نظام «دبي كرمل» الإلكترونــــي.. يعيد أولياء الأمور من بعيد

ت + ت - الحجم الطبيعي

مشكلات عديدة يواجهها الميدان التربوي، تتطلب دوماً أفكاراً جديدة للتغلب عليها، ويبقى ذلك مرهوناً بإرادة أطراف مختلفة تتصل بالمجتمع المدرسي.. الحال هنا ينطبق على مشكلة عزوف أولياء الأمور عن التواصل مع مدارس أبنائهم، والذين غالباً ما تسبقهم أعذارهم فلا يحضرون، وفي بعض الأحيان يعجزون حتى عن مجرد رفع سماعة الهاتف للاستفسار عن واقع ومشكلات أبنائهم الدراسية أو السلوكية.

 

 

في نطاق الاجتهاد الذاتي، وبهدف تنشيط الواقع التفاعلي بين ولي الأمر والمدرسة، لجأت بعض المدارس الحكومية والخاصة، إلى ابتكار أنظمة وبرامج جديدة تمنحها التواصل الذي تنشده مع أولياء الأمور، حتى وإن حصل ذلك عبر شبكة الإنترنت، التي تتيح لمتصفحيها وهم هنا «أولياء الأمور»، الاطلاع على مختلف التفاصيل المتعلقة بشؤون أبنائهم.. «العلم اليوم» زارت مدرسة دبي كرمل.

وهي واحدة من المدارس الخاصة التي اعتمدت هذا النظام المجدي والمبتكر، لا سيما وأنه جسد بواقعه الإلكتروني، الحلقة المفقودة في عقد العلاقة بين ولي الأمر والمدرسة، حتى أصبح ذلك البرنامج الحيوي، نافذة تربوية تطل من المدرسة على كل بيت، بحسب ما وصفته علياء يحيى مديرة المدرسة.

وتضيف علياء أن النظام وجد لمعالجة العديد من المشكلات الناجمة عن ضعف أوجه التواصل بين ولي الأمر والمدرسة، نتيجة لأسباب عديدة أبرزها ظروف عملهم أو انشغالهم أثناء النهار، بحيث لا يسمح وقتهم حتى لمجرد رفع سماعة الهاتف، أو ربما لصعوبة التنقل عبر وسائل المواصلات العامة لدى بعض الأمهات، بالإضافة إلى عناء الطريق والازدحام المروري الذي يصادفه البعض في طريقهم إلى مدارس أبنائهم.

وتؤكد أن النظام سهل الاستخدام ومتاح باللغتين العربية والإنجليزية، حيث أصبح بحوزة كل ولي أمر اسم مستخدم ورقم سري خاص به، يمكنه من التعرف على شتى الأمور المتعلقة بابنه وبشؤونه التعليمية والتربوية،.

ومن خلاله يتمكن أولياء الأمور من الإلمام بكافة التفاصيل التي تخص مستويات أبنائهم الدراسية والملاحظات التي يتم تحديثها عبر البرنامج بشكل يومي، كما يتيح لهم متابعة الواجبات المنزلية، والخطط الأسبوعية، وجدول الحصص والامتحانات، بالإضافة إلى معرفة شتى التفاصيل المتعلقة بالرحلات والإجازات وحفلات التكريم والفعاليات التي تنظمها المدرسة..

وعلاوة على ذلك يتيح الموقع لولي الأمر الإطلاع على أوقات الحضور في حالة تغير التوقيت، وكذلك الحال مع حالات الغياب أو التأخر الصباحي الذي يستهوي كثير من الطلبة. وتوضح مايا الهندي مساعد المدير، أن النظام يوفر مزايا عدة، تخدم أهداف المدرسة وتطلعات ولي الأمر معاً.

حيث إنه من السهولة فيه حفظ جميع المعلومات الشخصية المتعلقة بالأبناء وولي الأمر، ابتداء من الجنسية وتاريخ انتهاء الإقامة، ومكانها، وأرقام التواصل، والكثير من المعلومات الشخصية التي يمكن الرجوع إليها في وقت الحاجة بسهولة، وفي حالة انتهاء أحد الوثائق، يتم تذكير ولي الأمر عن طريق إرسال إخطار في الموقع يشاهده فور زيارته.

كما أن الموقع يبقي أولياء الأمور على إطلاع دائم حول أخبار المدرسة، والرسوم المستحقة وتاريخ استحقاقها، وفي حالات الإخطار العاجل يقوم النظام بإرسال رسالة نصية إلى هاتف ولي الأمر تطلب منه زيارة الموقع لمعرفة التفاصيل.وتشير الهندي إلى أن النظام يتيح لولي الأمر كتابة التعليقات والشكاوى والاقتراحات والتي يرد عليها من قبل الإدارة ومشرفي المواد.

وكذلك يمكن من خلاله تحديد مواعيد مع المعلمين، مشيرة إلى فكرة النظام بسيطة ومتعددة الأغراض، وهي قابلة للتطبيق وبسهولة في جميع المدارس سواء كانت حكومية أو خاصة، خاصة وأنه يسهل عملية التواصل بين ولي الأمر والمدرسة، التي ينسب إليها في كثير من الأحيان تفوق الأبناء، وذلك لشعورهم بالمتابعة المستمرة.

وفي الإطار نفسه، رحب أولياء الأمور بفكرة النظام الإلكتروني الذي وفرته مدرسة دبي كرمل، لما يوفره من مزايا تخدم مستقبل الأبناء بفعل ربط أولياء الأمور بالعديد من الصفات التي يتيحها النظام، والتي يمكن متابعتها في أي وقت ومكان، لا سيما ما يخص واقع الأبناء الدراسي والتربوي والسلوكي، الذي يغفل عنه الكثير من الآباء بذرائعهم المتكررة.

وأضاف أولياء أمور، أن التسهيلات والمزايا التي يقدمها النظام، تجعلهم أكثر متابعة لأبنائهم وفي الأوقات التي تتناسب مع ظروفهم، بخلاف التوقيت السابق والذي كان مقتصراً على التواصل مع المدرسة في ساعات الصباح فقط، حيث تقول أم محمد إحدى الأمهات، إن النظام يربط ولي الأمر بالمدرسة بدون مشقة، ويتيح لهم المتابعة المستمرة والوقوف على مكامن ضعف أبنائهم لتطويرها، والتغلب على الصعوبات التي تتراكم في كثير من الأحيان، بسبب عدم الالتفات إلى الأبناء ومساعدتهم وتشجيعهم.

ويشدد عبدالله جمعة، ولي أمر، على ضرورة تطبيق هذه التجربة على مختلف المدارس، التي يرى فيها حلولاً للكثير من المشكلات التي تتعلق بهذا الموضوع الأزلي بين المدرسة وولي الأمر، لافتاً إلى سهولة التعامل مع هذه الفكرة الإلكترونية من قبل أولياء الأمور الذين يجدون كل يوم تحفيزاً متراكماً للتعرف على مستويات أبنائهم .

كما هي، ومنها متابعة الواجبات المنزلية والتعرف على مشاركة الأبناء وتفاعلهم داخل الفصل ومع معلميهم، كما أنه يمنع الأبناء من نقل معلومات مغلوطة إلى أولياء الأمور، ويجعل العلاقة بين الطالب والمدرسة من جهة، وبين أولياء الأمور والمدرسة من جهة أخرى، شفافة وصادقة وموثوقة.

Email