معاناة المعلمين.. إنهاء المقرر واستيعاب الطلاب والاستعداد للسفر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبدو مهمة الأيام الأخيرة عند المعلمين شاقة إلى أبعد الحدود، بالنظر إلى كم المتطلبات المنتظرة منهم في جوانب تربوية وأكاديمية كثيرة، خاصة وأن الأمر مرتبط بالتعامل مع الطلاب المراهقين في أيام لا تبدو مثالية من حيث الانضباط، ناهيك عن التزام المعلم تجاه أسرته ودواعي السفر ومتطلباته المعنوية، والمادية بدرجة أكبر.

المعلمون أجمعوا أن الأمانة المهنية تفرض عليهم نسقاً يومياً من المعاناة، وهم في سباق مع الزمن لإنجاز المطلوب منهم، كما يقول رائد كُلّاب معلم في المدارس الأهلية الخيرية في دبي، مضيفاً إن الفصول الدراسية الثلاثة أفرزت ضغوطاً كبيرة على المعلمين بدرجة خاصة، لكونهم مطالبين بإنهاء المنهج المقرر بصورة متوازنة ودون الوقوع في محطة إلحاق الضرر بالمستوى التحصيلي للطلبة، خاصة في المرحلة الثانوية.

 مواساة نفسية

وأكد أن المعلمين في هذه الفترة من الزمن، يعيشون واقعاً لا يحسدون عليه، فهم ملتزمون بأداء واجبهم التدريسي والتربوي حتى اليوم الأخير من العام الدراسي.

وفي الوقت نفسه تجدهم منشغلين بحجوزات الطيران وأسعار التذاكر التي أمست عبئاً إضافياً ملقى على كاهل المعلم «العاجز» عن الإيفاء بمتطلبات أسرته المادية، أو على الأقل السفر سنوياً إلى بلده، نظراً لارتفاع التكاليف والمصروفات، وتلك مصادر ضغط إضافية يعانيها المعلم، ولا بد أن تؤخذ بعين الحسبان، على الأقل في جانب المواساة النفسية من إدارة المدرسة.

وتطرق كُلاب إلى جزئية ثانية تربك خط سير المعلم في الأيام الأخيرة، تتعلق بالطلاب الذين يمضون أياماً أخيرة مفعمة بالملل والضجر، فتنعكس انفعالاتهم على المعلمين الذين عليهم أن يكونوا أكثر التزاماً وتحكماً بأنفسهم في هذه الفترة المصيرية من العام الدراسي.

 أجواء مصارحة

أما نبيل اللبابيدي مشرف إداري في المدرسة نفسها، فأضاف إن الأيام الأخيرة غالباً ما تكشف عن أجواء من المصارحة والمصالحة لدى المعلم مع ذاته، وبين المعلمين والطلبة أنفسهم، لافتاً إلى أن الجهد الختامي للمعلمين يتركز في إنهاء المنهاج ورصد الدرجات وتصحيح الامتحانات، والاستعداد للسفر في خطوة أخيرة تحين في رمضان.

وقال اللبابيدي إن نهاية العام تختلف تماماً عن نهاية الفصل الدراسي، فالمعلمون في هذه الأثناء يبدون في هيئة صعبة من حيث المعاناة والإرهاق، لأنهم يسارعون الوقت لإنجاز متطلبات كثيرة في كل الاتجاهات، لذلك وجب على الجميع إدراك مهامه والتزاماته في حدود منطقية، حتى لا يجد أحد نفسه أمام مهام مضاعفة ومربكة.

شد وانفعال

إبراهيم أبو زيد مدير المدرسة التأسيسية في المدارس الأهلية الخيرية، تحدث عن حالة إشباع دراسي وصل إليها الطلاب في هذه الأيام تحديداً، تتزامن مع قرب الامتحانات في ظل أجواء مرهقة بفعل حرارة الجو. وأوضح أن الطلبة يعيشون واقعاً لا يخلو من الشد والانفعال، وهم معذورون نسبياً، والدور الأهم هنا، يؤديه المعلم الذي عليه أن يتعاطى مع الموقف بمرونة ورحابة صدر تبقيه في حالة تقبل مستمرة للطلبة، وإن بدا بعضهم مزعجاً، لأن الالتزام يكون دائماً مرهقاً في الأمتار الأخيرة القريبة من نهاية السباق.

Email