طالبات «آمنة بنت وهب».. آذان صاغية لترشيد استهلاك الماء والكهرباء

ت + ت - الحجم الطبيعي

المحافظة على نعمة المياه والكهرباء التي نمتلكها، حتى يتسنى للأجيال المقبلة الاستفادة منها كما ننعم بها نحن اليوم، كان موضوع محاضرة شيقة حول ضرورة تبني مبادئ ترشيد الطاقة، استضافتها مدرسة آمنة بنت وهب الثانوية للبنات، وقدمها مراد أحمد علي، ضابط أول ترشيد في إدارة الأحمال والتعرفة في هيئة كهرباء ومياه دبي، الذي نجح في تقديم وجهة النظر الترشيدية بأسلوب ترفيهي مبتكر وجذاب، فاق توقعات الطالبات.

اقترح مراد أحمد علي في بداية المحاضرة، أن تشاركه الطالبات بلعبة سهلة تمكنه من اختبار مستوى ذكاء كل واحدة منهن، الأمر الذي أسعدهن وأثار فضولهن في الوقت نفسه، حيث طلب منهن أن يشرن بأحد أصابعهن إلى أنوفهن حين يسمعن كلمة «أنف»، وإلى عيونهن حين يقول كلمة «عين» وهكذا.

 

لعبة البداية

ومع بداية اللعبة التي تميزت بإيقاعها السريع، عمدت الكثير من الطالبات إلى تقليد حركات ضابط أول ترشيد في إدارة الأحمال والتعرفة في هيئة كهرباء ومياه دبي، التي لم تكن صائبة في كثير من الأحيان وهدفت إلى تشتيت انتباههن، وبعد انتهائها قال مراد مبتسماً: ليس مهماً أن تنظرن إلي وتقلدنني، وتبدين لي أنكن متيقظات، بل المهم أن تسمعن جيداً وتركزن حتى تنفذن ما أطلبه منكن بدقة، فمحاضرة اليوم في غاية الأهمية، لأنها تمس مستقبل دولتنا الحبيبة والأجيال القادمة.

وأضاف أن علينا التفكير ملياً قبل إهدار الماء، تلك النعمة التي نهانا ديننا الحنيف عن الإسراف عند استخدامها، ويمكننا تطبيق ذلك من خلال تجنب الاستحمام لفترات طويلة، أو ترك صنبور المياه مفتوحاً بعد الانتهاء من غسل الأطباق أو الخضراوات في المطبخ أو تنظيف اليدين، كما علينا ترشيد استهلاك الكهرباء في المنزل، ويكون ذلك من خلال إطفاء الأنوار وإغلاق مكيفات الهواء عند الخروج من المنزل، وعدم تشغيل أجهزة كهربائية عدة في الوقت نفسه.

وخاطب الطالبات قائلاً: تذكرن دائماً أن ترشيد استهلاك المياه والكهرباء وموارد الطاقة، يعكس ولاءنا وحبنا لدولتنا التي توفر لنا حياة كريمة، وهي تسعى لإيجاد الحلول المستدامة التي من شأنها توفير المزيد من مصادر الطاقة النظيفة التي لا تضر بالبيئة.

ثم انتقل مراد أحمد علي، للحديث عن ظاهرة الاحتباس الحراري التي نتجت عن التلوث وانبعاث الغازات السامة التي أدت إلى ارتفاع درجات حرارة الأرض عن معدلها الطبيعي، موضحاً أنه يجب علينا أن نتكاتف جميعاً حتى نساهم في الحد من ارتفاع درجات حرارة الأرض قبل فوات الأوان.

فهناك الكثير من الظواهر التي تشير إلى خطورة الظاهرة، وأبرزها ذوبان الجليد الذي أدى إلى ارتفاع مستوى سطح البحر وغرق الكثير من الجرز المنخفضة وحدوث الفيضانات، بالإضافة إلى زيادة حرائق الغابات، وعدد وشدة العواصف والأعاصير.

 

ظاهرة خطيرة

وحول الحلول المناسبة، أكد ضابط أول ترشيد في إدارة الأحمال والتعرفة في هيئة كهرباء ومياه دبي، أن ترشيد استهلاك المياه والكهرباء، قد يساعدنا كثيراً في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، حيث لا يدرك الإنسان قيمة ما يملك إلا إذا فقده، ومن السهل جدا أن يبدأ الفرد في ترشيد استهلاكه الشخصي.

ولهذا بالغ الأثر على معدلات الاستهلاك بشكل عام في القطاع السكاني، فمسألة الترشيد لا تقتصر فقط على مقدار ما يتم توفيره من مال، وإنما تشمل حماية البيئة والتقليل من التلوث في ظل ما يشهده العالم من ظاهرة الاحتباس الحراري، التي أثرت بشكل واضح على المناخ في العالم.

وحث مراد أحمد الطالبات على توعية أفراد عائلاتهن في المنزل لاتباع أنسب الطرق التي تساهم في خفض معدلات استهلاك الطاقة حتى لا يرسم لنا الاحتباس الحراري مستقبلا مظلماً، فهو مشكلة كونية ومسؤولية جماعية تطال كل إنسان يعيش على هذا الكوكب، لأن آثاره السلبية ستطال كل بقاع العالم وستحدث تغيرات حادة في مناخ الكرة الأرضية بوجه عام.وقال للطالبات:

بإمكانكن فعل الكثير، ابدأن من بيوتكن، لا تدعن المياه تتدفق أثناء غسل الوجه أو تنظيف الأسنان بالفرشاة، شجعن أمهاتكن على غسل الملابس بالمياه الدافئة، عوضاً عن الماء البارد، فهذا يقلل من استخدام المياه بنسبة 50%، علاوة على ري حديقة البيت في الصباح الباكر لمنع أو التقليل من عملية التبخر.

Email