شح أعداد المدارس التي تطبــــق منهاج الوزارة أفرز طوابير انتظار طويلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

توقف عدد من مديري المدارس الخاصة عند الرقم الذي سجلته المدرسة الأهلية الخيرية الخاصة في فرعها بعجمان، والذي بلغ أكثر من ألف طالب وطالبة متوقفين عند قوائم الانتظار للصف الأول الأساسي، معتبرين أن الواقع بحاجة ماسة إلى توصيف منطقي للوقوف عند الأسباب التي دفعت أولياء الأمور إلى حالة الاكتظاظ تلك في انتظار مقعد «زهيد الثمن» لأبنائهم.

وفي حين أكد البعض أن سمعة المدرسة من حيث النتائج التي تحصدها في الثانوية هي السبب، رأى آخرون أن المسألة مرتبطة أيضاً بالواقع المادي الذي يعيشه أولياء الأمور وحاجتهم إلى مدرسة معتدلة الرسوم وجيدة الأداء، في حين ربط طرف ثالث المشكلة بواقع جديد أفرزته التوجهات الحديثة لملاك المدارس الباحثين عن المناهج الأجنبية أميركية وبريطانية وأسترالية وسواها، وذلك على حساب المدارس الخاصة التي تطبق منهاج الوزارة، التي ظلت منذ سنوات عديدة تراوح مكانها أو تقل في عددها، وهو ما أفرز هذا الزخم من الطلب الجماهيري على هذه المدارس بالتحديد.

 

ثقة الجمهور

يرى حسن سوالمة مدير مدرسة البنين الثانوية في الأهلية الخيرية، أن قوائم الانتظار تعد دلالة واضحة على الثقة التي باتت تمتلكها المدرسة بحكم نتائجها المحققة عاماً بعد عام، لا سيما أن للمدرسة نصيباً ثابتاً من أوائل الدولة كل عام، إضافة إلى وجود أكثر من 100 طالب ضمن قائمة الـ 90% فما فوق، وتلك النتائج وحدها كفيلة بأن تبرر حالة الاكتظاظ التي تشهدها الأهلية الخيرية كل عام، ذلك بالإضافة إلى قيمة الرسوم الرمزية التي يدفعها أولياء الأمور.

الدكتور ماهر حطاب نائب مديرة الشروق الخاصة في دبي، يقول إن إغلاق مدرستين خاصتين في دبي هذا العام، دفع الكثير من أولياء الأمور للبحث عن بديل، وهو ما أدى إلى وجود ضغط كبير نسبياً على بعض المدارس في دبي، مشيراً إلى أن مدرسته تفرض رسوماً متواضعة تبدأ بـ 6 آلاف وتنتهي بـ 11 ألفاً.

 

مدارس الديكور

خلاف ذلك يؤكد حطاب أن أولياء الأمور هذه الأيام أصبحوا في حالة وعي أفضل من حيث اختيار المدارس، فلم تعد «مدارس الديكور» مرتفعة الرسوم مطمعاً طالما أن النتائج تحقق بشكل أفضل في مدارس أفقر من حيث الشكل، مشيراً إلى أن قلة الرسوم المدفوعة لا تعني إطلاقاً ضعفاً في التعليم، وأولياء الأمور جربوا الكثير من المدارس، قبل أن تترجم لدى الكثير منهم حالة قناعة بجدوى وفاعلية ومكانة المدارس التي تطبق منهاج الوزارة على حساب مدارس المناهج الأجنبية الكثيرة.

أما إبراهيم بركة مدير مدرسة الشعلة الخاصة في الشارقة، فلم يطمئن إلى واقع العدد الكبير للطلبة على قوائم الانتظار في المدارس الخاصة التي تطبق منهاج الوزارة، والمعروف عنها أنها مدارس منخفضة الرسوم، مشيراً إلى أن أولياء الأمور اليوم يبحثون عن مدرسة تمنح أبناءهم شهادة ثانوية ولا ترهق واقعهم المعيشي طوال 12 عاماً.

 

الثانوية الإماراتية

ويرى بركة أن الواقع اليوم اختلف من حيث تواجد جامعات مرموقة على أرض الدولة، وجميعها تقبل طلبة الثانوية الإماراتية بصدر رحب، لذلك أصبح أولياء الأمور على ثقة أن أبناءهم يسيرون في مسار دراسي سهل ومنطقي وصولاً إلى الهدف وهو الجامعة، فالمدارس التي تطبق منهاج الوزارة توفر هذه الخاصية وتقدم تعليماً مقبولاً ويفي بالغرض.

ويقول إن المشكلة تبدو نتاجاً طبيعياً لقلة عدد المدارس التي تطبق منهاج وزارة التربية والتعليم في الدولة، حيث إن عدد هذه المدارس لم يتزايد منذ سنوات، في وقت بات فيه أولياء الأمور في موقع ثقة متجددة تجاه هذه المدارس غير المرهقة مادياً والمقنعة تعليمياً، موضحاً أنه لم يسجل إلى الآن قوائم انتظار طويلة، رغم إقراره أنه يضطر بداية كل عام دراسي إلى الاعتذار للعشرات من أولياء الأمور لعدم وجود مقاعد شاغرة لأبنائهم، وذلك على الرغم من أن مدرسته تستوعب أكثر من خمسة آلاف طالب وطالبة.

مصطفى الموسى مدير مدرسة المعرفة الدولية الخاصة، يشير إلى أن مدرسته تضم خمسة آلاف طالب وطالبة في ثلاثة مناهج (وزارة وأميركي وبريطاني)، 1400 منهم مسجلون في منهاج الوزارة، وان المسألة في اختيار المناهج لا تزال مرتبطة بالواقع المادي بالنسبة لأولياء الأمور، موضحاً أنه يواجه كل عام إقبالاً شديداً من قبل أولياء الأمور، في حين أن طاقة المدرسة الاستيعابية لا تقبل المزيد من الطلبة، حيث إن غالبية الشعب أصبحت مغلقة منذ الآن.

Email