الطلبة والرياضيات.. الرموز معقدة والحل بسيط

ت + ت - الحجم الطبيعي

كره مادة الرياضيات وتدني مستوى الطلبة فيها، حقيقة مرة نتلمسها لدى الكثير من أبنائنا الطلبة.. ذلك بلا شك له آثار سلبية تُلقى على مستقبل الطالب الأكاديمي في مادة الرياضيات وفي مواد دراسية أخرى حتماً.

في البحث عن عوامل بروز علاقة الكره بين الطالب والمادة، نستشف أسباباً عدة، منها عدم شرح أساسيات مادة الحساب بصورة كافية في مرحلة البناء والتأسيس، وميول رغبات الطلبة واتجاهها إلى مواد أخرى تركز على الحفظ وتنأى عن الفهم والتفكير. هنا، يكمن دور معلم الرياضيات وتتجلى حنكته في جذب الطالب نحو هذه المادة، من خلال تقديمها بطريقة سهلة ومبسطة ممزوجة بالمنافسة والإثارة معاً، كي يتخلص الطالب من مشاعر الكره وحالة التشاؤم التي تجثم في داخله.

 

سداد عبدالرحمن معلم الرياضيات في المدرسة الأميركية بدبي، يرى أن انخفاض درجات الطالب في مادة الرياضيات ومن ثم كرهه لها، يرجع إلى أسباب عدة أبرزها ضعف التفاعل بين الطالب والمادة، خاصة وأن مادة الرياضيات تختلف نسبياً عن المواد الأخرى، وتحتاج إلى حضور عقل الطالب، واصفاً الشرود الذهني بأنه العدو اللدود للمادة والتفاعل هو من يبدد حالة التعقيد.

كما يعزو سداد انخفاض مستوى الطالب في مادة الرياضيات ونفوره منها إلى ضعف التأسيس، نتيجة قلة اجتهاد بعض المعلمين وضعف أدائهم، ما يسفر عن ضعف الطالب وكرهه للمادة، لذلك يجدر بالمعلم في هذه الحالة أن يجاري مستوى الطالب، ويقف إلى جانبه باستمرار لفهم الرموز والأرقام الحسابية بصورة كافية.

ويشدد معلم الرياضيات في المدرسة الأميركية على ضرورة ربط الرياضيات بعناصر الحياة المختلفة. ولكي يضمن المعلم جذب الطالب نحو المادة عليه أن يتحرى هدف وطموح الطالب الوظيفي، فمثلاً إن استشعر رغبته في الهندسة أو الطب يقنع المعلم حينها الطالب بأن الرياضيات مطلب أساسي في مهنته المستقبلية.

موضحاً أن العلاقة والأسلوب الذي يستخدمه المعلم سر إعادة الرغبة إلى الطالب في تعلم الحساب وأبجدياته. من جانب آخر، يشكو الطالب سعيد موسى من عقدة الرياضيات التي لازمته منذ سنوات، فبعد أن رصد والده انخفاض علاماته فيها، أصر على أن يلتحق بأحد المعاهد وعلى تكثيف الدروس الخاصة بهذه المادة له، موضحاً أن القسمة بدت وكأنها معضلة حقيقية في السابق.

واستطاع تخطيها بعد تعرضه إلى زخم من الدروس في الحساب.أما الطالب حميد عبيد، فيلاحظ أن الفروقات في مستوى الرياضيات بين الطلبة مردها إلى قسمين، إما أن يكون الطالب متفوقاً ومتميزاً أو ضعيفاً إلى حد ما، مشيراً إلى أنه ثمة طلبة غير متفوقين في جميع المواد ما عدا الحساب والرياضيات، وتراهم يفاجئون الجميع بحرصهم ومقدرتهم على حل المسائل الحسابية بسرعة فائقة.

ويشير الطالب علي السعدي إلى أن اختلاف العلامات وتفاوت درجة كره المادة من طالب إلى آخر يعود إلى المعلم نفسه، إذ تختلف الأساليب من معلم إلى آخر، فبعض المعلمين يقدم المضمون في قالب مبسط ومثير، بينما يستخدم معلم آخر طريقة معقدة ومملة في حل المسائل الحسابية، لذلك تقع المسؤولية أولاً وأخيراً حسب رأي السعدي على المعلم.

طاقات كامنة

 

 

معلم الرياضيات سداد عبدالرحمن، يشير إلى أن بعض الطلبة لا يتفاعلون في الحصة ويؤثرون العزلة والانطواء على المشاركة في الدرس، مضيفاً إن المثال الأقرب لهذه الحالة، يتلخص في طالب كان يعاني ضعفاً في مادة الرياضيات، ويعتري شخصيته الهدوء دائماً، ومع استمرار الضغط على الطالب والإصرار على مشاركته في أنشطة مختلفة تتعلق بالمادة، فقد أصبح يحرز تقدماً كبيراً في المادة، وتبين أن خلف الصمت والانطواء، تجد أحياناً طاقات كامنة لن يتم الكشف عنها إلا بتفعيل أوجه النشاط الصفي.

Email