معاناة الوالدين مع ابنتهما أثمرت مركزاً لصعوبات تعلم

« سمايل دوتر».. يُسعف ضحى ويمنح الأمل لغيرها

ت + ت - الحجم الطبيعي

حينما بلغت من العمر خمسة أعوام، اكتشف الأب المهندس رجاء الظاهر، والأم المربية ميرفت جمال، أن ابنتهما ضحى تعاني صعوبات تعلم نتيجة كهرباء زائدة في الدماغ، فبدأت رحلة معاناتهما مع طفلة لا تجيد من هذه الحياة سوى الابتسامة التي تعلو وجهها في كل الأوقات.. توجها إلى مدرسة خاصة في دبي عُرفت بقبول الحالات الخاصة..

واستمرت ضحى فيها عاماً كاملاً دون أن يطرأ عليها أي تحسن، ثم بحثا عن مدرسة أخرى تتميز في تعاملها مع أطفال صعوبات التعلم، ومضى عام آخر دون نتيجة تذكر، فانتقلا إلى روضة خاصة في الشارقة علّها تؤتي بعض الثمار المرجوة.

مرت أعوام والطفلة لا تزال أسيرة التجارب والتنقلات من مدرسة إلى أخرى، ومن مركز متخصص إلى آخر صحي، والنتيجة لا تزال «شبه صفرية»، فاتجه تفكير الأبوين إلى أفق بعيد، وقررا أن ينقذا ابنتهما في افتتاح مركز متخصص وُجد بعد تجربة لا تخلو من الصعوبة والمعاناة، عاشاها لسنوات مع طفلة تبتسم وحسب، ولـ «عيون» ابتسامة الابنة أسمياه (مركز «سمايل دوتر» لصعوبات التعلم)، على أمل أن يمنحا الابنة ثقة النجاح في مشوارها الدراسي الذي بدا أقرب إلى التميز بفعل العناية والرعاية والمتابعة اللصيقة لاحتياجات الابنة المبتسمة.

 علاجات متنوعة

ضحى اليوم تبلغ من العمر عشرة أعوام، وهي تدرس مع بضعة طلاب في مركز والديها المجهز والمهيأ في كامل مرافقه، للتعامل مع مختلف الحالات الخاصة بتخصص واقتدار، من خلال تقديم علاجات متنوعة: في النطق واللغة، وعلاج الأطفال وظيفياً، وتعديل السلوك، مع وجود برنامج خاص بتأخر الكلام، وبرنامج في الكتابة واللعب الممتع، وبرنامج المهارات الاجتماعية، وبرنامج التدخل المبكر المكثف..

إضافة إلى علاج التوحد. تجربة الأبوين كما توضح الأم ميرفت جمال مديرة المركز، ومعاناتهما مع ضحى، أثمرت مركزاً متخصصاً لعلاج الحالات الخاصة على اختلاف مسمياتها المرضية أو السلوكية، وهي تنسجم مع القول الشعبي: «ضرب عصفورين بحجر» الأول توفير العلاج الناجع لضحى، والآخر إتاحة الفرصة للأطفال الآخرين ممن يعانون مشكلات في التعلم..

ومنحهم الأمل في التأهل على أيدي معلمات متخصصات قادمات من الأردن، في ظل وجود أخصائية تغذية، وطبيب زائر بخبرات تخصصية نوعية، مع التأكيد على أن مبتغى الكسب المادي ليس موجوداً بالقدر الذي تسعى إليه المراكز المختلفة، لاسيما وأن العلاجات تقدم مقابل أسعار تصل إلى نصف ما تأخذه المراكز المختلفة.

مربط الفرس

وأوضحت ميرفت أن إحساسها كأم بابنة ليست طبيعية في دراستها وحياتها الطفولية ككل، دفعها بشكل مضاعف إلى تبني فكرة مساعدة الجميع، والتعامل مع كل الحالات الخاصة بأساليب تربوية متخصصة، وبحس الأمومة الذي يرافقها كل يوم مع ابنتها الطالبة في ذلك المركز، مشيرة إلى أن مركز «سمايل دوتر» يختلف عن غيره من المراكز المتخصصة في التعامل مع هذه الحالات في أنه انبثق عن حاجة ذاتية وليس بدافع مادي، وهنا «مربط الفرس».

وبحكم التجربة الذاتية مع صعوبات التعلم، تدرك الأم ميرفت أنها ومن خلال الإمكانيات والوسائل والخبرات التي يوفرها المركز، لا بد وأن تختصر الطريق على الأمهات اللواتي يعاني أبناؤهن صعوبات في التعلم، لأنها ببساطة تعلم ماذا يردن، وإلى أين يطمحن أن يصلن، وكيف يفكرن، فهي أم مثلهن..

ولديها ما لديهن، وقد عاشت سنوات من القلق والخوف على ابنتها وهي تدرس في مدارس خاصة، لدرجة أنه قد لحق بابنتها أذى جسدي نتيجة الإهمال واللامبالاة، وهو ما لا تقبله في مركزها. وعلى العكس؛ فمثلما ترجمت ابتسامة ابنتها ضحى إلى مركز (الابنة المبتسمة) فهي تريد لهذه الابتسامة أن تعم وجوه الأطفال سواها.

Email