مرحلة الثانوية الأنسب لعملية التوجيه التربوي والمهني

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتبرت كنيز العبدولي مدير إدارة الإرشاد الطلابي بوزارة التربية والتعليم، أن الميول المهنية تمثل أحد أهم المتغيرات التي اشتملت عليها نماذج ونظريات الارتقاء المهني، كما أنها أحد الموضوعات التي يتم الاهتمام بها في عملية الإرشاد المهني، وتظهر الميول وتتحدد في مرحلة المراهقة. لذلك تعد هذه المرحلة من أنسب الأوقات لعملية التوجيه التربوي والمهني، لأنه كلما اتجه الفرد إلى دراسة أو مهنة تتفق مع استعداداته وميوله كان احتمال نجاحه وتفوقه فيها أكبر.

أما سناء عبدالعظيم الموجهة الأولى للإرشاد الأكاديمي المهني بإدارة الإرشاد الطلابي بوزارة التربية، فقالت إن مرحلة الدراسة الثانوية تعد من أهم المراحل التي تسهم في الإعداد لمهنة المستقبل، لذلك فإن التحاق الطالب بتخصص دراسي معين قد يؤدي إلى تحديد المسار المهني الذي سيمارسه مستقبلاً.

وعليه فإن اختيار نوع الدراسة المناسب للطالب في هذه المرحلة أمر لا بد أن يهتم به كل من له علاقة بتنشئة الطالب وإعداده، فهذه المرحلة تحتل مكانة متميزة في السلم التعليمي، وتعد طلابها للالتحاق بالتعليم الجامعي.

 

مرحلة ونضج

وأضافت أن مرحلة التعليم الثانوي تجسد فترة نضج ميول الطلاب، وتمايز قدراتهم، تتبلور فيها ملامح المستقبل المهني أو الوظيفي، وتتأثر ميول الفرد المهنية بشكل مباشر في نجاحه المهني، فالنجاح المهني يتطلب توافر عدة أمور وشروط، جزء كبير منها يعتمد على الفرد نفسه كالحماس والمبادرة والإبداع والإتقان والمثابرة والإخلاص والاستمرارية وإعطاء الأولوية وبذل الجهد والتوافق والتطوير الذاتي.

وأشارت إلى أن حالة الإتقان المنتظرة من صاحب المهنة، تتطلب أولاً أن يعمل في مهنة يميل إليها وتتوافق مع سماته الشخصية، لأن ذلك يمكنه من العمل لساعات طويلة بتركيز وإتقان ودون ملل أو تذمر، وهو ما يجعله يتقن عمله في النهاية، بل ويحاول الإبداع فيه، ولا يتردد في تعلم الجديد في مجاله ومهنته.

كما أن العمل في مهنة يميل إليها الفرد يدفعه إلى الاستقرار، فيستمر في مجاله أو مهنته دون أن ينتقل كل فترة إلى عمل جديد أو مهنة مختلفة، مما يعيق إنتاجيته وعطاءه ويؤثر سلباً في رضاه واستقراره النفسي وبالتالي نجاحه المهني.

 

دوافع مهنية

وعن الميول المهنية وعلاقتها بالنجاح المهني، أوضحت عبدالعظيم أن الأفراد يختلفون في أسباب ودوافع اختياراتهم المهنية، فكثير منهم يرغبون في تحقيق دخل مادي، والبعض يرغب في الحصول على الشهرة، والبعض الآخر يطمح إلى خدمة الناس ومساعدتهم، وفئة أخرى تحبذ المغامرة والاستكشاف. ويشترك معظم الناجحين في أعمالهم ومهنهم في أنهم يحبون ما يقومون به، فعندما يحب الإنسان عمله، فإنه يعطيه من جهده ووقته واهتمامه وحرصه، ولذا فإنه ينجح عادة في ما يعمل.

 

الرضا الذاتي

وأكدت أن نجاح الإنسان المهني في العمل الذي يميل إليه ويتوافق مع سماته الشخصية، يؤدي إلى إسهام ذلك في تقوية شعوره بالرضا الذاتي عن نفسه وزيادة تقديره لنفسه وقيمتها ودورها داخل المجتمع الذي يعيش فيه. فالرضا الذاتي والتقدير النفسي يدفعان الشخص نحو مزيد من بذل الجهد والتعلم والحماس والاهتمام بالمهنة وكل ما يتعلق بها، مما يؤدي إلى مزيد من النجاح المهني.

وقالت سناء عبدالعظيم: في العادة يتبنى الإنسان في حياته عدداً من الأهداف أو الغايات التي يسعى لتحقيقها في مجالات الحياة المختلفة، وجزء من هذه الأهداف يتعلق بالحياة المهنية. لذا يختار معظم الناس مهنهم لاعتقادهم بأنها تحقق أهدافهم وغاياتهم، لكن هذه الأهداف عادة ما يتم تطويرها بتأثير من ميول الأفراد واهتماماتهم، وبالتالي فإن الميول المهنية للفرد تؤثر بصورة غير مباشرة في تحقيق أهداف الفرد في الحياة، وبالتالي تحديد مدى نجاحه المهني.

Email