ضـيق الوقـت وتعـدد المتطلـبات.. «نقـطة ضعــف» المعلم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقييم البحوث والمشاريع الطلابية بصورة دقيقة، ومناقشتها مع الطلبة بثقة وأريحية، معضلة لا يستطيع المعلم تجاوزها، في خضم الأعباء الكثيرة الملقاة على عاتقه. وهنا اتجه بعض الطلبة نحو الاستعانة بمصادر كثيرة، لتجاوز هذا الواجب، والجهد الذي يبذله فيها لا يتجاوز حد التنسيق، فإن كان هذا الطالب من (عشاق الكسل) فإنه سيتوجه إلى إحدى المكتبات أو الأشخاص المتبرعين، ويضــعهم في الصورة، مع دراهم معدودة، ..

وفــي أيام قليــلة أو ربما ساعات، يحصل على مبتغاه، من دون أن يكلف نفسه حتى عناء قراءة البحث، فيسارع إلى تسلميه للمعلم، الذي بدوره يسابق الوقت لتلبية متطلبات الفصل الدراسي، وإن استطاع أن يتمعن في بعض البحوث والمشاريع، فإنه حتماً سيفقد في جزء كبير منها، سيطرته الواجبة، لضيق الوقت.. هذا ما أكده مدير مدرسة ثانوية في دبي.. بصريح العبارة.

تحديد الفكرة

في السياق ذاته يقول عبد الله ملكاوي معلم إن ضيق الفصل الدراسي وأساليب الطلبة الملتوية في التعامل مع البحوث والمشاريع الدراسية، من التحديات التي يواجهها المعلم لتقييم الطلبة، وإن كان الجهد الأكبر الذي يبذله المعلم، يتحدد أكثر في المواد الأدبية، وبصورة تفوق المواد العلمية، ذلك لأن الطالب في المواد العلمية يقدم المشروع بفكرة متواصلة على امتداد الفصول الثلاثة....

إذ يبدأ في الفصل الأول بتحديد الفكرة وأهميتها، وعمل الدراسات والبحوث حولها، وفي الفصل الدراسي الثاني يبدأ في وضع الخطوات وتجهيز الأدوات والأساليب، ليدخل في الفصل الدراسي الثالث في التطبيق الفعلي للمشروع الذي أعد له مسبقاً.

ويضيف: إن المعلم هـــنا من الــسهل أن يكتشف جهــــد الطالب الحـــقيــقي، وذلك من خلال معايير بسيـــطة، يتــفحــصها وأسئلة يوجهها للطالب، فــإذا كان إجـــاباته تعكس المعرفة والإلمام بالمشاريع التي قدمــــها، فإنه سينــــجو، وإذا كـــانت إجاباته خلافــاً لما يفــترض، هنا يتبين أن الطالب قد لجأ إلى الحلول السريعة، سواء في الشراء من الخارج، أو نقل التجـــربة عن الإنترنت أو من أحد الطلبة في المدارس الأخرى.

 تنظيم وموازنة

ويؤكد جميل عبد،الله، معلم، أن كثرة التكاليف والواجبات في الفصل الدراسي الواحد، تشكل مصدر إرهاق متواصل للمعلم وللطالب معاً، لاسيما أن الطالب في الفصل الدراسي يسابق الوقت لكي يحصل على درجـــات مرتفـــعة يحـــقق بها النجاح والتـــفوق، وكذلك المعلم يسعى جاهداً إلى تنظيم وقته، والموازنة بين التحضير والشرح وتقييم البحوث والمشاريع، ووضع الاختبارات والعديد من المهام والأنشطة الأخرى.

ولفت إلى أن كثيراً من المــعـــلمين، يشرفون على تدريس فصول مختـــلفة، تضم أعداداً كبيرة من الطلبة، قد يجــدون متسعاً من الوقت في المواد العلمية لتطبيق خططهم الفصلية، لكن تبقى المــواد التي تتطلب مشاريع بحثية خارج نطاق سيطرتهم نسبــياً، لأن تسليم البحوث غالباً ما يكون مع الأيــام الأخيرة من الفصل الدراسي، حينها يكون المعلم منشغلاً برصد العلامات وتصـــحيح الاختــبارات، وتحضير الدروس المتبقية، وبالــتالي فإن الوقت لن يسعفه لقـراءة جـــميع البحــوث، وتقييمها بصورة إيجابية.

وأكد أن بعض المعلمين يتبعون أسلوب اختيار عينات عشوائية من البحوث، ومناقشة الطلبة فيها، وهو ما يردع قليلاً، بعض الطلبة، ويمنعهم من نسخ البحــوث والمشاريع من الإنترنت، أو تكليف أشخاص أو مكتبات بإعدادها، وفي الوقت ذاته تجد معلمين آخرين يسيرون في أساليب أخرى متعددة للتصدي لحالات نسخ البحوث وشرائها، فمنهم من يلجأ إلى توزيع الطلبة على أيام لتسليم الواجبات المطلوبة، وهناك من يخصص الجزء الأول أو الأخير من الحصة للطلبة، كي يتحدثوا عن مضمون البحث أو المشروع الذي قدموه.

Email