وسائل التواصل الاجتماعي.. قلق الآباء المزمن

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

وسائل التواصل الاجتماعي؛ هل هي الخطر المتربص فعلاً بأبنائنا، أم أنها أداة تساعدهم على تعزيز مهارة التواصل مع الآخرين؟ في ظل جميع المعطيات هذه، كيف يمكن لأولياء الأمور التخلص من حالة القلق التي تراود بعضهم جراء عبث أطفالهم بوسائل التواصل الاجتماعي؟

أسئلة وشكوك كثيرة تساور الآباء والأمهات دائماً، في ظل التعددية التي تضج بها وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يعيش في هذا العالم الافتراضي، المثقف والمتعلم والطالب وأطياف كثيرة من الناس، لكن في المقابل؛ هناك متربصون، يتطفلون على الآخرين لأغراض وأهداف سلبية، وهو ما استدعى من بعض أولياء الأمور، مراقبة تحركات أبنائهم في كل خطوة يخطونها.

 الطريق الصحيح

عبدالله عبيد ولي أمر، قال إن منح الأبناء حرية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لا يكون إلا بتوفر الثقة الكافية، ولا يمكن أن يشعر الأب بالاطمئنان إلا إذا تأكد من أن ابنه يسير في الطريق الصحيح، لأن وسائل التواصل الاجتماعي تتيح ترغم المستخدم أحياناً؛ المرور على مواقع والتعرف على مستخدمين مشتبه بهم، لذلك يحتاج الطفل أو الطالب إلى تحصين بمناعة كافية، وتأمين فكري من مضمون وسائل التواصل الاجتماعي السلبي، لاسيما الذين هم في مرحلة المراهقة.

وأوضح عبيد، أن ولي الأمر كي يشعر بالراحة إزاء استخدام ابنه وسائل التواصل الاجتماعي، حري به إنشاء حساب خاص به لمشاركة أبنائه عالمهم الافتراضي، إلى جانب إنشاء حساب آخر غير معروف للجميع، يستطيع من خلاله مراقبة أبنائه واختبارهم بحدود معقولة، لا يشعر الطفل بالحرج في حال اكتشاف هوية والده المستعارة، وتوعيتهم باستمرار عن مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي، بعرض القصص والنماذج التي وقعت في شر الآخرين.

 صورة إيجابية

في السياق ذاته، أشار محمد سعيد ولي أمر، إلى إن وسائل التواصل الاجتماعي فرضت نفسها على كل بيت، ويمكن لولي الأمر تكييف أبنائه نحو استخدامها بصورة إيجابية، كما يمكن للأسرة أن تجعل الطالب مبدعاً من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بتطوير مهارة الكتابة لديه أو تنمية موهبة التصوير مثلاً إن كانت لديه، عبر نشر الصور ومقاطع الفيديو باستخدام برنامج «إنستغرام»..

أو إنشاء قناة «يوتيوب» يمكنه من خلالها تحميل سلسلة من البرامج الوثائقية أثناء زيارته مكان ما، وثمة الكثير من النماذج الطلابية على الصعيدين العالمي والمحلي، أثبتت تميزها في هذا الصدد.

 جهل الآباء

ونوه سعيد إلى أن الخطر الحقيقي لا يتمثل في استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي، وإنما في جهل بعض أولياء الأمور كيفية استخدامها، ما يجعلهم في منأى عما يدور من أحداث في ذلك العالم الافتراضي، ليجد الطالب نفسه يمتلك مطلق الحرية لدخول المواقع المحظورة أو تكوين علاقات غير سوية، مضيفاً أن تعلم أولياء الأمور وإلمامهم بالوسائل الرقمية الحديثة، سلاح مهم لمنع الكثير من الأخطار التي تحدق بأبنائنا.

لمجرد إلقائك نظرة خاطفة على مشكلات الأحداث وقضاياهم في المحاكم، تدرك تماماً حالة البعد التي يجسدها ولي الأمر عن البيت وأفراد أسرته، فضلاً عن «أمية» بعض الآباء التي أثرت سلباً على الابن في مختلف جوانب الحياة العصرية، التي لا تتوقف في مستجداتها وإفرازاتها النفسية والاجتماعية والاقتصادية.

Email