مدرسة العذبة وأمهات الطالبات.. تجربة تستحق الذكر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجارب المدارس في هذا المجال مختلفة ومتباينة، وأفكارها استثنائية وجميلة، ذلك ما تجلى لنا من تجربة مدرسة العذبة للتعليم الأساسي، التي كان لها السبق في تأهيل أولياء الأمور وصقل خبراتهم، بما يأتي بالإيجاب على العملية التعليمية، وذلك من خلال مشروع «أمي بك أرتقي».

 مشروع مدرسي

في هذا المشروع أو المبادرة النوعية، حرصت مدرسة العذبة على إشراك أمهات الطالبات في صلب العمل التربوي، الذي تؤديه، وإيماناً منها بتطوير ثقافة الأسرة، بادرت إلى تنظيم دورات وورش تدريبية في مجالات عدة، منها الحاسب الآلي وتطبيقاته ومواقع التواصل الاجتماعي، للتسهيل على الأم في مذاكرة دورس أبنائها، وتلبية احتياجاتهم المتعلقة بالكمبيوتر وبرامجه المختلفة..

إضافة إلى تدريب الأم على أساليب خاصة لمتابعة أبنائها، ومنعهم من دخول بعض المواقع المحظورة. وإلى جانب ذلك نظمت المدرسة للأمهات دورات في الطبخ والخياطة والسباحة والرسم والحناء والتصميم، ودورات في علم النفس والتربية والصحة، وتلاوة وحفظ القرآن الكريم، ودورات في اللغة العربية والإنجليزية، وإعداد الوسائل التعلمية، لمساعدة الأم على الوقوف إلى جانب احتياجات أبنائها الدراسية.

 إفراط سلبي

فاطمة الجزيري اختصاصية اجتماعية ومشرفة مشروع مدرسة العذبة التربوي، قالت، إن الارتقاء بالمستوى المعرفي والثقافي للأسرة، يفضي إلى مستوى أفضل الطلبة، فمن ثقافة الأسرة ينهض الأبناء، ليخطّوا طريقهم إلى التميز، لافتة إلى العديد من الأمهات غير العاملات، اللواتي يرغبن في تميز أبنائهن، ويربطن رغبتهن تلك في الإفراط بتلبية الاحتياجات الدراسية من دون رقابة أو حتى دراية في سلبيات هذا النهج، التي يستغلها بعض الأبناء في سلوكات وممارسات، تتعارض مع أصول العملية التعليمية.

وأضافت، إن الدورات التي تقدم للأمهات من شأنها أن ترتقي بالمجتمع ككل، وتزيد من وعيه وثقافته، وتحافظ على الروابط الأسرية وصلابتها، فهي تمدهن بأساسيات، قد تجهلها نساء كثر، التي تتعلق بواجباتهن تجاه أبنائهن أو بيوتهن، مؤكدة أن أصداء المشروع استقطبت الكثير من الأمهات اللواتي قدمن بأعداد فاقت التوقعات، لاكتساب معارف وخبرات جديدة.

 أوقات الفراغ

أما خديجة حبش رئيسة مجلس الأمهات في المدرسة، فأوضحت أن الفكرة جاءت بعد العديد من الدراسات والمقترحات، التي تمت مناقشتها مع إدارة المدرسة، خصوصاً بعد تدني مستوى بعض الطالبات لعدم تمكن أمهاتهن من فهم متطلباتهن التعليمية، وانطلاقاً من ذلك ارتكزت الدورات على تأهيل الأمهات، لرفع كفاءتهن في المهارات الحياتية والاجتماعية، واستثمار أوقات فراغهن، بهدف تطوير الأسرة لمواكبة مستقبل التعليم، وتعميق مفهوم الشراكة بين المدرسة والمجتمع، من خلال توفير بيئة جاذبة للأسرة في المدرسة، لتعميق مفهوم الشراكة واستغلال كثرة ربات البيوت في المنطقة..

ووجود وقت فراغ كافٍ لمواكبة طموح النهوض بواقع الأسرة.وفي السياق ذاته، أشارت موزة علي، إحدى الأمهات المشاركات في الدورات التدريبية في مدرسة العذبة، إلى أنها حققت فوائد كثيرة منذ التحاقها بالدورات التدريبية، إذ سهل عليها ذلك البرنامج التدريبي، العديد من المهام، وأزاح عن صدرها أثقال المسؤوليات الملقاة على عاتقها، فأصبحت أكثر تفهماً للعملية التعلمية ولاحتياجات الأبناء، لافتة إلى أن البرامج التي وضعتها المدرسة لاستقطاب الأمهات تسهم في ترميم العلاقة بين الأم والمدرسة، وبين الابن والمدرسة من جهة أخرى، فتفوق الأبناء لا يأتي من دون إدراك ما يختلج قلوبهم، وإلمام الأسرة حياتياً وثقافتها مجتمعياً ومعرفياً، يحمي الأبناء من السلبيات، التي قد تواجههم وتؤثر في حياتهم.

Email