التقنيات وأخواتها.. «سكين تجرح» في أيدي المراهقين

ت + ت - الحجم الطبيعي

مواقع التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة التي تبث اليوم ما تعجز عنه وسائل الإعلام، بفضل شهرتها وانتشارها، في بضع دقائق تصل إلى ملايين الناس، وهي تتيح من الفوائد متسعاً كبيراً في تبادل المعلومات ونقلها والاطلاع على العالم بمساحته الشاسعة عبر نافذة صغيرة، لكن في المقابل؛ أصبحت تشكل في الوقت نفسه خطورة كبيرة، لكونها وسيلة يستخدمها البعض لترويج الشائعات.

«العلم اليوم» رصدت عن كثب واقع التقنيات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي وأثرها في طلبة المدارس، الذين حولوا تلك التقنيات والمواقع إلى بيئات خصبة تتكاثر فيها الشائعات، التي بدورها قد تؤثر وبقوة في الأهداف النبيلة التي يسعى التعليم إلى غرسها في نفوس الطلبة.

عمر الدراسة

دراسات حديثة، أشارت إلى أن نسبة كبيرة جداً من مستخدمي الإنترنت تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 18 عاماً، وهذه الفئة السنية تدخل في نطاق الأعمار الافتراضية التي يكون فيها الأشخاص في المدرسة، إذ تكون نسبة إدراكهم لمخاطر التقنيات ضئيلة جداً، فقد يتناقلون نتيجة استخدامهم المفرط ولساعات طويلة لتلك الأجهزة والتقنيات.

كماً من البيانات والموضوعات، ربما تغيب الرقابة عن الكثير منها، فتصل إلى فئات عمرية مختلفة. ولا أحد ينكر حقيقة أن المواقع التواصل والتقنيات برمتها، قد سهلت من عملية تبادل الصور ومقاطع الفيديو والشائعات التي لا تجد من يردع سبيلها، فيلجأ الكثير من العابثين إلى نشرها غير آبه بما تحدثه على الصعيدين النفسي والاجتماعي.

 

سوء استخدام

عن ذلك يقول إسماعيل محمد مدير مدرسة العروبة إن سوء استخدام التقنيات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي، له أثر سلبي يهدم في كثير من الأحيان ما يغرسه المجتمع والمدرسة من عادات وسلوكيات في نفوس الأبناء، ويتعارض مع مصالح العديد من الناس والمؤسسات، لذلك لا بد أن يكون هناك وعي أكبر وإدراك في نقل مضامين الرسائل التي يريدون نشرها.

ويضيف إن المجتمع التربوي لا يخلو من سلبيات انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وتقنياته، والتي تشكل في كثير من الأحيان خطورة على الأهداف التي تسعى وزارة التربية والتعليم والمدرسة إلى نشرها، فالشائعات التي تنتشر بين الحين والآخر، تمثل مصدر إزعاج للإداريين والمعلمين، وتتطلب منهم بذل مجهود أكبر للتصدي لها بشتى الوسائل الممكنة.

وكذلك فإن انتشار الشائعات يؤدي في بعض الأحيان إلى تغيب الطلبة عن المدرسة، إذ إن من أكثر الشائعات التي تروج في مواقع التواصل الاجتماعي و«البلاك بيري» تلك المتعلقة بالمدرسة والإجازات والامتحانات.

 

أوقات محددة

ويشير إلى أن مثل هذه الشائعات تتكاثف بشكل أكبر في أوقات محددة، مثل نهاية الفصل، أو في المناسبات كالأعياد، إذ يكتب البعض الجمل المنمقة والدقيقة، حتى لا يثير أسلوب كتابته أدنى شك في مصداقيتها، وبعد إرساله لتلك المعلومات الخاطئة، لا تمضي سوى دقائق معدودة حتى يصبح الخبر سارياً بين الأصدقاء وأولياء الأمور الذي يتفاعلون معه بكثافة، فيتبادلون إرساله دون الرجوع إلى مصدر موثوق للتأكد من مصداقيته.

Email