«أمان عجمان» مشروع تربوي يتصدى للظـواهر السلبية بين ال مراهقين

في محاضرة استضافتها مدرسة عجمان للتعليم الثانوي للبنات، ضمن مشروع «أمان عجمان» الذي بدأت المدارس بتطبيقه برعاية من سمو الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، تحت شعار «الحياة ملك الأخلاق»، وبإشراف كلثم الغويص مديرة مدرسة مشيرف النموذجية؛ حذرت سميرة الشاعر الوكيل المساعد في الشرطة المجتمعية، من مجموعة من الظواهر السلبية التي بدأت تنتشر بين جيل المراهقين في المدارس ذكوراً وإناثاً.

الشاعر أكدت أن الشرطة تتربص على الدوام بتلك الظواهر المحدقة بأبنائنا الطلبة والمراهقين، وتحاصرها وتقدم المساعدة للمحتاجين عبر سلك الشرطة المجتمعية، لافتة إلى أنهم يستمعون إلى الشكاوى ويساعدون أصحابها قدر الإمكان حفاظاً على كينونة الأسرة والمجتمع.

 

قصص إنسانية

واستعرضت الشاعر أمام الطالبات جملة من القصص الإنسانية التي تمكنت الشرطة المجتمعية في عجمان من تقديم المساعدة لضحاياها، ساعية إلى تقديم تلك القصص كعبرة وتحذير للطالبات، وقالت: إن ما يسمى «البويات» خطر يتربص بالطالبات اللواتي لا يمتلكن القدرة على تجنب الوقوع في الأخطاء، وإن هناك متابعة لصاحباتها، ونجاحاً كبيراً في مساندة الواقعات في الخطأ وإعادتهن إلى جادة الصواب والحق، مثمنة في الوقت ذاته تعاون بعض الأسر في متابعة سلوكيات الأبناء والسعي لعلاجها.

 

وأضافت الشاعر أن التحلي بالأخلاق الحميدة والسلوكيات التي تحث عليها تعاليم ديننا الحنيف، أمور واجبة وعلى الطالبات الالتزام بها في أي مكان، معتبرة أن غياب دور الأب وتعدد الزوجات من جنسيات مختلفة أحد أهم الأسباب المؤدية لظاهرة العنف الأسري والتفكك وانتشار نسبة الطلاق، ما يؤثر في الأبناء ويصرفهم إلى ممارسة بعض السلوكيات المنحرفة دون وجود أية رقابة، ومشددة على ضرورة أن تستهدف برامج التوعية ولي الأمر «الأب» لتعريفه بأهمية دوره في الحفاظ على كيان الأسرة.

 

الأم والبنت

سميرة الشاعر تحدثت عن شكل العلاقة بين الأم وابنتها، وضرورة منح الثقة ضمن حدود منطقية، وطالبت الأمهات باعتماد لغة الحوار وعدم إغفال أي سلوكيات لبناتهن، بل والتقرب منهن ومصادقتهن، بحيث تكون الأم الناقد المخلص لابنتها، مؤكدة أن الأم التي تحتضن أبناءها وتصادقهم نادراً ما يتورطون في قضايا أو سلوكيات لا أخلاقية، لأن هناك حصناً منيعاً من التعاليم الدينية والتربوية التي يتزودون بها داخل أسرهم المستقرة.

 

الانضباط الذاتي

برنامج «أمان عجمان» يهدف، بحسب كلثم الغويص، إلى تكاتف الجهود بين المؤسسات المجتمعية من أجل حماية الفرد والمجتمع وتمكين الطلبة من مواجه التيارات السلبية ومحاربتها والتصدي لها، وتدريب النشء على إدارة الأزمات، وتخطي الصعاب وترسيخ مبدأ المسؤولية المجتمعية، وتعزيز روح الانضباط السلوكي الذاتي لدى الطلبة، مشيرة إلى أن المستهدفين هذا العام هم طلبة مدارس الحلقة الثانية والثانوية على مستوى إمارة عجمان.

 

يذكر أن برنامج المشروع يتضمن مجموعة من المحاضرات التي تستمد عناوين موضوعاتها من الشعار الرئيسي للبرنامج هذا العام، وهو «الحياة ملك الأخلاق» والتي تندرج تحتها العديد من المفردات التربوية والدينية الإيجابية والفاعلة في مسيرة التنشئة والتربية السليمة.

 

وجاء تنفيذ المشروع في سنته الأولى بعد دراسة مستفيضة ودقيقة لبعض الظواهر السلبية التي برزت بصورة جلية في الميدان التربوي، لا سيما الظواهر الدخيلة على المجتمع الإماراتي، حيث وجد البرنامج بغية إبراز دور المدرسة كمؤسسة تعليمية وتربوية رائدة في تطبيق المشاريع ذات النفع العام وعلى نطاق واسع.