«لوحة عربية» تحل مشكلات تعليم الرياضيات للمكفوفين

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

شهد معرض الخليج لمستلزمات وحلول التعليم الذي نظمته وزارة التربية مؤخراً، عرض الشركات والمؤسسات المتخصصة وأجنحة المؤسسات التعليمية الخليجية، العديد من الأجهزة والوسائل التعليمية التكنولوجية الحديثة في مجال التعليم والوسائل السمعية والبصرية وكيفية الاختيار والاستخدام الأمثل لها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جناح المملكة العربية السعودية، كان قد حظي بنسبة زيارة عالية من قبل المهتمين الذين حرصوا على الاطلاع على البرامج والمشاريع التي تنفذها المملكة في الميدان التربوي، وقد لفت انتباه الزوار لوحة صفراء اللون ذات مكعبات صغيرة تقف أمامها إحدى المعلمات، تشرح مزاياها ودواعي استعمالها، وبالتقرب منها اكتشفنا أنها لوحة عربية لتعليم الرياضيات للمكفوفين ابتكرتها معلمتا تربية خاصة بمعهد النور للبنات، استغرقتا عامين لتصميمها وتصنيعها، مروراً بعدة مراحل تم خلالها دراسة جدوى اللوحة، ومعالجة سلبيات اللوحات الشبيهة بمميزات وخصائص عالية الجودة.

 

حل لمعاناة المكفوفين

أمينة الزهراني إحدى المبتكرات، أكدت أن اللوحة هي نتاج تعاون بينها وبين زميلتها سوزان عطا، والمهندس عماد رفاعي، وأطلق عليها «اللوحة العربية للمكفوفين»، وجاء اختراعها من منطلق تعايشهما لواقع تعلم المكفوفين، الذين على الرغم من العديد من الانجازات التي حقوقها بفضل قدرتهم المتميزة على التعلم من خلال حواس أخرى غير البصر، إلا أن هناك عدداً من المشكلات التي تعيق تعلمهم نظراً لتسارع مستجدات وسائل التعليم والتعلم.

وحول هذه اللوحة والدواعي التي دعتهما لابتكار هذه اللوحة، أوضحت الزهراني أنه بحكم تدريسهما مادة الرياضيات والمواد الأخرى في مجال المكفوفين، وبفعل معايشة المعاناة بين الطالب والمعلم عند استخدام اللوحة الفرنسية التي قدمت جوانب إيجابية، فقد كانت هناك أيضاً ملاحظات تحدّ من فاعلية استخدامها، أهمها عدم مرونتها من حيث:

(حجمها، ووزِنها، وتخزينها، وفقدان مكعباتها، وتكلفتها)، وعدم توافق أرقامها ورموزها مع الكتاب المدرسي ولغة «برايل»؛ ما يشكل عبئاً دراسياً على الطالب في حفظ أكثر من رمز بين الكتاب واللوحة الفرنسية وآلة كتابة «برايل».

وتعرّض المكعبات للحركة بعد وضعها في اللوحة عند الشروع في حل المسألة، في حال تحرّك الطالب أو تنقّله بين الكتاب واللوحة، مما يتسبب في فقدانها أو تغير اتجاه المكعب فتتغير المسألة إلى أخرى، وذلك يتسبب في عرقلة العملية التعليمية، ناهيك عن التكلفة المستمرة على مدار سنوات الدراسة لاستبدال المكعبات التي فقدت وارتفاع أسعارها.

 

الوقت والجهد والمال

وعن خصائص اللوحة العربية المبتكرة، أشارت أمينة الزهراني إلى أن اللوحة تختزل الكثير من الوقت والمال والجهد، المتمثّل في صناعتها من البلاستيك الجيد، مما يضيف إليها أماناً في الاستخدام ووزناً أخف من السابق، والمرونة في استخدامها، وتوافق رموزها مع الكتاب المدرسي وآلة كتابة «برايل» مما يخفف العبء على الطالب الذي كان يحتم عليه حفظ رموز عدة، والتحكم في المكعبات أثناء حل المسألة.

وعدم تحرك المكعبات من أماكنها، إلا بإجراء الطالب والمحافظة على اللوحة والمكعبات معاً، حيث أصبحت المكعبات جزءاً غير منفصل عن اللوحة، وبذلك يسهل تخزينهما وحفظهما معاً في مكان ملائم وأصغر مما سبق، والمحافظة على المكعبات دون تبعثرها أو فقدانها مما يخفف العبء المادي في تكلفة التعويض وإيجاد البديل، واختزال وقت الطالب ومعلمه في حل المسائل الحسابية.

وعدم هدر الجهد والوقت، وقابلية استخدام اللوحة لأغراض دراسية متعددة في حال تطويرها وتعديلها لتخدم مواد اللغة العربية والإنجليزية والكيمياء والمواد الدراسية الأخرى، وأيضاً قابلية استخدام اللوحة كبديل عن صندوق «برايل» في حال تعديلها الذي يعتمد على المسامير التي تؤثر في حاسة اللمس، وهي الحاسة التي يقوم عليها تعليم المكفوفين.

وعن مدى اختلاف اللوحة الجديدة عن اللوحات الأخرى توضح الزهراني، أن هناك لوحات وطرائق أخرى غير اللوحة الفرنسية والمستخدمة بالمملكة العربية السعودية، كلوحة (تيلر) وهي لوحة تتمتع بثبات أكثر من اللوحة الفرنسية، إلا إن لها العيوب سابقة الذكر ذاتها الموجودة في اللوحة الفرنسية، وهنالك أيضا العداد الأميركي، رغم تكلفته البسيطة.

وهو ليس معرضاً للضياع كـ (الفرنسية) و(تيلر)، لكنه كأي عداد لا يعتبر طريقة للكتابة، بل هو طريقة تستخدم في العمليات الحسابية من ضرب وطرح وغيرها، ومن عيوبه أيضاً إذا ترك الكفيف المسألة ولو للحظة، فلن يستطيع الرجوع إليها مرة أخرى، وسوف يضطر بالتالي لإعادة حلها مرة أخرى.

Email