الأجهزة الإلكترونية.. خطورة دائمة تحيط بحياتنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

بحسب الخبير البيئي الدكتور داود حسن كاظم، لا يخفى على أحد، الأهمية التي تحتلها الأجهزة الإلكترونية من حيز حياتنا، وفي مقدمتها الحاسوب بكل أنواعه؛ الثابت والمتنقل أو أجهزة الهاتف النقال الذكية والحديثة، التي غدت من المستلزمات الضرورية لكل إنسان حتى يكاد يفتقدها في كل لحظة، في أوقات العمل وأوقات الراحة، وفي كل مكان.

كما أن هذه الأجهزة أمست قولاً وفعلاً «خير جليس» متعالية على الموقع الذي لطالما احتله الكتاب لفترة طويلة جداً. واليوم أيضاً، أصبحت هذه الأجهزة المعين الأساسي في العملية التربوية والتعليمية، كما هي من الأسس الثابتة لمستقبل الطلبة، كما في رؤية الحكومة الرشيدة، في التحول من التعليم التقليدي إلى التعليم الإلكتروني.

 لكن؛ ما يتناساه أو ربما يجهله الكثيرون، هو التأثيرات البيئية لهذه الأجهزة، وهو ما نود أن نشرحه على شكل حقائق ونصائح، ولو في عجالة، لنضعها بين يدي أبنائنا الطلبة، وأخوتنا وأخواتنا العاملين في الحقل التعليمي، بقصد الإفادة.

أولى هذه التأثيرات البيئية السلبية، استخدام غالبية هذه الأجهزة لموجات المايكروويف (كتلك التي تستخدمها أجهزة المايكروويف لتسخين الطعام) يعني أن البيئة الداخلية تكون في الغالب ملوثة بكمٍ هائل من هذه الموجات إن لم تُتخذ الإجراءات التي يتم من خلالها التخلص من هذه الموجات، وذلك عن طريق تهوية البيئة الداخلية لمدة ساعة يومياً على الأقل.

كما أن استخدام هذه الأجهزة ولفترات طويلة، له أضرار صحية، فالحاسوب الثابت مثلاً يؤدي إلى أضرار كثيرة على العين إن لم يكن على مسافة كافية، تقلل أو لا تسبب أضراراً صحية خطيرة على العين، وهي نحو متر. كما أن الجلوس لفترات طويلة أمام الحاسوب له أضرار على العمود الفقري، وتأثيرات على التغذية لكون الشخص المستخدم يتجاوز المواعيد التي عليه تناول غذائه خلالها، أو قد يكون في عجالة لا تسمح له بتناول الطعام المغذي والصحي.

أما أجهزة الهاتف النقال، فقد أثبتت الأبحاث الطبية والعلمية أن للموجات فيها تأثيراً على دماغ الأشخاص الذين تطول فترة استخدامهم لهذه الأجهزة لساعات، والنتيجة قد تصل إلى حد الإصابة بالسرطان لا سمح الله. إلى جانب المخاطر التي قد تنجم عن الإرسال الكبير والسريع للرسائل النصية، حيث يؤدي ذلك إلى شد عصبي يؤثر على صحة الشخص بصورة عامة، وبالأخص على قوة الأعصاب.

وينعكس ذلك على باقي أجزاء الجسم مثل الكلى والمعدة والقلب.التأثير الآخر لهذه الأجهزة، وهو مهم جداً، هو التأثير البيئي، فقد تنوعت هذه الأجهزة وتعددت منتجاتها، وبعد أن كان تطوير هذه الأجهزة محصوراً لدى شركات معدودة، أمسى عدد الشركات بالعشرات، وبعد أن كان التطوير لأي جهاز سواء من ناحية أجزائه أو في برامجه أو تطبيقاته، كل منها يستغرق سنوات، أصبح اليوم أسابيع. فما يتم الإعلان عن نموذج جديد، إلا وتتنافس شركات أخرى على إنتاج آخر مشابه أو مختلف عنه بعض الشيء، مما يغري المستخدم ويسرع في قراره لاقتنائه.

السؤال هنا؛ كيف يتصرف الأفراد بالأجهزة القديمة، التي يراد التخلص منها؟.. هناك عدة طرق لذلك، منها التخلص من الهواتف والأجهزة الإلكترونية من خلال شركات متخصصة في التعامل مع النفايات الإلكترونية، إذ إن أجزاء من هذه الأجهزة لها خاصية وفيها مواد خطرة وسامة، ولابد من أن تخضع لضوابط النفايات الخطرة والسامة.

والتي أوردت تفاصيلها سواء في القانون الاتحادي رقم (24) لسنة 1999 الخاص بحماية البيئة وتنميتها وتعديلاته، أو من خلال الأوامر المحلية لبلدية كل إمارة من إمارات الدولة، والتي لا تذهب بعيداً عن ما ورد في القانون الاتحادي المذكور سابقاً، أو من خلال التبرع به أو خزنه في الدرج كونه يحتوي على بيانات لا يمكن نقلها أو التخلص منها.من هنا لا بد من إعارة هذا الموضوع الأهمية البالغة، والتوعية بمضار سوء التصرف أو الاستخدام للأجهزة الإلكترونية، حيث إن هناك تأثيرات صحية وأخلاقية وأمنية قد تهدد مستقبل الأفراد أو المجتمع.. ولهذا الموضوع بقية حتماً.

Email