مشروع تربوي ينقل «التربية الإسلامية» من كلمات إلى أفعال

المدرسة الوطنية في عجمان تخرج ملكـات جمال الأخلاق

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلاقاً من إيمان إدارة المدرسة الوطنية الخاصة في عجمان، بأن العملية التعليمية لا يمكن لها أن تنفك عن العملية التربوية والأخلاقية لدى طلبتها، انبثقت فكرة مسابقة «ملكة جمال الأخلاق»، حيث أدركت المشرفة عليها عبير عوض معلمة التربية الإسلامية في المدرسة، جدوى تحويل المادة إلى واقع إيجابي يُلمس أثره في ممارسة الطالبات.

 

حول تلك التجربة غير المسبوقة، توضح عبير عوض قائلة: كثيراً ما نسمع عن ملكة جمال الكون، والتي تستند إلى معايير الجمال والنظر إلى المظهر الخارجي للفتاة، ومن ثم ترويجها كسلعة استهلاكية، أما نحن في المدرسة الوطنية، فقد اخترنا رفع شعار «ملكة جمال الأخلاق»، خاصة وأن جمال الشكل يذبل مع تقدم العمر، فهو جمال مؤقت لكن الأخلاق الحسنة والكريمة لا تُمحى أبداً، بل تزداد إشراقاً ونضارة كلما أدرك الشخص من العمر سنوات أخرى.

 

حدود التعليم

وأضافت عبير عوض أن المدرسة مطالبة دائماً بتوفير مشاريع وأنشطة تتخطى حدود التعليم التقليدي وذلك واجب تربوي، فهي تعد المؤسسة الأولى التي يرتبط بين جدرانها مفهوما التربية والتعليم في حدود تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، مشيرة إلى أن مدير المدرسة الدكتور عبدالله الخطيب، بادر إلى دعم وتشجيع هذه الفكرة بالتحديد.

والمشاريع التربوية والمهنية الأخرى، التي يرى بها واجباً أخلاقياً وتربوياً تجاه تربية النشء، حيث يحرص دائماً على توجيه الطالبات للتحلي بالأخلاق الطيبة، وتشجيعهن باستمرار على التقيد بها، موجهاً بتقديم الجوائز للطالبات لحثهن على التمسك بحسن الخلق.

 

خطة استراتيجية

ذلك ما أكده الدكتور عبدالله الخطيب، والذي أضاف أن تنظيم مشاريع هادفة ونوعية في المدرسة الوطنية في عجمان يعد بنداً من بنود الخطة الإستراتيجية التي تنتهجها المدرسة، مشيراً إلى أن المشروع الذي باشرت مدرسته بتطبيقه العام الدراسي المنصرم وسيستمر هذا العام، تضمن عدة فعاليات منها محاضرات توعوية حول المحافظة على الفرائض والحجاب وبر الوالدين والاجتهاد، إلى جانب المشاركة بفعاليات مبتكرة كيوم الفقير الذي يهدف إلى تنمية الشعور لدى الطالبات بواقع حال المحتاجين، مؤكداً أن استمرارية تطبيق المشروع تعود إلى النتائج الإيجابية التي حققها، والتي تمثلت في تغيرات جذرية في السلوكيات.

واكتساب مفاهيم جديدة تبعد الفتيات عن التفكير في الأمور السطحية، خاصة في ما يتعلق باللباس ومجاراة الموضة، التي بدأت تأخذ حيزاً كبيراً في فكر الأجيال الشابة، وهنا مكمن الخطر وبيت القصيد من كل ما تقدمه المدرسة من أفكار ومشاريع.

 

شروط محددة

بدورها قالت عبير عوض مشرفة المشروع، إنه تم وضع مجموعة شروط للطالبات اللواتي يرغبن في المشاركة بمسابقة «ملكة جمال الأخلاق» منها المعدل الدراسي، وعلاقة الطالبة بأسرتها، حيث تم إعداد استبيانات تأخذها الطالبات إلى بيوتهن، ويجيب عنها ولي الأمر، التي توضح مدى التزام الطالبة بأعمال المنزل وإطاعة الأوامر واحترام الوالدين.

وبعد إعلان تلك الشروط تقدم عدد كبير من الطالبات للمشاركة في المسابقة، وقد تم تصفية العدد بناء على الشروط السابقة، ليتم اختيار 17 طالبة، وقد تم تتويجهن بحضور أولياء الأمور. من جانبهم، أبدى أولياء أمور الطالبات تجاوباً كبيراً وترحيباً بأفكار مماثلة قد تعلي شأن الأخلاق والتربية، خاصة وأن الأثر بعد سلسلة المحاضرات ودورات تحفيظ القرآن، قد ظهر جلياً على سلوكيات الطالبات كما يقول الآباء والأمهات.

 

تجربة نوعية

ولي الأمر محمد الصباغ معلم لغة انجليزية في ثانوية الراشدية، الذي شهد تتويج ابنته ميرنا بالصف العاشر كواحدة من ملكات جمال الأخلاق، يرى أن التجربة نوعية وتحتاج إليها الفتيات، خاصة في ظل التحديات التي تواجه تربية الأبناء، والانفتاح الهائل على الآخر دون ضوابط, مؤكداً أن ابنته بطبعها خلوقة ومتعاونة ورافضة لأي سلوكيات تتنافى مع المبادئ التي تربت عليها، فتراها تحترم الكبير وتقدر معلماتها وتحترم إخوتها. ويضيف أنه وبعد اشتراك ابنته في المشروع التربوي والأخلاقي الهادف، فقد لاحظت مزيداً من الخصال الحسنة تزين شخصية ابنته.

وهو ما دفعه لتقدير مثل هذه المبادرات القيمة، متمنياً لمشاريع المدرسة المختلفة الاستمرارية والاستفادة منها في مدارس أخرى على مستوى الدولة، لأنها مشاريع تعزز مستوى طلبتنا الدراسي بالأخلاق، وكما قال الشاعر: «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا»، فجوهر وجود أي أمة لا يقاس بمستوى التطور التقني والاقتصادي وهو أمر حتمي ومهم، وإنما بقدر ما تملكه من منظومة أخلاقية.

Email