«الطالب النظيف».. يختصر سنوات مـــن التذكير بالنظافة

ت + ت - الحجم الطبيعي

من أجل مجتمع نظيف، وبيئة مجتمعية تتمتع بأعلى معايير الصحة والسلامة، لا بد من البدء أولاً بمجتمع الطلبة والمدرسة، والحرص على تلقي النشء أهم القواعد الصحية التي تقيهم شر العلاج. وسعياً نحو خلق بيئة تعليمية سليمة، فقد لجأت وزارة التربية والتعليم، إلى مسابقة «برنامج الطالب النظيف»، التي شملت جميع مدارس الحلقة الأولى بالدولة. وبعيداً عن التقدير أو الجائزة التي ستنالها المدرسة، فإن البرنامج يحقق كل يوم غايات وأهداف عدة، منها حرص الطالب على نظافة المكان، والخوف من الأخطار التي قد تطال أسنانه جراء عدم الاهتمام بها، إضافة إلى حرصه المستمر على نظافة بدنه ويديه.

 ثمة حالات استفادت إلى حد كبير من البرنامج، وتخلصت من عادات تناقض مبدأ النظافة، حسب ما قالت عبير مصطفى ممرضة الصحة المدرسية في مدرسة الحديبية للتعليم الأساسي، التي أشارت إلى أن بعض الطالبات اللواتي خضعن لبرنامج الطالب النظيف، شفين تماماً من حالات مرضية، وذلك بفعل الالتزام بقواعد النظافة.

وأكدت مصطفى أن الفعاليات والمسابقات، أسهمت نسبياً في خلق بيئة نظيفة وصحية للطالبات، حيث راود بعضهن الخوف والشك من تعرضهن للمرض بفعل عدم اهتمامهن بالنظافة، ما دفعهن للالتزام بطرق الصحة والسلامة، إضافة إلى ذلك فقد قدم بعض الأمهات، ورشة عمل تحت عنوان «أعلم ابتنى النظافة الشخصية»، حول غسل اليدين بالماء والصابون، وكيفية استخدام المرافق الصحية، والعناية بالنظافة الشخصية.

 

حرص واهتمام

وأضافت مصطفى أن الطالبات اليوم يطلبن مزيداً من سائل الصابون لتوزيعها على مرافق المدرسة الصحية، وهذا المشهد يتكرر أكثر من مرة نتيجة ارتفاع مستوى وعي الطالبات، وإدراكهن خطورة عدم نظافة اليد، إضافة إلى تنافس الطالبات على الالتزام بقواعد النظافة كغسل اليدين وتنظيف الأسنان بعد تناول الطعام، لاسيما وأنه تم تخصيص ملف نظافة لكل طالبة، تحصد الطالبة المثابرة من خلاله، نقاطاً تؤهلها للفوز والتكريم.

وأشارت إلى أن المدرسة وفرت حملات توعية للمجتمع، حول الأخطار بأهمية النظافة، وتأثيرها في الصحة العامة، ومعرفة قدرة الطالبات على توصيل مفهوم النظافة العامة والشخصية ونشرها، والتوعية بأهمية النظافة والوقاية من الأمراض داخل المستشفيات من خلال زيارات ميدانية، ما يسهم في خلق بيئة صحية سليمة وخالية من الأمراض مستقبلاً. وتحرص الطالبة مزون عبدالله على بقاء فصلها نظيفاً في كل الأوقات، وقالت إنها تحدت ذاتها كي تثبت للجميع أن النظافة جزء من منهاج حياتها لا يمكن التخلي عنه.

وقالت: لله الحمد، فقد حرصت على تنظيف أسناني مرتين في اليوم على الأقل، فحملة «ابتسامتك جميلة» حفزت الجميع على ذلك. وسابقاً كنت أتقاعس عن القيام بذلك، لكن بعد أن أدركت خطورة تسوس الأسنان، ورأيت بأم عيني طبيعة التسوس الذي قد يلحق بها، نذرت نفسي للنظافة، وأسديت نصيحتي لجميع صديقاتي، ولاحظت تغيراً جذرياً في حالات كثيرة في الفصل، وقد أقبلت الطالبات على النظافة بشكل لافت مؤخراً.

 

تقديم النصيحة

ولم تتهاون الطالبة جنى إبراهيم عن غسل يديها بعد تناول الطعام، بل كانت تغسلها باستمرار عندما تجد فرصة لذلك. وقالت إنه ثمة طالبات لا يغسلن أيديهن بعد تناول الطعام، وكانت قد خاطبتهن باستمرار وأقنعتهن بخطورة هذا التصرف. وعندما سألناها عن أهم تلك الأخطار، قالت: ستجتمع الجراثيم وتبني لها بيوتاً في أجسادنا، وقد سلط أخصائيو الصحة الضوء كثيراً على هذه القضية أثناء طابور الصباح المدرسي. وأضافت جنى أنها تحرص أيضاً على التقاط النفايات من الشارع، ومن ساحة المدرسة خاصة أثناء الاستراحة المدرسية.

ورفضت الطالبة أميرة فتحي، أن تقلد بعض الفتيات في إطالة أظافرها، ووضع الألوان والأصباغ عليها، واستطردت: مسابقات النظافة المقامة في مدرستنا، حفزتنا على خلق بيئة نظيفة سواء كانت منزلية أو مدرسية، وانصب جل اهتمامنا على نظافة الملبس.

واستخدام الأدوات النظيفة في كل خطوة، وقد أشاد الجمهور بما تقوم به مجموعة الصحة في المدرسة، في مبادرة زيارة المنازل القريبة من المدرسة، وبعض المؤسسات الحكومية، وتم خلالها توزيع نشرات توعية على كل من قابل الطالبات أثناء الزيارة، وقد أبدى أهالي الطالبات الدهشة إزاء التطور الذي حصل في حياة الطالبات بخصوص نظافة المنزل والأسنان.

وقالت الطالبة دانة أحمد إنها استفادت كثيراً من المشاهد التي عرضتها بعض الطالبات، والتي تمحورت حول الأضرار الناجمة عن ترك الطعام مكشوفاً وملوثاً، وأكدت: كثير منا لا يبالي بغسل اليدين قبل تناول الطعام، وفور مشاهدتنا للمسرحية الصحية في المدرسة، تيقنا أنه علينا توفير عناية أكبر باليدين، خاصة وأنها تلامس مواد كثيرة منها المعدن والبلاستيك وأخرى لا تخلو من المواد الضارة والتي تشكل خطورة على صحتنا.

Email