«دبي للتربية الحديثة»..زراعة جديدة ومدخنة آمنة ومياه «نباتية»

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حين يجد الطلبة فرصة للتنفيس عن أفكارهم حتماً سيبدعون، ولو قليلاً، فالإنجاز بالنسبة لهم مسألة وقت، وهو حالة مرتبطة بطرفي معادلة، واحد محفز وآخر مستجيب، والفارق تصنعه المدرسة في كل الأحوال.

وفي هذا الصدد استطاعت مدرسة دبي للتربية الحديثة الخاصة، توفير جملة من المشاريع العلمية اللامعة، التي أبدعتها أفكار غير تقليدية لطلبة في عمر المراهقة، أثبتوا من خلالها أن هذه المرحلة الشبابية لا تتسع للمشاكسة وحسب، وإنما للتميز والإبداع والالتزام بمبدأ الإنجاز للمستقبل. ديما خضر منسقة الأنشطة في مدرسة دبي للتربية الحديثة، أوضحت أن المعرض العلمي في المدرسة، هو حدث سنوي يجمع طلاب وطالبات القسمين الوزاري والأميركي..

ويحرّض أفكارهم الصغيرة لبلوغ مراتب تطبيقية متميزة، من خلال الوسائل والمعطيات التي ألموا بها في مشوارهم الدراسي، بما يضمن لهم تطبيقاً عملياً لأفكار فيزيائية وكيميائية وجيولوجية، حتى تخرج إلى الملأ، مشاريع حياتية بامتياز. ذلك ما أكده زياد حمدان منسق العلوم في القسم الأميركي، مضيفاً إن أفكار الطلبة الصغار تكبر عاماً بعد عام، وتتميز بمعايشتها للواقع بأساليب ذكية ومبتكرة، وهو ما يدفع باتجاه تنمية حس الإبداع والإنتاج لدى طلبة المدرسة، وتوفير السبل الممكنة لحصد مزيد من الأفكار والمشاريع المثمرة.

واحد من هذه المشاريع، وهو أبرزها، مشروع الزراعة المائية باستخدام الطاقة الشمسية، للطالبين الشقيقين يزن وسيف مصطفى أبو الرب، اللذين أبدعا في فكرة غير مستهلكة، تقوم على زراعة نظيفة وصحية وغزيرة الإنتاج، بالاعتماد على أبسط المقومات؛ الرطوبة والشمس، فالمشروع عبارة عن حاضنة زجاجية بألواح للطاقة الشمسية، تستوعب في داخلها مزروعات متنوعة...

ويتم إنتاج الماء من الرطوبة المتوفرة في الجو، لتنمو النباتات بصورة طبيعية، ولكن بمنطق غير طبيعي. ميزة هذا المشروع الذكي..

كما قال رامي عبدالفتاح معلم الفيزياء، أنه ينتج الماء بنفسه من رطوبة الجو، ولا يتطلب كثيراً من الإمكانات، ناهيك عن غزارة الإنتاج للنباتات وبنمو أسرع، بعد تعرضها للماء بشكل دوري ومنظم، لافتاً إلى أن الإنفاق على المشروع يكون في المرة الأولى وحسب، مع العلم أن كلفة التصنيع لا تستقطع من نصيب الأرباح سوى 10% فقط، كما أكد الشقيقان المبتكران.

 شجرة الحياة

أما الطالب محمد عتيق السويدي، فقد ابتكر مع مجموعة من زملائه، وهم: سالم صلاح، ومحمد سلطان، وخالد حسن، وعبدالله مسعود، ومحمد عيسى، مشروعاً لتنقية المياه غير الصالحة، بالاعتماد على «منجيرا أوليفيرا»، وهي نبتة استوائية تعرف باسم (شجرة الحياة)، قادرة كما تقول المعلمة سمية إبراهيم مشرفة المشروع، على تنقية المياه من الميكروبات المسببة للأمراض بنسبة 100%..

وبذلك فقد ظفر السويدي وزملاؤه بمشروع فريد ومتطور للحصول على الماء الآمن بنسبة نقاء غير مسبوقة، ودون اللجوء إلى معقمات كيميائية أو حلول غير صحية، وكل ما في الأمر، استخدام «بودر» محدد لتغذية الجرثومة أو البكتريا، حتى تظهر ويتم القضاء عليها بمضادات الشجرة المنقذة.

 مدخنة آمنة

وتمكن الطالب محمد حسن عيسى، من توفير حل آمن للأسر الإماراتية التي لا تستغني عن مدخنة البخور في حياتها، وذلك عن طريق ابتكار مدخنة آمنة تعمل على سطح صلب ومستقيم، مستندة على حساس في أسفلها، وبمجرد ميلها أو تحريكها أو وضعها على سجادة أو فراش؛ تتوقف عن العمل..

وبذلك يمكن للحرائق الناجمة عن الاستخدام الخاطئ للمدخنة أن تتوقف. الطالبة أمل شعبان، ابتكرت مشروعاً آخر أسمته «الثلج الجاف»، وهو عبارة عن آلية كيميائية لتحويل أي مادة صلبة إلى سائل ومن ثم إلى غاز، وبذلك يمكنها أن تتصرف بأي مادة كيميائية لديها بسهولة مطلقة، وتحويلها إلى الشكل الذي تريد، وكل ما يلزمها ثلج جاف وماء.

 رؤية وإنجاز

شددت حمدة يوسف لوتاه رئيس مجلس إدارة مدرسة دبي للتربية الحديثة، على حرص إدارة المدرسة والمعلمين والمعلمات فيها، على دعم إمكانيات وأحلام الطلبة، وترجمتها على أرض الواقع بما يعزز القيمة الابتكارية في نفوس الطلبة، مشيرة إلى أن معرض العلوم السنوي في المدرسة، واحد من أوجه الدعم الكثيرة التي يجدها الطلبة، ..

والتي تدفعهم لترك بصمات ابتكارية في عمر مبكر، وهو ما تحقق كماً ونوعاً، في مشاريع طلابية غير مسبوقة، تنتظر قليلاً من الدعم والتوجيه والاحتضان لتصبح إنجازات كبيرة على الأرض، منوهة برؤية المدرسة للابتكار والاختراع والخروج عن المألوف بأفكار تطبيقية، وهو ما ينسجم مع توجهات القيادة الحكيمة الداعمة لشتى ملامح الإبداع والإنجاز لدى أبناء الوطن.

Email