الألعاب الإلكترونية.. خطر وضرر بكبسة «ماوس»

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي يظن فيه الآباء والأمهات أن جلوس طفلهم أمام شاشة الكمبيوتر في هدوء، والاطمئنان إلى أنه يلعب games في أمان، تكون هناك العشرات من المشاعر السلبية التي تتولد في نفس الطفل جراء هذه الألعاب.

على الرغم من الدراسات والبحوث الكثيرة التي عكف عليها المختصون في جميع أرجاء العالم لبيان خطر هذه الألعاب، لا تزال الألعاب الإلكترونية تحظى بانتشار واسع بين فئة الأطفال والشباب وحتى الكبار. فالطلب على هذه النوعية من الألعاب في تزايد مستمر، حتى لا يكاد يخلو أي بيت منها.

وتحت رغبات الطفل وإصراره، يرضخ الأب والأم لتلبية ذلك، حتى أصبحت غرف الأطفال تعج بالألعاب، منها ما يعمل بالكهرباء، ومنها ما يعمل بالليزر أو الذبذبات. وللأسف، لا يدرك معظم أولياء الأمور مخاطر وتبعيات هذه الألعاب خصوصاً عندما يصاحب ذلك سوء استخدام من قبل الطفل؛ كما أن غياب الرقابة على محلات البيع أدى إلى وجود ألعاب لها آثار صحية وسلوكية سيئة على المستخدم.

وأثبتت الإحصاءات الصادرة عن بعض الجهات الدولية المتخصصة أن آثار هذه الألعاب على صحة وسلوك الطفل، تتوزع بين الإدمان على ممارستها، وبين الإصابات المختلفة لأعضاء الجسم، إلى غير ذلك من الآثار الأخرى على شخصية الطفل.

ويوماً بعد يوم، تتضاعف نداءات وتحذيرات المربين من مخاطر الألعاب الإلكترونية وتأثيرها المباشر على تصرفات الصغار، وقد أصبحت الألعاب الإلكترونية العنيفة شائعة ومنتشرة بين الأطفال والمراهقين، حتى باتت أمراً عادياً. وهذا الانتشار جعل خطرها يزداد لأنها تحث بطريقة غير مباشرة على العنف.

وذلك ناتج في معظم الأحيان عن الغياب التام للوالدين، وعدم متابعة الآباء لأبنائهم. ورغم كون هذه الألعاب خيالية وغير حقيقية، إلا أنه من السهل الخلط بين العالم الحقيقي والعالم الافتراضي للعبة، ويمكن للطفل أن يقوم بما يفعل أثناء اللعب بهذا النوع من الألعاب، دون أن يشعر بأنه خارج العالم الافتراضي، وهنا يكمن الخطر الحقيقي.

الدكتور محمد المهدي رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر وعضو مجلس إدارة الجمعية الإسلامية العالمية للطب النفسي، يرى أن الألعاب الالكترونية وأفلام الآكشن اختطفت الطفل من متعة الطبيعة والانطلاق والعفوية والإبداع الذاتي. فالطفل أصبح أسيراً للشاشة والوسائل التكنولوجية التي جعلته جالساً بلا حركة أو إبداع أو مشاركة اللعب مع غيره من الأطفال.

وكل هذا انتزع منه براءته، بالإضافة إلى أن هذه الوسائل اشتملت على محتوى وآفاق أوسع بكثير مما تحتمله التركيبة النفسية والمعرفية للطفل. والطبيعي أن التركيبة النفسية للطفل تستوعب أشياء معينة في مراحل بعينها، وعند عدم مراعاة ذلك ترتبك تركيبته النفسية.

 أداء مخ الصغار

كشفت دراسة أميركية أن المراهقين والأطفال الذين يمارسون ألعاب الفيديو العنيفة، يتعرضون لتأثيرات متفاوتة على أداء المخ، إذ يزيد النشاط في منطقة المخ التي تتحكم في الإثارة العاطفية.

وينخفض في الجزء التنفيذي الذي يرتبط بالتحكم والتركيز والسيطرة على الذات. وقد أجرى الدراسة قسم الأشعة في كلية الطب بجامعة «إنديانا» بالولايات المتحدة الأميركية. وفي هذا الإطار يقول أستاذ الأشعة فينسينت ماثيوز: إن ممارسة نوع معين من ألعاب الفيديو العنيفة، ربما يكون لها تأثيرات قصيرة المدى على أداء المخ، مقارنة بممارسة الألعاب المثيرة غير العنيفة.

 العدوانية

 أشارت دراسة أميركية إلى أن تعرض الأطفال المستمر لألعاب العنف والإثارة، مهما اختلفت ثقافتهم أو جنسهم أو أعمارهم، سيكسبهم صفات كالعدوانية والانتقام، محذرة من أن ألعاب الأطفال التي تحتوي على مشاهد عنف قد تؤثر على الأطفال، وتتسبب في زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والتشنجات العصبية واضطراب معدل التنفس، خاصة عند التعرض لتلك الألعاب ليلاً قبل النوم.

 تصنيف إسلامي

 أنشأ فريق عمل مكون من طلاب الماجستير، تخصص مناهج وطرق تدريس الحاسب، وعددهم سبعة طلاب بجامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية، موقعاً على الإنترنت، خاصاً بالتصنيف الإسلامي المقترح على غرار موقعي نظام تصنيف برمجيات الألعاب الإلكترونية الأميركي ESRB، والاتحاد الأوروبي PEGI، وهو على الرابط التالي: http://www.islamic-esr.com.

ويهدف هذا الموقع إلى تزويد أولياء الأمور والمربين وجمهور المستهلكين بمعلومات واضحة وموضوعية ذات صلة بالحد الأدنى للمرحلة العمرية المناسبة لممارسة لعبة إلكترونية ما، مع إعطاء وصف توضيحي مختصرٍ لمحتوى اللعبة، وذلك وفقاً للرؤية الإسلامية التي ينطلق منها نظام التصنيف، وأيضاً باستحداث رموز خاصة بالنظام، لتصنيف المحتوى والفئات العمرية.

004

 قدر خبراء في الفيديو والألعاب الإلكترونية في السعودية حجم إنفاق الطفل السعودي على ألعاب الترفيه الإلكتروني بنحو 400 دولار سنوياً، بما يوضح مدى انتشار هذه الألعاب التي بدأت آثارها تنعكس على سلوك الأطفال والطلبة في المدارس، حتى وصل الأمر إلى استخدام الأسلحة البيضاء في مشاجراتهم -كما تنقله الصحف- والتي تزامنت وزادت بشكل ملحوظ مع انتشار مادة العنف في هذه الألعاب. .

Email