مضغ العلكة.. «عادة مؤنثة» تستفز المعلمات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يفضل بعض الطلاب، وربما الكثير من الطالبات، مضغ العلكة صباحاً لأسباب كثيرة، أبرزها تحسين رائحة الفم وتبييض الأسنان، إذ يعتقدون أن مضغهم لبعض الأصناف التي يتم الترويج لها على أنها تحتوي على مواد مبيضة للأسنان، سيغنيهم عن استخدام الفرشاة والمعجون.

وفي الوقت الذي يحاول فيه معظم المعلمين والمعلمات ردع الطلبة عن تلك العادة المزعجة التي تشتت انتباههم وتركيزهم داخل الصف، يحذر أطباء الأسنان عموماً، طلبة المدارس على وجه الخصوص من خطورة هذه الممارسات، خاصة وأنها تسبب تسوس الأسنان والصداع وآلام الفك، بالإضافة إلى زيادة الوزن.

 

تجاوز للقوانين

حول هذا السلوك الطلابي المزعج تربوياً، والذي يبدو أنه عادة مؤنثة بشكل نسبي، أوضحت الطالبة عائشة الشامسي، أن جلب أي نوع من أنواع العلكة إلى المدرسة يعد خرقاً لقوانينها، وبعد أن تعطى الطالبة ثلاثة إنذارات تلجأ الإدارة إلى خصم بعض درجات السلوك كنوع من أنواع العقاب، مشيرة إلى أن المعلمات يعتبرن أن مضغ الطالبة للعلكة أثناء الحصة، يعد دليلاً واضحاً على استهتار الطالبة.

وعدم احترامها للحصة وللمعلمة التي تبذل مجهوداً كبيراً حتى ترسخ المعلومات في أذهان الطالبات. مضيفة أن مضغ العلكة، حتى وإن كان بشكل لائق، أي دون إصدار أصوات أو سواها، فيه خروج عن قواعد الأدب واللباقة، وفيه أيضاً إيذاء للمعلمة.

وقالت الطالبة أسمهان البلوشي إنها تفضل مضغ العلكة صباحاً، ولكنها تعي جيداً خطورة إبقائها في فمها لساعات طويلة، حيث تسبب آلاماً في الرأس والفك، فضلاً عن أن والدتها تخبرها دائماً أنه من غير اللائق أن نمضغ العلكة أمام من يكبروننا سناً، لأن في ذلك تقليلاً لشأنهم.

وأضافت أن بعض الطالبات ترمي العلكة على الأرض داخل الصف، ومنهن من يقمن بإلصاقها عمداً على طاولة المعلمة أو كرسيها، وهذا أمر عدواني ومزعج، ولا بد من وضع حد له.

أما الطالب بنان أحمد فقال إن الطبيب نصحه بعدم مضغ العلكة نهائياً، لأنها تؤثر سلبياً على الحشوات الموجودة في أسنانه وعلى الفك أيضاً.

وأوضحت الدكتورة ديمة باسم، أخصائية طب الفم والأسنان وعضو الجمعية الأميركية لطب الأسنان، أن رائحة الفم غير المستحبة عند الاستيقاظ من النوم، ليست دلالة على وجود أي مشكلة وهي رائحة طبيعية، لأنها ناتجة عن إغلاق الفم لساعات طويلة مما يؤدي إلى تراكم البكتيريا المسببة للرائحة.

وقالت إن مضغ الطلبة للعلكة صباحاً يشكل خطراً كبيراً على صحتهم، حيث يتم استخدام عضلات ومفاصل الفك تلقائياً أثناء الكلام والأكل، ناهيك عن بلع اللعاب أكثر من 1500 مرة يومياً، ويتضمن ذلك انقباض عضلات الفك حتى تنطبق الأسنان العلوية والسفلية على بعضها، أما في حالة مضغ العلكة فإن كمية الضغط المتولدة من هذه العضلات تكون كبيرة لدرجة أنها تصيب الفك بالإجهاد والتضخم، وبالتالي معاناة الطلبة من الصداع وأوجاع في الفك خلال الساعات الأولى من بدء الدوام المدرسي.

 

أصناف ونصائح

وأضافت أن الخطورة تكمن في مضغ الطلبة لأصناف تحتوي على كميات كبيرة من السكر والنكهات الصناعية، ما يؤدي إلى زيادة الوزن وتسوس الأسنان، ففي كل مرة يمضغ فيها الطالب العلكة تتعرض أسنانه للأحماض التي تساهم في نخر الأسنان وتسوسها. وحول فائدة بعض أصناف العلكة المبيضة للأسنان، أكدت الدكتورة ديمة باسم، أنها تحتوي على مواد مبيضة لكنها تخلو من أي تأثير إيجابي على الأسنان.

مشيرة إلى أن الهدف من وصف بعض هذه الأصناف على أنها مبيضة، هو الترويج والتسويق لا أكثر، ومضغها لساعات طويلة لا يزيد إلا من آلام الفك. وختمت الدكتورة حديثها بعدد من النصائح، حيث قالت إن مضغ الطلبة لأصناف العلكة الخالية من السكر بعد تناولهم للطعام أثناء الاستراحة، يساعد على معادلة الحموضة في الفم، ولكن شرط ألا تتعدى مدة المضغ خمس دقائق، وكذلك يؤدي تناول البقدونس والنعناع صباحاً إلى إنعاش رائحة الفم، كما أن شرب لترين من الماء يومياً يساعد على ترطيب اللثة.

Email