«الأهلية الخيرية» تُعطي طلبتها مادياً وعينياً ودراسياً

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بكل ثقة، حققت المدارس الأهلية الخيرية، مسمى المؤسسة التربوية الفائزة بجائزة الشارقة للعمل التطوعي في الدورة الحادية عشرة المنصرمة، وارتقت للتكريم في محفل كبير أقيم بهذه المناسبة، إذ سلّم سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، معالي جمعة الماجد مؤسس المدارس، تلك الجائزة الثمينة معنوياً وتربوياً، بحضور معالي حميد القطامي وزير التربية والتعليم، وأعضاء مجلس أمناء المدرسة وأسرتها التربوية، في حفل أقيم في يناير المنصرم.

 «العلم اليوم» تعمقت في ملف المدرسة المقدم إلى الجائزة، والذي حقق الفوز عن جدارة واستحقاق، لتضع أمامكم جملة من الحقائق والأسرار التي أهلّت هذه المؤسسة التربوية لتغرد منفردة فوق عتبة هذا المحفل التكريمي الرفيع. وفي هذا السياق؛ بدأ الدكتور كمال فرحات المدير العام للمدارس الأهلية الخيرية في دبي، حديثه عن الملف التربوي الاجتماعي والإنساني لمدرسته الخيرية، بالقول إن المشروع المقدم لجائزة الشارقة للعمل التطوعي في دورتها المنصرمة، حمل عنوان: «توفير فرص التعليم للطلبة المحتاجين في المدارس الأهلية الخيرية».

وأوضح فرحات أن المدارس الأهلية الخيرية وجدت منذ العام 1983 في دبي، بغرض إنساني بحت، وهو توفير تعليم شبه مجاني لطلبة لا تسعفهم ظروفهم المادية والاجتماعية في تحقيق هذا المطلب، بفكرة حصرية لمعالي جمعة الماجد، ودعم ومساندة من مجلس الوزراء ووزارة التربية والتعليم..

وفي ذلك العام لم يتجاوز عدد طلبتها 169 طالباً وطالبة، في فرع وحيد في دبي، أما اليوم وتحديداً بعد 30 عاماً، أصبحت هذه المدرسة تضم 10 آلاف و300 طالب وطالبة، في فروعها المنتشرة في دبي والشارقة وعجمان، ولا تزال إلى اليوم خيرية المبدأ، إنسانية العطاء، تربوية القيم، والشواهد والحقائق تؤكد أن المدرسة لا تجني ربحاً قط.

 بوابة المسائي

وبفعل النتائج المبهرة التي يحققها طلبة المدارس الأهلية الخيرية عاماً تلو آخر، والرسوم الدراسية الرمزية أو مجانيتها، والخدمات التعليمية المرموقة التي توفرها المدرسة لطلبتها، لم يعد بالإمكان مجاراة طلبات الالتحاق المتزايدة إلا عبر بوابة إضافية، وهي الدراسة المسائية، التي أصبحت علامة فارقة في مسيرة المدارس الأهلية الخيرية منذ سنوات طويلة. واليوم تسجل المدارس في فروعها الثلاثة، نحو 7 آلاف طالب وطالبة في التعليم الصباحي، و3 آلاف في المسائي.

جانب آخر ساهم بقوة في تأهل المدارس الأهلية الخيرية للفوز بجائزة الشارقة للعمل التطوعي، تمثل في التسهيلات المادية التي تقدمها المدرسة لطلبتها وأولياء أمورهم، كما أكد الدكتور كمال فرحات، ففي العام الماضي فقط، قدمت المدرسة نصف مليون درهم مساعدات على شكل إعفاء من الأقساط، لشريحة من الطلبة من الأيتام ومحدودي الدخل وأبناء الأرامل والمطلقات وأبناء المسجونين..

وسواهم من المحتاجين، بنسب تصل إلى 100% في كثير من الحالات. إضافة إلى توفر ملف خاص بكل طالب، ووجود لجنة لدراسة وضع الأسرة من حيث عدد الأفراد والحالات المرضية والدخل الشهري، ونحو ذلك، ومن ثم تقديم المساعدة المتمثلة في الخصم من الرسوم الدراسية بنسب متفاوتة حسب النقاط التي تحصل عليها أي طالب في المدرسة.

 مساعدات عينية

وأضاف المدير العام أن المدارس الأهلية الخيرية لا تكتفي بالمساعدات المادية عبر الإعفاء من الرسوم الدراسية، وإنما تبادر بتقديم مساعدات عينية للطلبة المحتاجين وأسرهم، وذلك بالتعاون مع عدد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية في الدولة، وهذه المساعدات تشمل الحقائب المدرسية والأدوات القرطاسية وكسوة العيد والنظارات الطبية، إضافة إلى المواد التموينية التي يتم صرفها للأسر المحتاجة. رغم كل هذه الملامح، تتفرد المدارس الأهلية الخيرية بـ «الرقم 1» تفوقاً وتحصيلاً، كما قال الدكتور فرحات..

موضحاً أنه في العام الماضي، تقدم 749 طالباً وطالبة لامتحانات الثانوية العامة، حصل 259 منهم على نسبة 90% فما فوق، أي أكثر من ثلث الطلبة. وأكثر من ذلك؛ استطاع 8 من طلبتها حجز موقع لهم ضمن قائمة العشرة الأوائل على مستوى إمارة دبي، هذا هو لسان حال المدرسة سنوياً، وهو ما يجعلها محط أنظار الكثيرين ممن يسعون مبكراً لحجز مقاعد لأبنائهم فيها، وتلك مشكلة سنوياً تواجهها المدرسة بداية كل عام دراسي، حينما يتكدس في مبنى الإدارة المئات من أولياء الأمور من كل الجنسيات، طالبين بإلحاح تسجيل أبنائهم في المدارس الأهلية الخيرية، التي تحاول استيعاب أكبر عدد ممكن من الطلبة، قدر المستطاع، كما يؤكد الدكتور كمال فرحات.

Email