«الشعلة العلمي».. ابتكارات حيوية بماركة يسجلها طلبة صغار

ت + ت - الحجم الطبيعي

إبداعات لا حصر لها، احتضنتها صالات المعرض العلمي الـ 18 في مدرسة الشعلة الخاصة بالشارقة, ليشعر كل من أتيحت له فرصة التجول بين أروقته، أنه في معمل علمي يزخر بمختلف أشكال الإبداع والابتكار والقيم الجمالية، التي ترجمتها أفكار الطلبة المستندة إلى ما تعلموه، فمنذ تأسيسها؛ درجت مدرسة الشعلة على إقامة المعارض المختلفة باعتبارها جزءاً مكملاً للعملية التعليمية، وهي تفسح المجال للطلبة والمعلمين لإبراز مواهبهم وقدراتهم، وعرض مشروعاتهم في مختلف المجالات، أمام الزوار وأولياء الأمور.

المعرض ضم ابتكارات فاق عددها الـ 1500 مشروع، إضافة إلى عشرات الوسائل واللوحات التعليمية، إذ قدم الطلبة شرحاً عن ابتكاراتهم يظهر امتلاكهم المعرفة والمعلومات العلمية عما صنعوه, وتفسيرها بطريقة تفاعلية تجذب اهتمام الزائر، في قالب من الترغيب والتشويق لتعلم العلوم والاهتمام بالمواد الدراسية الأخرى.

أركان المعرض

وتضمن المعرض العديد من الأقسام التي جسدت مشاريع وأجهزة علمية ووسائل تعليمية وتطبيقات ومجسمات وابتكارات، نفذها وصنعها الطلبة بأيديهم، توزعت بشكل متناغم على أركان عدة هي: ركن المعرض العلمي، وينضوي تحته ركن مواد العلوم التي تمثل الجسم الرئيسي للمعرض، وتضم مشروعات مواد الفيزياء والكيمياء والأحياء والجيولوجيا والعلوم العامة.

وفي ركن الرياضيات وُجدت وسائل تعليمية ومجسمات، وضم ركن التربية الإسلامية وسائل أخرى ولوحات، وفي ركن اللغة العربية عُلقت لوحات جدارية ووسائل تعليمية عديدة، وكذلك ركن اللغة الإنجليزية والاجتماعيات والتربية الرياضية والكشافة, إضافة إلى ركن المشتل الزراعي التعليمي، وركن المنحل التعليمي, فيما شاركت مؤسسات المجتمع المحلي بأجنحة مختلفة في المعرض، وهي 10 جهات منها: الدفاع المدني والتمكين الاجتماعي والهلال الأحمر ومركز الإحسان الخيري وإدارة المرور والتراخيص بالشارقة ومواصلات الإمارات ومتحف الخط العربي.

ومدرسة الأمل للصم وغاز الإمارات ومراكز الأطفال والفتيات. الحضور من إدارات مدرسية وهيئات تدريسية وموجهي وموجهات مواد وطلبة مدارس المنطقة التعليمية، شددوا على أهمية المعارض العلمية كونها تُعرّف المعلمين والطلبة، وتزيد من خبراتهم العلمية في المجالات كافة، كما أكدوا أن أهم رسالة يجسدها المعرض هي أن الطالب مبدع ومفكر ويملك روح القيادة، الأمر الذي يؤكد نجاح الأساليب التعليمية التي تشجع الطلبة على البحث والتقصي.

بصمة واضحة

وأوضحت الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي، التي افتتحت فعاليات المعرض، أنه من الضروري تحرير العلوم من الغرف المغلقة سواء في المدارس أو الجامعات، وهذا ما يؤديه المعرض، إذ يعرض العلوم بطريقة تفاعلية شيقة، تثير لدى الطالب مجموعة من الأسئلة التي تدفعه إلى البحث والمعرفة.

وأضاف إبراهيم بركة مدير المدرسة، إن التركيز كان على الجانب التعليمي، باعتبار أن المشروعات المقدمة مرتبطة بمناهج محددة ومواضيع مقررة، لافتاً إلى أن المعرض يقدم 1500 مشروع دون ذكر المجسمات واللوحات والوسائل التعليمية الأخرى, وقد تم انتقاء 400 مشروع منها من مختلف المواد الدراسية توزعت على أركان المعرض.

 

أنشطة موازية

وذكر الدكتور خالد الدرباشي المشرف التربوي للمواد العلمية في المدرسة، أن الأنشطة التربوية أصبحت موازية للمنهاج التربوي وضرورة لا بد منها لكل من يعمل في الميدان التربوي، حتى صارت من سمات التربية في عصرنا الحاضر، ولقد راعى مخططو المناهج أهمية الأنشطة والمعارض التربوية في جميع حقول المعرفة، لأنها تمثل الوجه الحضاري للدول والشعوب، فهي تهتم بجميع جوانب النمو عند الطلبة عقلياً وجسدياً وعاطفياً ونفسياً.

وأشار عصام الرفاعي معلم الرياضيات ومشرف المشتل والمنحل الخاص بالمدرسة، إلى أهمية المعرض في تنمية ميول الطلبة، وإعطائهم المؤشر لاختيار تخصصهم في المستقبل، مثمناً دور إدارة المدرسة في إتاحة المجال لإجراء هذه الأنشطة، عن طريق تهيئة المختبرات العلمية فيها، وتأمين كافة الاحتياجات اللازمة. وأعرب محمد حامد معلم العلوم، عن فخره واعتزازه بنخبة الطلبة المشاركين.

وقال إن فكرة المعرض تنسجم مع رؤية واستراتيجية وزارة التربية والتعليم في إثراء المنهاج وربط الجانب النظري بالعملي دون أن يطغى أي منهما على الآخر.

مشاريع إبداعية

أثناء تجوالنا في أروقة المعرض العلمي، وجدنا مجسماً خاصاً بمشروع استخدامات الطاقة الشمسية، الذي حدثتنا عنه فداء المصري معلمة الفيزياء ومشرفة فريق العمل وهم: عبدالقادر حسن ومحمد عبدالرحمن ومحمد مؤمن وعامر عبد القادر, موضحة أنه يهدف إلى الاستفادة من طاقة الشمس عبر تخزينها في بطارية، وتحويلها إلى طاقة كهربائية.

وقال الطالب عبدالله عمر إن مشروعه «المصعد» أحد المشاريع الفائزة والمكرمة في المعرض، يوضح عملياً من خلال نموذج مصغر أنجزه، آلية عمل المصعد الكهربائي, فيما شرح الطالب طارق الشورى أنظمة عمل توفير الطاقة من خلال أجهزة تم تصنيعها من مواد أولية.

راديو الضوء

واستعرض الطالب محمد هادي مشروعه الفائز أيضاً بالمركز الأول، إذ قدم للجمهور الزائر نموذج راديو يشغل فيه الصوت مع الضوء, وقد اختارت لجنة التحكيم المؤلفة من هيئات تدريسية في جامعتي الشارقة والشارقة الأميركية أيضاً، مشروع دورة المياه في الطبيعة، كأبرز المشاريع الفائزة، وتتلخص فكرته كما يحدثنا صاحبها الطالب محمد نور ماهر، في تعريف المتفرج بشكل عملي عن كيفية تحول الماء إلى بخار وصعوده وتشكله وعودته على شكل أمطار وثلوج.

وقد أبدع في تطبيق ذلك عملياً من خلال مجسم متميز للمشروع أثنى عليه الكل.وحققت الطالبة فرح منير فوزاً باختيار مشروعها «الحقل المغناطيسي للأرض» المركز الثاني, فيما أشار عصام عبدالهادي معلم مادة الكيمياء، إلى مشروع طالبتين لديه، وقد فاز بالمركز الأول مشروع «الخلية الإلكترولايتية» للطالبة شيماء صلاح، والمركز الثاني للطالبة غدي خليل عن صناعة منظفات الزجاج.

Email