في «سلمى الأنصارية» عائلات أجنبية لتعليم «الإنجليزية»

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ ثلاث سنوات، ومدرسة سلمى الأنصارية تجتهد في ابتكار طرق وبدائل غير تقليدية لتعليم اللغة الإنجليزية وتمكين طالباتها من هذه اللغة.

ومن منطلق حرصها على غرس حب القراءة لدى الطالبات، فقد أوجدت مشروعها «معاً نقرأ» لتطوير أداء الطالبات في اللغة الانجليزية، إذ ساهم المشروع الذي رعته جمعية بيت الخير، في بناء علاقات وثيقة بين الطالبات والمتطوعين الأجانب، وتنمية مهارة القراءة باللغة الإنجليزية لدى الأطفال، إضافة إلى استفادة معلمات اللغة الإنجليزية باعتبار المشروع دورة تدريبية لممارسة اللغة باستمرار.

بحسب ما يؤكد المستفيدون من المشروع، فإن المتطوعين القادمين من ثقافات غربية مختلفة، استطاعوا التعرف من خلال هذا البرنامج التربوي والثقافي والاجتماعي، على المجتمع الإماراتي وثقافة أفراده وعاداته وتقاليده وأمور كثيرة أثرت المشروع وساهمت في تدعيمه.

بدرية الياسي مديرة مدرسة سلمى الأنصارية، تقول إن المشروع مر عبر ثلاث مراحل، فالمرحلة الأولى كانت بعنوان «وقت القصة مع آية»، وآية هي صحافية أيرلندية تقطن في الإمارات منذ 6 سنوات، تطوعت للعمل في المشروع، وساهمت في نجاحه بشكل فاعل، بوقوفها المستمر إلى جانب الأطفال على مدار ثلاث سنوات متتالية، وكان لها الدور البارز في استقطاب المزيد من الجاليات الأجنبية الأخرى التي انخرطت في المشروع، معظمها كانت تصطحب أطفالها في جلسات المناظرة والقراءة، مما ساعد الطالبات على تقبل اللغة الإنجليزية بسرعة قياسية من جهة، وتقوية لغة الحوار لدى كثيرات من جهة أخرى.

صعوبات وتحديات

وتحدد هدى عبدالله منسقة اللغة الإنجليزية والمشرف العام على المشروع، بعض الصعوبات التي واجهتها منذ البدء في المشروع، مثل قلة المتطوعين في البداية، وشح الإمكانيات المادية، خاصة وأن المشروع يعتمد على الجهود الذاتية، وهو بحاجة إلى تعاضد كافة الأطراف وتضافر جهودها، وهو ما حصل في المدرسة خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة.

وتؤكد منسقة اللغة الإنجليزية أن عدد المتطوعين أصبح أربع عائلات في العام الثاني للمشروع، وبلغ في العام الثالث ثماني عائلات، وتم إخضاع طالبات المدرسة من الصف الثاني وحتى الخامس، لمشروع اللغة الإنجليزية، مع تسليط الضوء بدرجة عالية على طالبات الصف الثاني باعتبارهن اللبنة الأولى في المرحلة التأسيسية.

وتشير هدى إلى أن المشروع ينقسم إلى ثلاثة أقسام، وهي «قصة الشهر» مع ثماني مجموعات من المتطوعين، و«القارئ الماهر» مع ثلاث مجموعات من المتطوعين، وأخيراً «المناظرة» مع الطالبة فاطمة الجاسم.

 

تجربة آية

وعن أسباب تقيد الأيرلندية آية بالمشروع، تجيب آية إنها تخرجت من مدرسة ركزت في منهاجها على ثقافة التطوع، وخرجت منها بذكريات جميلة لا تكاد تفارقها حتى الآن. ورغم أنها صحفية وكانت رئيسة تحرير إحدى المجلات، إلا أنها تميل إلى مساعدة الآخرين، وقد دأبت على ذلك منذ لقائها بصديقتها هدى عبدالله التي اقترحت عليها الفكرة.

ورحبت من جهتها من دون تردد. وتؤكد آية أن ترسيخ المعلومة باللغة الإنجليزية في أذهان الأطفال، يتطلب تغييراً في وجوه المعلمين والنمط المستخدم، وذلك ما تم تحقيقه فعلاً لطالبات مدرسة سلمى الأنصارية، حيث يتبادل المتطوعون أدوارهم باستمرار كي تنجذب الطالبات إلى التعلم، ويتعرفن على الاختلافات اللغوية الطفيفة بين دولة أجنبية وأخرى، أبرزها نطق مخارج الحروف، إلى جانب اختلاطهم المباشر مع الأطفال الناطقين باللغة الإنجليزية.

 

قفزات سريعة

وتؤكد فاطمة الجاسم طالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، أن مستواها اللغوي شهد قفزات كبيرة منذ انخراطها في البرنامج، واستطاعت إدارة مناظرة بعنوان «المسلسلات التركية بين مؤيد ومعارض» تناغماً مع جدل المجتمع حول هذه القضية. وتضيف الجاسم إن الطالبات أصبحن أكثر حماساً للتحدث بالإنجليزية، ليس ذلك وحسب.

وإنما الدفاع عن وجهة النظر بأسلوب علمي وعن قناعة، لافتة إلى أن الكثير من الطالبات، بررن مشاهدتهن للمسلسلات التركية بسبب ذويهم. وترى الجاسم أهمية المناظرة في كونها تقوي من لغة الحوار والحديث بطلاقة، مؤكدة أن مستوى الحديث باللغة الانجليزية لدى الطالبات يفوق أعمارهن بكثير.

 

فرصة التواصل

وتحدثت الطالبة آمنة منصور عن تجربتها في المشروع، إذ تقول إنها كانت ترى الأجانب في التلفاز ولم تحظَ بفرصة التواصل مباشرة معهم، وذلك ما حفزها على الالتزام بالبرنامج الذي يتيح لها ولغيرها من الطالبات، تجاذب الحديث مع العائلات الأجنبية وأفرادها، ودفعها إلى بذل المزيد من الجهود كي تتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة.

مؤكدة أن معلمة اللغة الإنجليزية تساعدها على ترجمة بعض المفردات الصعبة، وقد قطعت شوطاً كبيراً في هذا المشروع.وتختتم آمنة أنها حتماً ستشعر بحزن عميق بعد فراقها مدرستها ومعلماتها والمتطوعين الأجانب من العائلات التي أصبت جزءاً من حياتها الدراسية، لا سيما وأنها على وشك الانتقال إلى الصف السادس في مدرسة أخرى.

Email