طموح الطفولة.. بذرة تغرسها الأسرة وتُروى بالثقة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما تسأل صغيراً ماذا تريد أن تكون في المستقبل، يجاوب بعفوية إنه يحلم بأن يصبح طبيباً أو معلماً أو طياراً أو شرطياً. من إجابة الكثيرين تدرك أن هذا الطموح لم يأت عبثاً، فربما هناك جوانب نفسية أسهمت في وجود هكذا رغبة رغم صغر السن، من هذه المؤثرات وجود قدوة في محيط الطفل، أو نتيجة لغرس الأسرة جماليات هذه المهنة في نفسه حتى أصبحت حلم حياته.

الواقع يؤكد أن الطموح بذرة، تغرسها الأسرة في نفوس الأبناء، وترويها بالحرص والاهتمام، وذلك نهج لابد من أخذه على محمل الجد تربوياً، وعلى الرغم من أهمية مثل هذا السلوك، إلا أن بعض الأسر ليس لديها أدنى طموح أو حلم لأبنائها، وهو ما بدا مرفوضاً من وجهة نظر التربويين الذين جزموا أهمية وجود طموحات محددة ومحفزات واضحة، ينشأ عليها الأبناء لتحديد مسارات مهنية ناجحة في حياتهم.

 محمد حلمي معلم فيزياء في مدرسة الخليج العربي، أشار إلى أن الإنسان بلا هدف كمن يتخبط في غرفة مظلمة، بحثاً عن الباب للخروج منها، فالطموح أو الحلم يمنح الشخص رؤية واضحة بعيدة المدى، وقوة مضاعفة لمواجهة المعيقات التي تعترض طريق نجاحه، وهو ما تلمسه في بعض الطلبة الذين يدافعون عن تفوقهم، متحدّين جميع المشكلات التي تواجههم، رافعين شعار الإصرار والرغبة في الوصول إلى النقطة التي وضعوها، لافتاً إلى أن الطموحات التي تغرسها الأسرة في نفوس الأبناء منذ صغرهم، تكون أكثر صموداً ونفوذاً في المستقبل.

وأضاف إن بعض الطلبة قد يصلون إلى مراحل دراسية متقدمة دون أدنى طموح، وعندما توجه لأحدهم سؤالاً عن رغبته أو طموحه المستقبلي، يرتبك وتغمر وجهه علامات الاستغراب والدهشة، وحين تقترب من واقعه تجده يعيش تناقضات أفكار يرثى لها.

 قيود وحرمان

وشدد عبدالله ملكاوي معلم فيزياء في مدرسة دبي الثانوية، على ضرورة غرس الطموح في نفوس الأبناء في المراحل الأولى، وعند نضجهم وإبداء رغبة في تغيير المسار، لابد من الاستماع إلى وجهات نظرهم دون فرض القيود عليهم، أو حرمانهم من تحقيق أحلامهم إن كانت تسير في الاتجاه الصحيح، مضيفاً إن بعض الأسر قد تغرس في أبنائها حلماً ما..

وتجده يسعى إلى تحقيقه، لكن سرعان ما يتغير طموحه ويأخذ منحى آخر نتيجة موقف معين، أو لتأثره بشخصية أو قدوة أخرى في محيطه، حينها لا بد من احترام قرار الابن، وعدم إجباره على تنفيذ رغبات الأسرة، بل تشجيعه على تحقيق الهدف الذي يطمح إليه. وأكد وجود العديد من الأسر التي لا تكترث لمستقبل أبنائها حين تتركهم في فضاء مفتوح، دون تحفيز أو تقنين لوجهتهم المستقبلية..

فتجد الأبناء تارة في حالة تردد وحيرة، وتارة أخرى في حالة فوضى وكسل، فلا دوافع تقودهم، ولا عزيمة تسعفهم، وعندما تعترض طريقهم مشكلة ما، يتشتتون في مواجهتها بالحلول المنطقية، وهو ما يكون غالباً على حساب مستقبل الأبناء والأسرة لاحقاً.

Email