الطلبة المتفوقون.. «ورقة رابحة» بيـــد المدرسة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الطلبة المتفوقون في أي مدرسة هم الورقة الرابحة معنوياً، والتي تستند عليها المدرسة لتثبت صلابة رؤيتها وصدق عطائها التعليمي، وهم أساس الثقة التي يكتسبها الطلبة الآخرون وأولياء الأمور، بالمدرسة ومَن فيها قولاً وفعلاً، فوجود المتفوقين في المدرسة يعني بالضرورة أن جهودها التعليمية تؤتي ثماراً مرجوة، يتمناها كل فرد في المجتمع. ولأن هذه المسألة تبدو على قدر من الأهمية تربوياً ودراسياً ومستقبلاً، كان لا بد من التعرف إلى الأجواء التي توفرها المدارس لطلبتها المتفوقين لتعزيز صدارتهم، وزيادة أعدادهم فيها.

 سلمان أحمد، وكيل مدرسة حكومية، أكد أن وجود مجموعة من الطلبة المتفوقين في أي مدرسة، هو بمثابة تكريم لها، وذلك لما تحرزه المدرسة من مراكز متقدمة مجتمعياً وأكاديمياً. وهؤلاء الطلبة هم الأكثر حضوراً وتحملاً للمسؤولية في تمثيل المدرسة في مختلف المحافل والمسابقات، وبالتالي، يعكسون صورة إيجابية عن مستواها الدراسي، وكفاءة القائمين عليها من معلمين وإداريين.

وأضاف أن السمعة التي تتمتع بها المدرسة بين الطلبة وأولياء الأمور، تجعلها محط أنظار الكثيرين للحصول على مقعد فيها، فتزداد وتيرة المنافسة، ومن ثم التفوق بين الطلبة، وحتى المعلمين أنفسهم الذين يجدون أنفسهم مطالبين بالمزيد دائماً، مشيراً إلى أن ذلك يتحقق بجهود وإصرار القائمين على العملية التعليمية، فالطلبة المتفوقون يحتاجون إلى دعم واهتمام ومتابعة تمنحهم المزيد من الثقة والعزيمة لتخطي الصعوبات التي تواجههم.

وأشير إلى أن أساسيات الدفع بالطلبة المتفوقين، وزيادة حضورهم في المدرسة، يرتكز على تجسيد المعلمين وإدارة المدرسة، علاقات أخوية وودية مع الطلبة وأولياء أمورهم، إضافة إلى منحهم الثقة اللازمة، والأخذ بآرائهم في مختلف القضايا التي تخص العملية التعليمية، مؤكداً أن مثل هذه الأساليب المطلوبة تربوياً، تحفز الطالب تجاه الدراسة والتفوق والتميز، لا سيما وأنها تشعره بأهمية كبيرة في المدرسة والمجتمع عموماً.

 حاجة ملحة

وفي السياق ذاته، أوضح إبراهيم جاسم معلم في مدرسة حكومية، أن ابتكار المعلم لأساليب جديدة وطرق تدريس إبداعية، تتناسب ومستوى التفوق الذي وصل إليه الطالب، يبدو في غاية الأهمية لتغذية فضول التفوق طلابياً، فبعض الطلبة لديهم قدرات فائقة ومستوى عالي الذكاء، يضاهي مستوى المعلم أحياناً..

وتلك مشكلة لا بد أن يتجاوزها المعلم أولاً، الذي يتعين عليه أن يطلب باستمرار من الطلبة المتفوقين تقييم طريقته وأساليبه التدريسية، وإذا كان هناك أي ملاحظات علمية، لا بد على المعلم أن يبحث عن أساليب جديدة ومبتكرة لتزويد الطلبة بالجديد والمفيد، لافتاً إلى أن الطلبة المتميزين بحاجة ماسة إلى أساليب جاذبة، ومنطق مختلف يعينهم على تجاوز الروتين الذي قد يحرمهم المزيد من الطموح الذي ينشدونه.

التفوق متشعب

وشدد جاسم على أن دور المدرسة لا يقتصر على التدريس وحسب، إذ لا بد أن تشمل مهامها تثقيف الطالب في مختلف المجالات، الاجتماعية والدينية والأسرية والوطنية، منوهاً بأن التفوق لا يقتصر على الجانب الدراسي فقط، وإنما يكون في مختلف الميادين، والشواهد على ذلك كثيرة في المجتمع المدرسي.

يؤيده في ذلك الطالب عيسى أحمد، الذي أوضح أن مواصلة تفوق الطالب في المدرسة مرهون بوضوح المستقبل لديه، والسير وفق الطموحات التي يختزنها في ذاته، وهنا، لا بد على المدرسة أن تبادر مبكراً في اكتشاف ميول الطلبة وتطويرها، وزجهم في المحيط الذي يجدون أنفسهم فيه..

مشيراً إلى أن الطالب إذا حدد طموحه وأدرك هدفه، ستجده يصارع الوقت من أجل الوصول إليه، وتلك حالة شبه جامعة لدى الطلبة الذين يتفوقون في مجالات كثيرة، لكن اكتشاف تفوقهم مرهون بأساليب المدرسة وكفاءة المعلمين ورؤيتهم لواقع الطلبة وميولهم وطموحاتهم وأحلامهم الصغيرة.

Email