تقنيات تحفز الصم والبكم وتنعش بصيرتهم بالتشويق والإثارة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قضية تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم وتوفير احتياجاتهم، تظل من التحديات الحضارية لدى الأمم والمجتمعات، باعتبارها من القضايا الإنسانية، نظراً لنسبة المعاقين المرتفعة على مستوى العالم.

أولئك الذين يعاني العديد منهم وخاصة في الدول النامية، عدم توفر الخدمات المطلوبة، خاصة في الجوانب التعليمية، إذ تفتقر أغلب المجتمعات إلى البيئة المناسبة لكي تتلقى هذه الفئة تعليماً فعالاً يناسب احتياجاتها، كالمصادر والوسائل التعليمية والأجهزة والمقررات الدراسية.

 

التطورات الأخيرة ساعدت في المجالين التربوي والتكنولوجي، على زيادة الاهتمام بتقديم برامج تتناسب مع قدرات الطلبة المعاقين، وأضحى الكمبيوتر وسيلة مهمة للتغلب على العقبات التي كانت تحول دون استقلاليتهم. وقد أثبتت الدراسات أن استخدام التقنيات في حياة الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، له العديد من الفوائد التي تعود عليهم، سواء من الناحية النفسية أو الأكاديمية أو الاجتماعية أو الاقتصادية.

والصم والبكم من الفئات التي استفادت كثيراً من هذه التقنيات، نظراً لتميزها بعناصر التشويق والإثارة والتحفيز على التعلم، خاصة وأن الطالب الأصم يعتمد ويركز على البصر أكثر من باقي الحواس.

كما أنه يساعد على نقل بعض الظواهر الحقيقية للطلبة الصم الذين يعتمدون على حاسة البصر أكثر، وخاصة الظواهر التي يصعب مشاهدتها لبعدها المكاني أو لندرة حدوثها في بيئتهم. فبظهور التقنية الحديثة ظهرت الكثير من البرامج والأجهزة التي تسهل على المعاق سمعياً التعلم وتوصل إليه المعلومة بشكل أكثر سهولة وأكثر قبولاً.

 

1970

 

 

 

أشارت الدراسات التربوية إلى أن أول استخدام للحاسوب في مجال التربية والتعليم لذوي الإعاقة السمعية كان عام 1970 من قبل المكتب التربوي الأميركي، إذ أنشأ قسم للدراسات بجامعة «ستانفورد»، وأظهرت الدراسات زيادة مهارات الطلبة ذوي الإعاقة السمعية، كما أكدت أهمية إتقان المعلمين والاختصاصيين في علاج عيوب النطق باستخدام الحاسوب وبعض البرامج في مساعدة وتسهيل التواصل بين الطلبة الصم والمعلم.

 

 

تحويل الإشارات

 

طور علماء بريطانيون برنامجاً جديداً للكمبيوتر، قادراً على قراءة إشارات الصم والبكم وتحويلها إلى نص مكتوب، ويمكن الأشخاص العاديين من قراءته بسهولة. وذكر باحثون في المعلوماتية من جامعة «أبردين» الاسكتلندية أن هذه التقنية تسمى بالمترجم المحمول للغة الإشارة، ويمكن تحميله على أجهزة الكمبيوتر العادية والمحمولة واللوحية، إذ يجري تطوير البرنامج ليمكن تشغيله أيضاً في الهواتف الذكية.

وقال أحد المشاركين في تطوير هذه التكنولوجيا وهو الدكتور أرنيستو كومبتنغيلو: إن التقنية تعمل عبر استخدام لغة الإشارة أمام الكاميرا المثبتة على جهاز الكمبيوتر، ليبدأ النص المكتوب بالظهور على الشاشة مباشرة، مما يجعل الاتصال لدى الصم والبكم مع الأشخاص العاديين أمراً بسيطاً وسريعاً. وأضاف إنه بإمكان أي مستخدم لهذا البرنامج، تطوير وتحديث قاموسه الشخصي، بإعطاء دلالات خاصة لإشارات معينة، ليتمكن الناس من فهمها بالطريقة التي يريدونها.

 

 

 

هواتف الصم

 

كشف المعهد الأميركي للغة الإشارات التابع للمعهد القومي لتقنية مساعدة الصم وشركة «سورينسون كوميونيكيشنس» للتقنيات، عن منتج جديد يبشّر بمستقبل أفضل للصم والبكم في التواصل عبر أجهزة الجوال.

ويعتمد المنتج على نظامي «نتوش بي سي»، و«نتوش موبايل»، اللذين يحولان أجهزة الكمبيوتر المحمول والهواتف الجوالة إلى هواتف فيديو بتقنية «فيديو ريلاي سيرفيس» التي تستخدم اليوم من قبل الصم لإجراء المكالمات.

ويتيح البرنامج للرجل الأصم أن يجري مكالمات، مستخدماً هاتف فيديو يدعى «في بي 200»، الذي يستقر في أعلى جهاز التلفاز، بحيث يظهر المترجم على شاشة التلفاز ليتكلم بالإنجليزية إلى جماعة تستمع إليه، وينقل إجابتهم عبر لغة الإشارات إلى الشخص الأصم. ومن خصائصه أنه يحول الهاتف الجوال إلى هاتف فيديو بخاصيات مثل «ساين مايل» وe.119 وتتيح هذه الخاصيات أيضاً للمستخدمين توفير نوع من الارتجاج الخاص مع وميض ضوئي بأنماط مختلفة حسب هوية كل متصل.

 

 

«سير سيد»

 

بعد جهد متواصل استمر مدة خمس سنوات، تمكنت مؤسسة «سير سيد» للصم والبكم في باكستان عام 2006 من إصدار كتاب بلغة الإشارة لتعليم الصم والبكم علوم الكمبيوتر، شكل بارقة أمل لآلاف المعاقين من اقتحام علوم الحاسب الآلي ودخول مجالات عمله المتنوعة من جهة أخرى.مؤسسة «سير سيد» للصم والبكم، هي مؤسسة خاصة متخصصة في رعاية هذه الفئة الخاصة من أبناء المجتمع، تعمل على رعايتهم ومد جسور التواصل الحقيقية مع مجتمعهم عبر تزويدهم ببعض المهارات الفنية التي تجعل منهم أشخاصاً مطلوبين في سوق العمل، حتى لا يبقوا في عزلة مميتة تضاعف من معاناتهم.

تم إعداد الكتاب بالتعاون بين خبراء في الحاسب الآلي وعدد من المترجمين بلغة الإشارة، إضافة إلى مشاركة مجموعة من معاقي الصم والبكم في تحديد أنواع الإشارات المناسبة لكل حركة وخطوة في تعليم بعض برامج الحاسب الآلي. والمعلومات الأساسية الواردة في الكتاب تكفي لتمكين المعاق من الوقوف على أسس استخدام الحاسب الآلي وبعض برامجه الحيوية .

Email