155 طالبة في مهمة لقتل فراغ الإجازة بمكاسب لا تحصى

معسكر فتيات «مربح».. اخدمي نفسك بنفسك

ت + ت - الحجم الطبيعي

استثمار وقت الفراغ في ما هو جديد ونافع، أمر في غاية الأهمية، خاصة في ظل توافر الوسائل الحديثة التي حجبت الطلبة عن المجتمع، وحصرت تواصلهم المجتمعي عبر الإنترنت والدردشات المرافقة.

لاسيما الطالبات اللواتي تقلصت خيارات استثمار الإجازة لديهن.. حول هذا الإطار تلاقت الأفكار بين هيئة الشباب والرياضة ونادي فتيات مربح في الفجيرة، لتأهيل 155 طالبة في خبرات الطهي والاعتماد على النفس في شتى جوانب الحياة المعاشة، من خلال دورة نوعية على شكل معسكر ينفذ للعام الثاني في تجربة حصرية على مستوى المنطقة الوسطى.

 

منيرة الظنحاني مديرة مركز فتيات مربح، ترى أن المعسكر يساهم في رفع مستوى جودة الإدارة في التدبير الحياتي والمنزلي، وتأهيل الفتاة في بيئات مختلفة، منها الجامعة والانتقال إلى عش الزوجية مستقبلاً، مضيفة أن فراغ الإجازة لا بد وأن يستثمر في المجدي والمفيد، وما يواكب الحياة بشكل عام.

وحول الجديد في الدورة الثانية للمعسكر، تقول الظنحاني: أردنا التطوير في مهارات الطالبات، وتفعيل دورهن في المعسكر بشكل أقوى، لذلك تركنا قضية الطهي لهن فقط، على نقيض ما كان متعارف عليه العام الماضي بمساعدة ربات الأسر، مشيرة إلى تقاطر أعداد كبيرة من الطالبات للاشتراك في المعسكر، حيث أدت تجربة في العام المنصرم إلى نتائج مثمرة، بدت واضحة في انخراط شريحة واسعة منهن في المهام الحياتية داخل بيوتهن.

 

خطوة ناجحة

وفي ما يتعلق بالجانب الثقافي، تؤكد حصة الكعبي مشرفة البرامج الثقافية في المعسكر، أن الطالبات خضن دروساً في المهام الكشفية، كرفع سارية العلم والإعداد للتخييم، إلى جانب المسابقات الثقافية، واكتسبن علماً ومعرفة في كافة الجوانب العلمية والثقافية من خلال الأسئلة والمسابقات التي تعتمد على الذكاء والتفكير.

وتوضح الكعبي أن المعسكر استطاع توطيد وتقوية العلاقة الاجتماعية بين الفتيات، بدليل المطالبة في ختام المعسكر، أن تكون ضمن فقرات الدورة القادمة المبيت في المخيم ليلة واحدة، لافتة أنه ثمة صعوبة في تنفيذ الأمر، بسبب اعتراض أولياء الأمور على مثل هذا الأمر.

وفي حديثها عن الجانب الترفيهي، تضيف الكعبي أن المسابقات والبرامج المقدمة، لم تكن بغرض الترفيه أو المرور سطحياً على الفقرات الثقافية والعلمية، وقد تم ابتكار طرق ووسائل أخرى تُحقق الأهداف العلمية المرسومة، إلى جانب البرامج الترفيهية التي لاقت استحسان وإعجاب الجميع، ومنها الملعب الصابوني، الذي أضفى نوعاً آخر من المتعة والإثارة.

 

فراغ الإجازة

وفي سياق متصل، تقول حليمة حسن طالبة في الصف الثامن، إن المعسكر جردها من فراغ الإجازة الممل، ومدها بمختلف الخبرات في التعامل مع شؤون المنزل، لاسيما الطهي الذي أخذ منحى آخر هذا العام، حيث أشرفت ربات البيوت العام الماضي على عملية الطبخ.

بينما كان على الطالبات حتماً هذا العام إعداد الطعام دون مساعدة من أحد، لافتة إلى أن المعسكر استطاع تطوير الكثير من المهارات الشخصية، والاعتماد على النفس عن طريق فقراته المتنوعة.وتشير إلى أن المحاضرات الثقافية التي قُدمت في المعسكر حظيت بقبول كبير وأصداء واسعة، فبرنامج «عما يتساءلون» مثلاً، انفرد في الرد على استفسارات الطالبات، التي يتعلق غالبها بحياة الطالبة سواء في المنزل أو في المدرسة.

 

بلا تكنولوجيا

وحول الأنشطة المنزلية، توضح فاطمة الظنحاني أن تركيب الخيام وصنع مناشف الغسيل من الأوتاد، كرس لدى الطالبات مفهوم الاعتماد على النفس وليس الخادمة، ناهيك عن الابتعاد عن وسائل التكنولوجيا والارتباط فقط بالعناصر والوسائل الطبيعية، مؤكدة أن الفتاة في هذه المرحلة العمرية بحاجة إلى تلقي المزيد من هذه الدروس الحياتية التي تساهم في رفع كفاءتها وعطائها داخل المنزل وخارجه.

وتقول إنها شاركت في المعسكر بفعل إعلان قرأته في المدرسة أثناء فترة الامتحانات، وفي تلك الأثناء كانت تريد أن تقضي إجازتها في ما يعود بالنفع عليها، كما أن الفكرة لاقت ترحيباً وقبولاً من أسرتها.

Email