أمومة مدرسة.. عيد ميلاد عابر للقارات والأم تلفظ أنفاسها الأخيرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

التفاتة تقطر إنسانية ومبادرة تزخر بأنفاس الأمومة؛ تلك التي أوجدتها إدارة مدرسة الشارقة البريطانية عندما حققت للطالب أحمد أبو شيبس ابن العشرة أعوام أمنية .قد تبدو للبعض عادية في ظل ظروف طبيعية، إلا أنها كانت مختلفة بشتى تفاصيلها، ونحن نقف أمام حالة خاصة للطالب الذي احتفل بعيد ميلاده وحيداً بحكم ظروف مرض والدته التي سافرت إلى الولايات المتحدة الأميركية للعلاج من مرض السرطان.

أحمد الذي يعتصر الحزن قلبه؛ لم يكن يعلم أو يتوقع أن مديرة مدرسته شيخة ديماس التي تعاملت مع الموقف بحس أمومي عالٍ أنها وبمجرد أن تناهى إلى مسامعها ما يردده الطالب المفجوع حول سفر ومرض والدته التي كانت فعلياً تحتضر من ذلك المرض الخبيث، أعدت العدة وأخبرت المعلمات وزملائه ليفاجئوه بيوم قال إنه «لن ينسى».

شيخة ديماس مديرة المدرسة قالت: «اعتدت يومياً المرور بين الفصول وفي المناطق المخصصة للعب الطلاب، وبحكم العلاقة التي تربطني بأولياء الأمور فقد كنت متابعة لحالة أم أحمد الصحية وتدهورها وسفرها إلى الخارج بداعي العلاج، وتواصلت معها وهي ترقد على سرير الشفاء، وعندما سمعت من أصدقاء مقربين لأحمد عن رغبته في إقامة حفل عيد ميلاده بعد أن حرمته ظروف مرض والدته القاسية، قررت أن أكون أمه البديلة في هذا اليوم المنتظر في ذهن طفل، وأن أقف معه، وبالفعل تمكنا كإدارة مدرسة أن نوفر لأحمد حفلة رائعة تضج بالحيوية وبالمشاعر الإنسانية الصادقة والمعبرة».

وأضافت ديماس: «تواصلت مع ولية الأمر وأرسلت لها صور الحفل كما طلبت مني تلك الأم المريضة التي أصرت على متابعة ومعايشة فرحة ولدها بعيد ميلاده العاشر بينما هي كانت تصارع الموت فعلياً، وفي المساء وردني اتصال منها تشكرني فيه على الفرحة التي عادت وارتسمت على وجه أحمد وأغلقت الهاتف وهي تردد كلمات الشكر والامتنان، لأفاجأ في اليوم الثاني بخبر وفاتها بعد معاناة مريرة مع المرض الخبيث».

«أما أحمد الذي تلقى الخبر بصلابة وصبر ورغم صغر سنه، فهو يحظى برعاية واهتمام خاص من قبلنا جميعا، وأنا كما عاهدت والدته الراحلة سأظل بمثابة أمه، ولن أتركه وحيداً وسأبقى إلى جانب أسرة دائما»، كما تضيف مديرة المدرسة.

ذلك الطفل الذي انتزع فرحته البريئة بعيد ميلاده العاشر قبل أن يسرق موت والدته منه ملامح التفاؤل، يشعر بالامتنان الكبير لما فعلته إدارة المدرسة وأصدقائه الذين يحيطونه بالحب والاحترام، وبحسب ما يقول أحمد: «الحفل لم يكن يهمني كثيراً وما كنت أفتقده أحساس العائلة الدافئ وحضن الأم، وقد كنت أعاني طوال سفر والدتي، وافتقدتها كثيراً، واليوم فأنا أدعو الله أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يسكن روحها الجنة».

Email