زايد.. طالب الرياضيات المعجزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال مدير المدرسة إنه يضع المعلمين في تحدٍ دائم ويدفعهم نحو التحضير والاستعداد لأسئلته غير المتوقعة في الرياضيات تحديداً، وفي المواد العلمية عموماً، وأكد المعلمون أنفسهم أنهم يضطرون لبذل مزيد من الجهد في البيت للبحث عن كل الثغرات الممكنة وتغطيتها أثناء الحصة الدراسية، تجنباً لأن يجدوا أنفسهم في حرج من سؤال غير تقليدي لطالب غير طبيعي. أما هو أقصد الطالب فأكد أنه دائماً ما يشعر بحالة لا شبع دراسياً، ووجود نقص في ما يتلقاه أثناء حصة الرياضيات، لذلك تظل أسئلته مثار قلق «تربوياً».

 إنه الطالب زايد محمد راشد الدليل الرميثي، في الصف الحادي عشر علمي بمدرسة الشروق الخاصة في دبي، الذي اعتاد أن يغلق «عدّاد» الدرجات نهاية كل فصل بـ 100 % في الرياضيات والفيزياء والكيمياء، وبقية المواد في نهاية التسعينيات حتماً.

 عشق وانسجام

يقول زايد إنه ومنذ بدأ مسيرته التعليمية، وجد نفسه في حالة عشق وانسجام مع مادة الرياضيات تحديداً، وظل يبدع في حل أعقد مسائلها، ويبحث عن المزيد من الدروس والأفكار والحلول عبر الإنترنت، ولا يضيّع ثانية دون فائدة يلتقطها داخل الصف أو في البيت، لخدمة طموحه الرياضي العبقري، مشيراً إلى أنه يجد الرياضيات أسهل مما يتوقع الكثيرون، لذلك فهو يحبها ويبدع في فهم وهضم دروسها والبحث عن الأصعب فيها.

لا يوجد سر يفسر ارتباط زايد بمادة الرياضيات إلى هذا الحد من الإتقان والإبداع، فكل ما في الأمر أنه يستمع إلى شرح معلمه ويركز في كل معلومة، لكنه لا يتوقف عند حد المدرسة والمنهاج، إذ يجد في الإنترنت عالماً شاسعاً للتعرف إلى مكنونات الرياضيات من أبواب أكثر احترافية، خاصة وأنه مبدع أيضاً في عالم الحاسوب والإنترنت، كما أنه قارئ للقرآن الكريم بصوت عذب، وهو ما يضعه دائماً في مكانة غير تقليدية من وجهة نظر معلميه، لا سيما في التعامل معه من زاوية أكثر تخصصية.

حالة وراثية

والدة زايد أكدت أن حب الدراسة والتميز في المواد العلمية، وفي الرياضيات تحديداً، هو حالة وراثية لدى أبنائها، لأن أشقاء زايد الأكبر والأصغر منه، يسيرون على المنوال ذاته، مشيرة إلى أنها، وبحكم مجال عملها التربوي، فقد ارتأت أن ترافق أبناءها في المذاكرة والدراسة إلى أن يصلوا الصف الثالث الابتدائي، بعد ذلك تتركهم يعتمدون على أنفسهم من أجل مزيد من التفوق والمنافسة..

وهو ما أثمر جدية والتزاماً وتفوقاً حقيقياً، معتبرة أن مساندة الأبناء دراسياً لا تؤتي ثماراً طيبة إذا استمرت لسنوات طويلة، والأفضل تعويدهم على الاعتماد على الذات مبكراً، وتركهم يبدعون وحدهم، مع المراقبة والتوجيه أحياناً.

قمة التحدي

أما حسن معيط معلم الرياضيات والأكثر دراية بحالة الإبداع لدى الرميثي الصغير، فأضاف أن زايد يضع معلميه دائماً في قمة التحدي والاستعداد لأسئلة غير متوقعة، فهو يأتي إلى الحصة وكأنه قد أخذ الدرس مسبقاً، لذلك تجده منشغلاً في حل مسائل أخرى وتمرينات متقدمة عن أقرانه، ناهيك عن قدرته الفائقة على الإتيان بأكثر من طريقة، وحلول مبتكرة للمسألة الواحدة، لذلك فهو يجسد حالة إبداع حقيقية.

وقال إن زايد متميز في كافة المواد الدراسية، لكنه مبدع فعلاً في الرياضيات، وهو لاعب محترف للشطرنج، وذو شخصية دراسية متميزة في الالتزام والاحترام والجد والاجتهاد، لذلك فهو مرشح وبقوة لأن يحجز لنفسه موقعاً على سلم أوائل الثانوية نهاية العام المقبل.

عالم رياضيات

مبكراً أراد زايد محمد راشد الرميثي، موقعاً دراسياً متقدماً، على أمل أن يحظى بمركز ضمن قائمة العشرة الأوائل، وهو يطمح إلى دراسة الرياضيات بعد التخرج في مدرسة الشروق التي بدأ مشواره الدراسي فيها من الروضة إلى الثانوية، على أمل أن يصبح عالِماً متميزاً في الرياضيات.

الشواهد والملامح تؤكد: كيف لا يكون عالِماً استثنائياً، وهو يحمل في اسمه اسمين كبيرين في الطموح والإبداع والإنجاز: المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

Email