الترجمة الإلكترونية.. هاجس الباحثين عن المعلومة عبر الإنترنت

ت + ت - الحجم الطبيعي

يواجه العالم على شبكة الإنترنت كماً هائلاً من النصوص والمعلومات، حتى بات التعامل معها يشكل هاجساً مخيفاً لكافة متصفحي الشبكة. فالمعلومات والصفحات التي يبلغ حجمها المليارات موزعة كما هو معروف على مئات اللغات، وبالتالي فهي تحتاج إلى ترجمة من وإلى، فالبرامج والمواقع الشهيرة التي بذلت الكثير من الجهود لتوفير هذه الخدمة، مازالت عاجزة عن السيطرة على الأوجه والاحتمالات المتفاوتة للصيغ اللغوية المختلفة.

 

 

قد نرصد في ذاكرة المعجم الحاسوبي كلمة «قطع»، ونضعها نظيراً للكلمة الإنجليزية cut ونغفل أن «قطع» قد تحتمل معاني أخرى مجردة، فتأتي بمعنى «أبرم» عندما نقول «قطعت عهداً» وتأتي بمعنى «سرق» في «قطع الطريق». فالذي يُترجم مادة مكتوبة أو مسموعة ترجمة فورية، يستطيع أن يتحكم في مسار الترجمة، فيميز بين المعاني الكثيرة المحتملة للحالة الواحدة، ويختار المعنى المناسب للسياق اللغوي، لكن المترجم الآلي المحوسَب لا يمكنه أن يدرك المقصود.

ورغم التطور الكبير الذي أحرزته الترجمة الإلكترونية منذ الخمسينات، إلا أن شأنها شأن غيرها من تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما زالت من أكبر التحديات في عالم التقنية، لما للغة البشرية من التعقيد، إذ لا يمكن للترجمة الآلية أن تضاهي المترجم البشري، لأن اللغة الطبيعية تحمل في طياتها ما لا نهاية له من معان واستعارات ومجازات وإشارات بلاغية وتعابير لغوية وتركيبات مرتبطة بالسياق، تتغير وتستحدث يومياً ويصعب على الكمبيوتر إحصاؤها مهما تمت تغذيته وتحديثه بالمعلومات.

 

كيفية الحصول على أدق ترجمة

لم تستطع أجهزة الكمبيوتر - إلى الآن - القيام بعملية الترجمة بنفس دقة البشر، لكن، للحصول على أدق ترجمة بقدر الإمكان من أي نظام للترجمة الآلية، اتبع الإرشادات التالية:

٪ .. استخدام قواعد التنسيق الصحيحة للنص، تساعد أنظمة الترجمة الآلية على فهم المعنى بشكل أدق. سعودي يبتكر «منصة» للترجمة

 

في محاولة لتعزيز المحتوى العربي على الإنترنت، بادر شاب سعودي إلى إنشاء منصة ترجمة إلكترونية من الإنجليزية إلى العربية، لغرض تسهيل مهمة ترجمة المقالات الأجنبية المدونة باللغة الإنجليزية وتحويلها إلى عملية بسيطة وممتعة للمستخدمين.ويعتبر موقع «ترانزويكيا» (Transwikia) من فئة المواقع التي تُنشأ من قبل المستخدمين، فالمحتوى المضاف بالكامل من الترجمات يأتي نتاج مجهود فردي يذيّل باسم صاحبه تحت كل فقرة تمت ترجمتها من المقالات.

ويعد أداة مناسبة لتسهيل مهمة الترجمة لمقالات الموسوعة الحرة الأضخم في فضاء الإنترنت «ويكيبيديا»، خصوصاً أنه يعتمد على ترجمة الجمل لا الكلمات.وذكر صاحب الموقع فهد الحازمي، وهو خريج هندسة البرمجيات من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أن فكرة الموقع الأساسية تقوم على ركنين؛ أولهما تقسيم الصفحات المراد ترجمتها إلى جمل متفرقة.

ومن ثم الترجمة التعاونية أي العمل التعاوني بشكل عام من خلال حشد المصادر وتعدد الآراء حول الترجمات. فالمحتوى من صنع المستخدمين. وبمجرد إضافة الصفحة يقوم الموقع تلقائياً بتقسيم الصفحة حسب الجمل، إذ تكون الترجمة جملة بجملة، وعليه يتم الدفع بجملة واحدة فقط في الصفحة كل مرة، وبعد حفظ نص ترجمة الجملة، يدفع الموقع بالجملة التالية، وهكذا إلى أن تتم ترجمة المقال بالكامل، مع ربط الكلمات آنياً بمجرد النقر عليها بقاموس إلكتروني لفهم سياق الكلمة أو معناها، من دون الحاجة لفتح إطار جديد أو استخدام مترجم آخر.

 

فوائد ومميزات الترجمة من «غوغل»

خدمة الترجمة الآلية من غوغل (Google Translation) وفرت الكثير من العناء وساعدت في ترجمة الكلمات والفقرات الكاملة، بل أيضاً الملفات وصفحات الإنترنت، من أي لغة وإلى أي لغة، ولكن أكثر ما يفيدنا نحن العرب هو الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى العربية والعكس، فعند ترجمة أي كلمة مفردة، تجد الكثير من المعاني المرادفة والمشابهة في الأسفل. وفي كل معنى مرادف هنالك صف من الكلمات الأجنبية الأخرى التي قد تكون أكثر ملاءمة.

Email