، رغم قناعة آخرين بأن القطار قد فاتهم، وهناك من لا يؤمن بقدرات أخرى كامنة في ذاته ربما تمكنه من تحقيق الأفضل. بين هذا وذاك، نرصد في السطور التالية، المشهد الطلابي في الأيام الأخيرة من العام الدراسي، لنتعرف على الواقع، ونضع الطلبة في صورة ما يجب أن يكون.

واقع ملموس

الطالب عمر محسن من مدرسة الشافعي، قال إن على الطالب أن يسير وفق خطة دراسية وهدف واضح لا يحيد عنهما، سواء كان ذلك في بداية الفصل أو حتى في نهايته، وبذلك تجده يفعل كل ما بوسعه في سبيل تحقيق طموحاته وتحويلها إلى واقع ملموس، لافتاً إلى أن نتيجتي الفصلين الأول والثاني، يجب أن تكونا خط البداية الذي ينطلق منه الطالب إلى أبواب التفوق، ومهما تكون النتيجة والمستوى الذي حققه، فإنه لابد أن يجتهد وينطلق بقوة خصوصاً في الأيام القليلة المتبقية من الفصل الدراسي الثالث والأخير.

أما زميله منصور حسين، فأوضح أن بعض الطلبة يصبون جل تركيزهم في الفصل الدراسي الأول، وينطلقون فيه بإرادة كبيرة، فإن حققوا ما كانوا يطمحون إليه في نهاية الفصل، فلا بد أن يتجدد نشاطهم ويستمر بدافع أكبر، وإن جاءت نتائجهم خلافاً للتوقعات التي وضعوها، ستبدأ خطواتهم بالتثاقل، وربما يتجردون من كافة الأهداف التي رسموها لمشوارهم الدراسي، فيتحول طموح التفوق إلى مجرد رغبة في النجاح، ومن دون حتى بذل أي مجهود يذكر.

ورقة رابحة

وفي السياق ذاته؛ أشار الطالب عبدالله عبدالباقي إلى أنه ينظر إلى الأيام القليلة المتبقية من الفصل الدراسي، على أنها الورقة الرابحة التي يجب استثمارها في تحقيق أفضل النتائج، ولكن على الرغم من ذلك، هناك بعض الطلبة يعارضون هذه النظرة، ودائماً يرددون أن التفوق لا يمكن تحقيقه من نتيجة فصل واحد، لذلك تجدهم يتهاونون ويتقاعسون ويحاولون في بعض الأحيان..

وبطرق كثيرة، نشر هذا الإحباط والنظرة السلبية التي تسيطر على تفكيرهم في محيطهم وبين زملائهم، لافتاً إلى أن الأمر لا يقتصر على ذلك فحسب، بل هناك بعض الطلبة قد يكون تفوقهم أحياناً، سبباً في تدني مستوياتهم، نظراً للثقة الكبيرة التي يغذون بها أنفسهم، وربما تتجاوز حدودها الإيجابية وتصل إلى مراتب متقدمة من الغرور، فينهار مستواهم في الفصول اللاحقة.

يؤيده في ذلك سعيد علي، الذي قال إن التوازن في العملية التعلمية أمر ضروري، مشيراً إلى أن بعض الطلبة يبذلون جهداً كبيراً في الأيام الأولى ويحصدون علامات مرتفعة، وذلك يشعرهم بأنهم قد قدموا المطلوب منهم على أكمل وجه، وسرعان ما يبدأ منحى الالتزام في الهبوط، وربما يصل بالطالب إلى مستويات غير متوقعة يُفاجئ بها نفسه وأسرته ومعلميه أيضاً.

Email