خبراء يرونها وسيلة مثالية لتحقيق متطلبات التطور التقني

المدرسة الذكية.. شكل جديد لنظام تعليمي يساير الواقع

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد التطور الكبير الذي شهده العالم في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة، أصبح من الطبيعي أن تبدأ المؤسسات التربوية، الحريصة على تطوير نفسها، في الأخذ بأسباب تقنيات التعليم الإلكتروني.. وفي الآونة الأخيرة، ظهر شكل جديد للمدرسة، فهي وإن اختلفت المسميات بين المدرسة الذكية، ومدرسة المستقبل، والمدرسة الإلكترونية، لكنها تعتمد على التقنيات التربوية المتطورة، وتكنولوجيا المعلومات الحديثة.

تربويون اعتبروا أن المدرسة الذكية أصبحت الوسيلة المثالية التي تفي بمتطلبات التطور التقني، لما لها من قدرة كبيرة على إيجاد مجتمع متكامل ومتجانس يجمع أطراف العملية التربوية التعليمية (الطلبة وأولياء الأمور، والمعلمون، والمدرسة)، ليكونوا شركاء في تطوير التعليم، إذ تستطيع المدرسة الذكية، الجمع أيضاً بين المدارس بعضها ببعض، ارتكازاً على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بهدف تحديث العملية التعليمية ووسائل الشرح والأساليب التربوية، وبالتالي تخريج أجيال أكثر مهارة واحترافية.

 

مزايا المشروع

ويعكس مشروع المدرسة الذكية، مزايا عدة، منها: تقديم وسائل تعليم أفضل وطرق تدريس أكثر تقدماً، وتطوير مهارات وفكر الطلبة من خلال البحث عن المعلومة واستدعائها باستخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والإنترنت في أي مجال أو مادة تعليمية، كما ويُمكن من خلال المدرسة الذكية، تقديم دراسات وأنشطة جديدة مثل تصميم مواقع الإنترنت والغرافيك والبرمجة لكافة مستويات التعليم، مع إمكانية التواصل السريع والمباشر مع أولياء الأمور، والمعلمين والحصول منهم على التقارير الدراسية، والدرجات، والتقديرات، والشهادات،.

وذلك من خلال الإنترنت أو أجهزة الحاسوب المتوفرة لهذا الغرض. وتساعد المدرسة الذكية على تطوير فكر ومهارات المعلم، وأسلوب شرحه للمادة، بما يجعل الدرس أكثر فاعلية وإثارة لملكات الفهم والإبداع لدى الطلبة، فضلاً عن إقامة اتصال دائم بين مختلف المدارس، لتبادل المعلومات والأبحاث، ودعم روح المنافسة العلمية والثقافية لدى الطلبة، مع إمكانية توفير مسابقات علمية وثقافية باستخدام الإنترنت، وبما يدعم سهولة تدفق المعلومات بين كافة أطراف العملية التعليمية، وتحسين الاتصال ودعم التفاعل بينهم.

 

الاتصال والتواصل

ويضمن المشروع، إمكانية الاتصال والتواصل المستمر مع العالم، من خلال شبكة الإنترنت بالمدارس، ويتيح سهولة وسرعة الإطلاع على المعلومات والأبحاث والأخبار الجديدة المتاحة، فضلاً عن كفاءة الاستخدام الأمثل للتقنيات التربوية في خدمة العملية التعليمية.ويسعى المشروع، ضمن أهدافه، إلى تطوير المنشأة التعليمية.

وإرساء قاعدة التطوير المستمر للمناهج التعليمية، وتطوير فكر ومهارات المعلم، وبالتالي تطوير مهارات الطلبة في كيفية استقطاب المعلومات واستخدامها، وتأمين التواصل والتعاون المستمر بين أولياء أمور الطلبة والمؤسسات التعليمية.

 

التقنيات والمناهج

ولكي تنتقل المدرسة العادية من شكلها التقليدي، وتنضم إلى مشروع المدرسة الذكية، لابد أولاً من تحويل العملية التعليمية، إلى عملية ترتكز على تعليم الكمبيوتر وما يتعلق به، مثل تطبيقات الكمبيوتر والإنترنت، في المدارس بالمستويات التعليمية المختلفة.

كما يجب أن يشمل التطور، تطبيق التعليم المبني على استخدام الكمبيوتر، لكافة المستويات التعليمية، مع الاستفادة من التطورات الحديثة في تقنية الكمبيوتر كوسيلة لتحسين العملية التعليمية لمختلف المواد الدراسية، مثل: الرياضيات، والعلوم، واللغة الإنجليزية، مع التركيز على تنمية القدرات الابتكارية للمعلم والطالب، والتي تعاني نظمنا التعليمية من وأدها، بمناهج الحفظ والاستظهار التقليدية.

 

أطراف مترابطة

ولا يقتصر مشروع المدرسة الذكية على تزويد المدارس بما تحتاجه من أجهزة الكمبيوتر وملحقاته ليعتاد الطلبة على استخدامها، فمن الواجب أن يواكب ذلك تطوير في المناهج، وإبداع في الوسائل والبرامج التعليمية في صورة، أسطوانات ليزر أو مواقع ويب أو مزيج منهما، وتزويد المعلمين ببرامج تدريبية في التكنولوجيا والتعليم.

وأساليب الشرح الحديثة، بما يدعم انتشار تكنولوجيا المعلومات وتوظيفها بشكل سليم في تطوير منظومة التعليم ككل ونجاح مفهوم المدرسة الذكية. وتأتي خطوات إنشاء الشبكات اللازمة، لربط الأنظمة الداخلية للمدارس المختلفة والربط بين المدرسة والمعلمين والآباء والطلبة والمجتمع، بالإضافة إلى ربط المدرسة والجهات الإشرافية الأخرى، لتدعيم ترابط أطراف العملية التعليمية وتعاونهم الناجح، فضلاً عن الاستفادة من موارد الكمبيوتر المتاحة في المدارس الذكية لخدمات المجتمع في ساعات ما بعد الدراسة، ما يجعل المدرسة مجتمعاً تقنياً متكاملاً لخدمة المجتمع.

Email