«الخدمة الوطنية».. أبناؤنا سلاح المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

حينما صدر قانون الخدمة الوطنية والاحتياطية الاتحادي، أثلج الخبر قلوب الكثير من أولياء الأمور، لحسهم الوطني والتربوي بأن القانون سيساهم في تأهيل الأبناء نفسياً وبدنياً واجتماعياً، والأهم تفعيل جانب الانتماء للوطن، باعتباره منهاجاً يغرس الكثير من القيم والأسس والمبادئ التي يحتاجها الطلبة..

فضلاً عن كونه فرصة لرد بعض الجميل إلى الوطن، لاسيما وأنه يأتي تأكيداً لما ورد في دستور الدولة، بأن الدفاع عن الاتحاد فرض مقدس على كل مواطن، وأداء الخدمة العسكرية شرف للمواطنين ينظّمه القانون. ويعد برنامج «البيارق» للتربية العسكرية، بمثابة الخطوة الأولى التمهيدية للطلبة، للالتحاق بنظام الخدمة الوطنية، ومدهم بالحافز والدافع للولوج إلى السلك العسكري.

 في هذا السياق، قال علي مال الله مدير مدرسة الصفا للتعليم الثانوي، إن الطلبة عاشوا الأجواء العسكرية بعد التحاقهم ببرنامج «البيارق» للتربية العسكرية، وقد تعلموا الكثير من المفاهيم العسكرية مثل عملية فك وتركيب السلاح، والعلوم الشرطية والمهارات الحياتية، إلى جانب قدرة البرامج التربوية في معالجة الكثير من السلوكيات لدى الطلبة، مشيراً إلى أن نسبة غياب الطلبة وحالات التأخير الصباحي انخفضت كثيراً، وبدا واضحاً انعدام مثل هذه الحالات أثناء ارتداء الطلاب الزي العسكري.

وأضاف إن نحو 80% من الطلبة الملتحقين ببرنامج البيارق في المدرسة، عبروا عن رغبتهم الشديدة في تعلم أساليب الحياة العسكرية، بدليل تفوق حب المدرب العسكري على المعلم لدى كثير من الطلبة، ويتضح ذلك من خلال مبادرة معظم الفصول الدراسية في المدرسة لتكريم المشرف على التدريبات العسكرية، تقديراً له ولدوره في تعليمهم أحد أهم المناهج التي يرغبون في الاستمرار فيها.

وأوضح مال الله أن نظرة الطالب إلى البرنامج العسكري في السابق، كانت ضبابية ظناً منه بأن العسكرية تركز على التمارين الشاقة والجري وحسب، لكن الواقع اختلف في ما بعد نتيجة تنوع التمارين واختلاف الأنشطة المدرجة ضمن برنامج البيارق، لافتاً إلى أن حصة الرياضة استبدلت بحصة التربية العسكرية، وقد أبدى الطلبة تخوفهم من فقدان بعض أنواع الرياضات، لكن اشتمال التربية العسكرية على برامج متنوعة، وتوفير مجموعة من الأنشطة الرياضية مثل دورة كرة القدم وخلافها، بدد المخاوف وجعلهم أكثر حماساً للبقاء في ظلال التربية العسكرية.

وأشار عبدالله محمد مدير مدرسة معاذ بن جبل للتعليم الثانوي، إلى أن الخدمة الوطنية تعد منهاجاً متكاملاً في شؤون الحياة تخدم الطالب بعد التخرج من المدرسة، وتعزز قدراته الذاتية ومهاراته الشخصية، وتنمي لديه صفات القيادة وروح العمل الجماعي والانضباط، وغيرها الكثير من المفاهيم التي يحتاجها الطالب، مفيداً بأن الطلبة تنتابهم الرغبة من الداخل في نيل المعرفة وتعلم تفاصيل أعمق عن العمل الشرطي والعسكري.

ولفت إلى أن الشباب في الدول الأخرى يعتبرون الخدمة الوطنية أو التجنيد بعد الدراسة فرضاً عليهم، وتجدهم يحاولون التملص والهرب من هذا الالتزام بطرق وأساليب مختلفة، بينما طلبتنا في دولة الإمارات يشعرون بأن الخدمة الوطنية واجب وضرورة يتمناها كل فرد، وقد أبدى الكثير من الطلبة استعدادهم لتلبية نداء الوطن وفقاً لأصداء المشروع الوطني التي رصدناها في المدرسة.

Email