للرياضة أبواب متعددة تفضي إلى تنشئة الأجيال كما ينبغي

ت + ت - الحجم الطبيعي

سلام محمد الخطاط اختصاصي برامج رياضية بإدارة التربية الرياضية، يتطرق إلى دراسة أعدها مؤخراً عن أثر التربية البدنية في الحد من المشكلات والسلوكيات الدخيلة على مجتمعنا، وذلك بهدف تحديد واقع المشكلات ومستواها في المدارس الثانوية (بنين وبنات). وكشفت الدراسة عن الآثار الإيجابية الواسعة لمنظومة التربية الرياضية التي تنفذها الوزارة في المدارس، إذ انخفض مستوى السلوكيات الغريبة في المجتمع المدرسي، وتدنت الظواهر الدخيلة علينا، إثر اتساع رقعة ممارسة الرياضة، واهتمام الطلبة بمختلف الأنشطة والمسابقات المتصلة بالرياضة.

 تنمية المواهب

الأمر لا يقتصر فقط على تنمية قدرات ومواهب الطلبة رياضياً، أو حمايتهم من السلوكيات الغريبة، فقضية الرياضة المدرسية ترتبط بجوانب أخرى بالغة الأهمية، كلياقة الطلبة وصحتهم وحياتهم. وهو ما تشير إليه عائشة الصيري مديرة إدارة التغذية والصحة المدرسية، إذ قالت: إن النشاط البدني له دور كبير ومهم في محاربة الأمراض لدى طلبة المدارس، فالمحافظة على الوزن الطبيعي وقاية للطالب في مرحلة الطفولة وحتى في مراحل عمره المقبلة، فلابد من تعزيز أهمية حصة الرياضة المدرسية لدى الطلبة وتحفيزهم على ممارستها، وذلك يعد نوعاً من الوقاية والتثقيف وتعزيز السلوك الصحي لدى الطالب.

وأضافت: يجب على المعلم أن يستخدم طرقاً حديثة ومبتكرة، لتشجيع الطالب على ممارسة الرياضة، والتفاعل مع حصتها وجذبه إليها، فالرياضة جزء من أنماط الحياة الأساسية التي يجب أن تُعزز لدى طلبة المدارس.

«الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء»، مقولة مأثورة، تعمل وزارة التربية على توعية الطلبة بأهميتها، وتراها تربط بين المقولة نفسها والنشاط البدني والرياضة المدرسية، وحتى العملية التعليمية. وهنا يستكمل معنا الدكتور أسامة اللالا صفحات ملف قضيتنا، موضحاً أنه لا أحد يستطيع غض الطرف عن أهمية النشاط البدني للطلبة وضرورة حصة التربية الرياضية كعامل وقائي من الأمراض. وأكد أن جميع الدراسات في هذا المجال، أثبتت أن الطلبة الذين ينسجمون في ممارسة النشاط البدني وينتظمون في ممارسة حصة التربية الرياضية هم أكثر تحصيلاً، بالاستناد إلى متغيرات الفهم والتركيز والاستيعاب والتحليل والتفسير العلمي.

في مدرسة الألفية، اعتبرت نعيمة جعفر مديرة المدرسة أن حصة الرياضة المدرسية حصةً للنشاط المتجدد والاستفادة والتنفيس في آن واحد، وفيها نوع من التجديد بعيداً عن الروتين اليومي أو الجدول الدراسي، فالرياضة المدرسية تعتبر مادة أو منهجاً مهماً كغيره من المواد الدراسية الأخرى. وهي مهمة وضرورية للطلبة، لأنها تجعلهم يبذلون جهداً كبيراً، من خلال الحركة التي تنشط الدورة الدموية وتطور المهارات الذهنية والعقلية.

أما إسراء الكاظم معلمة تربية رياضية في مدرسة الألفية للتعليم الأساسي، فذكرت أن حصة التربية الرياضية مهمة جداً للطالبات صحياً وعقلياً، لما فيها من تغيير وتجديد، مشيرة إلى وجود منهج مهم لحصة التربية الرياضية، فيه جانب نظري صحي يشمل أنواع الرياضات والتغذية السليمة ومخلفات البيئة والمخدرات والحوادث وغيرها من المواضيع التثقيفية المهمة التي يجب أن يتعرف إليها الطلبة.

 التربية العامة

ومن مدرسة الخلفاء الراشدين للتعليم الأساسي، أكدت طوبى محمد علي مديرة مدرسة، أن التربية الرياضية تعتبر جزءاً من التربية العامة، ولا يمكن الاستغناء عنها. ولم تعد مجرد تدريب بدني أو رياضي، يمارسه الفرد أو الجماعة على شكل تمرينات، لتحريك أعضاء الجسم، أو لتقوية العضلات، أو لمجرد اكتساب مهارة حركية معينة، بل هي محاولة لتربية الفرد تربية كاملة، عن طريق نشاط متكامل وسيلته الأولى حركة الجسم.

وقالت ريم عبدالوهاب معلمة تربية رياضية إن الرياضة في المدارس كانت في الماضي محدودة وغير متطورة، تشتمل على ممارسة ألعاب كرة القدم والعدو لمسافات معينة، والسباحة وكرة الطائرة، لكن مع مرور الزمن وتقدم العلم والتكنولوجيا، تقدم هذا النوع من العلم وأصبح يشمل أقساماً كثيرة، مثل التايكواندو وألعاب القوى والجمباز والبلياردو وغيرها من الألعاب التي ظهرت في ثوب جديد من الاتساع والشمولية..

والتقدم والتطور. وأضافت هناء محمد فتحي معلمة التربية الرياضية: حتى نخلق جيلاً واعياً ومتعلماً من الطلبة، متمتعاً بالصحة واللياقة، لابد من الاهتمام بهم منذ البداية لأنهم أمانة في الأعناق، وهذا الاهتمام يجب أن يشمل الأمور التعليمية والسلوكية البناءة والهادفة، ومعه الرياضة المدرسية. وبذلك نستطيع توثيق علاقة الطالب بمدرسته على نحو سليم.

وذكرت إيمان الشربيني معلمة التربية الرياضية في مدرسة مارية القبطية، أن دور معلم التربية الرياضية لا يقتصر فقط على الاهتمام بالطلبة الأصحاء، وهنا يجب عدم إهمال الطلبة الذين يعانون بعض الأمراض، بالعمل على إشراكهم في ألعاب رياضية مناسبة لظروفهم، على أن يكون الأمر تحت إشراف طبي.

Email