«ينابيع الحياة»..

100 % من طالبات «مزيرع» على موائــــد الإفطار في البيت والمدرسة

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل أكثر من ستة أعوام، وحينما لاحظت إدارة المدرسة والمعلمات فيها ملامح صحية سلبية وخطيرة لدى عدد غير قليل من الطالبات، منها الإغماء أثناء الحصة أو طابور الصباح، وضعف البنية الجسمانية وفقر الدم وتسوس الأسنان، اجتهد الجميع لمعرفة الأسباب التي أوجدت مجموعة من الطالبات في دائرة الخطر تلك،.

وسرعان ما تم وضع الإصبع على الجرح باكتشاف سوء تغذية الطالبات الناجم عن عدم إفطارهن في البيت أو المدرسة، وسريعاً وجد مشروع «ينابيع الحياة».مدرسة مزيرع للتعليم الأساسي والثانوي للبنات، وبحكم أنها من المدارس المعززة للصحة، ارتأت أن تعالج مشكلات صحية وتعليمية صغيرة وكبيرة، من خلال مشروعها الغذائي الذي يعد قدوة في الميدان التربوي،.حيث تمكنت من تجسيد علاقة وثيقة بين الطالبات والإفطار الصباحي، بفعل تخصيص مطعم متكامل الأركان يتيح للطالبات تناول وجبة الإفطار قبل أن تنتظم في مقاعد الدراسة.

وجبة متوازنة

شيخة خليفة سيف منسقة المشروع في مدرسة مزيرع للبنات، تقول: إن «ينابيع الحياة» وجد لتقديم وجبة إفطار يومية صحية ومتوازنة، إلى جميع الفئات العاملة بالمدرسة، مع التركيز على الطالبات بحكم أن مجموعة كبيرة منهن لا تتناول وجبة الإفطار في البيت. وتضيف: إن آلية تطبيق المشروع بدأت بتوجيه ومبادرة الشيخة عزة بنت راشد النعيمي مديرة المدرسة، .

 

حيث تم اختيار فريق عمل المشروع من المعلمات وفق معايير خاصة ومحددة منذ العام 2005، وسار المشروع بتوزيع الوجبات على الطالبات ذوات الحالات الصحية الضعيفة الناتجة عن سوء التغذية، كالإغماء وفقر الدم وتسوس الأسنان، ومن ثم توسع الاهتمام بطالبات المرحلة التأسيسية بتوزيع وجبة إفطار مجانية على جميع الطالبات يومياً، وقبل انتظامهن في الفصول

 

. وفي تلك الأثناء قررت إدارة المدرسة تحويل أحد مقاصف المدرسة إلى مطعم يتم فيه توزيع وجبة إفطار متوازنة على جميع طالبات المدرسة، حيث يتم إعداد وتقديم الوجبات قبيل الطابور الصباحي من قبل اللجنة المشرفة على المشروع من المعلمات.

 

إقبال جماعي

تلك الوجبات كما تؤكد المعلمات المشرفات على المشروع، تتسم بكونها صحية متكاملة العناصر والمكونات الغذائية، بحيث تظل الطالبات الفئة الرئيسة المستفيدة من المشروع، وسريعاً كان لأولياء الأمور دور مهم ومؤثر في توعية بناتهم لتناول وجبة الإفطار، وذلك بعد تثقيفهم حول أهمية ذلك.

 

بعد بضعة أعوام من العمل الإنساني والمسؤول في مشروع «ينابيع الحياة» التربوي والصحي والتوعوي، كانت النتائج إيجابية وجديرة بالاهتمام كما توضح شيخة سيف، لا سيما ما يتعلق بحالة الإقبال الجماعية للطالبات على تناول وجبة الإفطار، وذلك بعد تغيير قناعتهن حول ضرورة الوجبة وأهميتها وتأثيرها على الدراسة،.

 

إضافة إلى تنمية المهارات الحياتية للطالبات، من خلال تنفيذ بعض المشاريع العلمية في المطعم، علاوة على نشر الوعي بين الأمهات لمتابعة بناتهن وعدم السماح لهن بالخروج قبل تناول وجبة الإفطار، وقد لمست إدارة المدرسة ذلك من خلال انخفاض عدد الطالبات مرتادات المطعم بداية المشروع إلى نحو 100 طالبة.

 

طابور الصباح

وتجلى أثر المشروع على نطاق أوسع، حيث تخلصت المدرسة من حالات الإغماء التي كانت تحصل في طابور الصباح، نتيجة عدم تناول وجبة الإفطار، إضافة إلى نشاط الطالبات وانتباههن أثناء الحصص.

 

وهو ما يقود إلى الارتقاء بمستويات التحصيل الدراسي. وعلى الرغم من كمية النجاح والإيجابيات التي أرساها مشروع «ينابيع الحياة» في مدرسة مزيرع، إلا أن القائمات عليه يبدين حرصاً كبيراً على الاستمرار فيه لدوره الملموس في التثقيف الصحي للطالبات والأمهات، .

 

وفي تغيير السلوكيات الغذائية السلبية لدى الطالبات، اللواتي أصبحن يحرصن وبنسبة 100% على تناول وجبة الإفطار قبل البدء في الدراسة، سواء كان ذلك في البيت أو في مطعم المدرسة قبيل الدوام الرسمي.

 

بقي أن نقول: إن تلك المؤشرات والنتائج الإيجابية الصريحة والكثيرة للمشروع، تفرض على العديد من المدارس في الدولة، انتقاء ما يناسب إمكاناتها من أفكار مشابهة وتطبيقها على أرض الواقع، لاسيما وأن الدراسات تشير إلى أن أكثر من 60% من طلبة مدارسنا لا يتناولون وجبة الإفطار قبل الانتظام في الدراسة.

Email